لم تتمالك الفرحة جموع الحجاج من ضيوف خادم الحرمين الشريفين، وهم يجدون أقدامهم حطت في رحاب المشاعر المقدسة، ليمن عليهم الله تعالى بفضله بأداء مناسك الحج، ليرفعوا أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن ينعم بالصحة والعافية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ويجزيه خير الجزاء على مبادرته التي أتاحت لهم الوصول إلى مكةالمكرمة لأداء الفريضة على نفقته يحفظه الله، مؤكدين أنهم يتوقون للوصول إلى المشاعر كل عام، لكنهم يفضلون إتاحة الفرصة للآخرين أن يصلوا لينعم الله عليهم بفضله مثلما ما أنعم عليهم. حفاوة الاستقبال واعتبر الحجاج القادمون من كرواتيا من ضيوف خادم الحرمين الشريفين، حفاوة الاستقبال منذ اليوم الأول لوصولهم إلى مجمع صالات الحج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، تؤكد مدى الكرم الذي يتبناه رجال المملكة في التعامل مع ضيوف الرحمن، مشيرين إلى أنه كان في مقدمة مستقبليهم عبدالعزيز الصالح رئيس لجنة الاستقبال وطارق أسعد نجدي ومحمد عبداللطيف مراد مدير صالات الحج المناوب وعدد من المسؤولين في المطار وأعضاء لجنة الاستقبال، قبل أن يغادروا بالحافلات المجهزة إلى مكةالمكرمة للبدء في المناسك. وقال مواودي السلامي عضو في المشيخة الإسلامية مدير المدرسة الثانوية الإسلامية المكلف بالتعليم الديني على مستوى كرواتيا «سبق أن زرت المملكة قبل حوالي 13 سنة، وهذه المرة الثانية ولله الحمد فسعادتي لا توصف، ونشكر خادم الحرمين الشريفين الذي هيأ لنا هذه الفرصة العظيمة التي يتشوق لها كل مسلم في شتى أقطار الأرض». وبين مواوردي أنهم على علم ودراية عن تلك المشاريع القائمة في الحرم المكي الشريف وهو توسعة المطاف، وتابع «قدرنا تلك الظروف لهذه المشاريع وتمشيا مع قيادة المملكة وتوجيهاتها لم يحضر من كرواتيا إلا حجاج قليلون جدا وكل هذه المشاريع من أجل مصلحة المسلمين جميعا لكي يستوعب الحرم أعدادا كبيرة خلال السنوات القادمة بإذن الله تعالى». وأضاف كل من حمدي بيشج رئيس الجمعية الإسلامية في مدينة أرضوان التي تبعد عن العاصمة حوالي 50 كلم، وصلاح الدين خليلي رئيس الجمعية الدينية في مدينة برج دين وتقع على الحدود مع المجر تبعد عن العاصمة حوالي 90 كلم، والتي كانت هي عاصمة كرواتيا قبل خمسة قرون، وشوال دسومي رئيس الجمعية الإسلامية في مدينة بلست الساحلية وهى ثاني أكبر مدينة في كرواتيا، ونرمين بوتولي سكرتير المفتي في كرواتيا، وأنيسة بوتنج معلمة في الثانوية الإسلامية في زغرب، أن سعادتهم لا توصف بعد أن وصلوا إلى المملكة، ووقفوا على صعيد عرفات، لينعم الله تعالى عليهم بفضله بأداء المناسك، مشيرين إلى أن عدد المسلمين في كرواتيا يصل إلى 63 ألف مسلم، ما يعادل 8.1% من إجمالي عدد السكان، ويشكلون نخبة ثقافية كبيرة جدا، حيث إن 10% من المثقفين الكروات من المسلمين. وأشارت أنيسة إلى أنها لأول مرة تزور المملكة وتؤدي مناسك الحج، وقالت «الشكر أولا وأخيرا لله عز وجل ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي أتاح لنا هذه الفرصة ومكننا من أداء مناسك الحج». وتقول نيابة عن المسلمات في كرواتيا «نشكر المملكة حكومة وشعبا على كرم الضيافة وحرارة الاستقبال على ما وجدوناه منذ أن حطت بنا الطائرة وواصلنا سيرنا إلى المشاعر المقدسة فلهم منا جزيل الشكر والثناء وأن يجعل كل ما يقومون به في موازين حسناتهم». وأكدت أنهن سيعدن بذكريات ممتعة إلى بلادهم، وهن يحملن كل معاني الحب والتقدير للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين بشكل خاص، معربات عن أملهن أن تجد قريناتهن الفرصة في أداء المناسك العام المقبل، لأن غالبية الملسمين الكروات ظروفهم المادية صعبة جدا ولا يستطيعوا توفير المبالغ اللازمة لأداء الحج. الرغبة في الحج وأضاف أشرف وجدي دسوقي