لم تتوقع الحاجة الخمسينية "رملة إمام" من مدغشقر أن يحقق الله لها أجمل أمانيها في الحياة في هذه السنة على يد خادم الحرمين الشريفين فتحج بيت الله الحرام وتزور المسجد النبوي وتلتقي بابنها الذي اغترب منذ فترة طويلة لطلب العلم. وقد وفّدت الحاجة "رملة" في هذه السنة إلى مكةالمكرمة ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وكلها شوق إلى رؤية الكعبة المشرفة والمسجد النبوي وأيضا يحدوها الشوق بعد ذلك إلى لقاء ابنها زكريا الذي يدرس بالجامعة الإٍسلامية في المدينةالمنورة.
وتحققت أمنيتها الأخرى حين التقت بابنها في مخيم البرنامج بمشعر منى فتعانقا ودخلا في موجة بكاء فرح عبرت عن شدة الشوق بينهما إلى أن سكنا وجلسا يرويان لسبق قصتهما .
ويسترجع بنا ابنها زكريا الأحداث إلى ما قبل سنة كاملة بعد التحاقه بالجامعة وذلك حينما رأى رؤيا في المنام شاهد فيها نفسه وهو يقدم وردة لأمه وأخته وهما بجوار باب السلام في المسجد النبوي، إلى جانب لافتة كبيرة لفتت نظره مكتوب عليها هدية من خادم الحرمين الشريفين، وهو ما وقع في نفسه بعد استيقاظه من النوم وشعر أنها بشرى خير له ولأهله.
يقول زكريا إنه بدأ يشعر بتحقق هذه الرؤيا بعد أن تزوجت أخته بشاب ملتحق أيضا بالجامعة الإسلامية فاستقدمها إلى المملكة ليتحقق لها حلم أداء فريضة الحج وزيارة المسجد النبوي، ثم بات ينتظر اكتمال هذه الرؤيا بقدوم أمه إلى المشاعر المقدسة.
وأضاف زكريا أن أخاه الأكبر أصبح أحد الدعاة المتعاونين مع وزارة الشؤون الإسلامية في بلاده بعد تخرجه من الجامعة الإسلامية، فرفع اسم أمه من ضمن الضيوف المقترحين ليأتيها القبول من إدارة البرنامج وهي في غمرة وسرور عبرت عنه بقولها لا أستطيع "وصف مشاعري".
وأعربت الحاجة رملة عن سرورها العظيم بهذه الرحلة الإيمانية التي حققها لها خادم الحرمين الشريفين بأداء فريضة الحج والالتقاء بابنها وقالت: "دعونا للحج واستضافونا فإذا بهم يخدموننا فوق ما كنا نؤمله ونتوقعه"، مشيدة بدور الملك في خدمة الإسلام والمسلمين وتعليم أبنائهم عبر منحهم مقاعد دراسية في الجامعات السعودية لنشر المفاهيم الصحيحة والمعتدلة للإسلام، مؤكدة أن هؤلاء الطلاب يعودون إلى بلادهم ويبدؤون في نشر هذا العلم لغيرهم.
وأكد زكريا أن المملكة العربية السعودية تقدم خدمات للمسلمين لا يمكن أن توجد دولة أخرى في العالم تقدم مثلها لا سيما لراغبي تعلم العلم الشرعي، مشيرًا إلى أن الطلبة هم سفراء خير للإٍسلام والمسلمين يبينون لهم الطريق الصحيح ويعترفون بفضل المملكة عليهم .