رئيس مؤسسة الدعوة الإسلامية في كوالالمبور في ماليزيا أنه زار المملكة عدة مرات للحج والعمرة، ونقل لرفاقه في بلاده روح الكرم والضيافة التي يتمتع بها السعوديون، مشيرا إلى أن الكل هناك يتشوق ويتطلع بكل حب وتقدير لزيارة المملكة سواء للحج أو العمرة، مشيدا بالتوسعة الأخيرة للحرمين الشريفين وخاصة توسعة المطاف، ومؤكدا أن المملكة تبذل كل ما في وسعها لتوسعة الحرمين الشريفين لكي يستوعب الأعداد الكبيرة التي تأتي للعمرة أو الحج، وقال في كل عام يأتي إلينا في ماليزيا الكثير من الدعاة والعلماء لنشر الدعوة. ويقول الشيخ خروساني بن زكريا مفتي ولاية بيرا في ماليزيا جنوب العاصمة كوالالمبور بحوالي 200 كلم، إنه سبق أن زار المملكة، والتقى أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء وحضر عددا من المؤتمرات الإسلامية، مشيرا إلى أن أول زيارة له كانت عام 1964م لأداء مناسك الحج ومن ثم توالت زياراته لحضور المؤتمرات والندوات التي يدعى لها. ويشير إلى أنه يقوم بعملية الدعوة والإرشاد في ولاية بيرا وبقية الولايات الأخرى والجزر، متمنيا أن ينعم الله تعالى عليهم بقبول أداء المناسك، داعيا الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يديم عليه الصحة والعافية ويجعله فخرا وذخرا للإسلام والمسلمين. ويقول ون زايدي بن ون تي مفتي في كوالالمبور بماليزيا إنه زار المملكة حوالى 10 مرات منها 3 مرات لأداء مناسك الحج و5 مرات لأداء العمرة، إلا أنه يتوق للزيارة كل عام، مبينا أن المشاعر المقدسة تشهد كل عام أعمال ومشروعات جديدة تصب في صالح المسلمين، داعيا الله أن يجزي القائمين على هذه الأعمال خير الجزاء، والشكر أولا وأخيرا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله الذي يولي مشاريع الحرمين جل العناية والرعاية، فما نشاهده ونتابعه عبر شاشات التلفاز والآن على الطبيعة يدل على أنه حفظه الله لديه بعد نظر عظيم للتخطيط لمستقبل الحرمين الشريفين من خلال هذه التوسعة المباركة، مثمنا المكرمة الغالية من خادم الحرمين باستضافتهم على نفقته الخاصة لأداء مناسك الحج لتمكين المسلمين في شتى بقاع العالم أداء مناسك الحج والعمرة، وهذا يدل على كرم الضيافة وما وجدناه من خدمات شي يثلج الصدر ويعجز اللسان عن وصفه. وأوضحت الدكتورة زليخة بنت قمر الدين مديرة الجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا أنها زارت المملكة حوالي ثلاث مرات، أولها كانت في عام 2005م لأداء فريضة الحج، وكان ذلك حلما يراودها منذ الصغر وأخيرا تحقق حلمها وبكت كثيرا عندما شاهدت الكعبة المشرفة وزاد بكاؤها أثناء الطواف، مشيرة إلى أن سعادتها هذا العام لا توصف وهي تزور المملكة للمرة الرابعة، لأن حلم كل مسلم أن يصل إلى المشاعر المقدسة كل عام، مشيرة إلى أنها ترافق عددا من الأكاديميين وأساتذة الجامعة الذين لأول مرة يزورون المملكة لأداء مناسك الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، مضيفة: أتمنى إفساح المجال بنسبة كبيرة للنساء للحج وأداء الفريضة لأنهن الأقرب لغرس المفاهيم الإسلامية الصحيحة للأطفال في ظل الإشراف على تربيتهم. فرحة كبيرة وقال الدكتور عبدالعزيز عبدالرحمن عضو المجلس الأعلى للجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا: الحمد لله كانت فرحة غامرة عندما تلقيت نبأ زيارة المملكة لأداء مناسك الحج هذا العام على نفقة الملك عبدالله أطال الله في عمره، والفرحة تغمرني، وأعجز عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الذي مكننا من زيارة المملكة وأداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة، فجزاه الله عنا وعن المسلمين أجمعين كل خير وأن يمتعه بالصحة والعافية. ويضيف الدكتور عبدالعزيز إنه زار المملكة أول مرة عام 1981م لأداء مناسك الحج وكانت الصعوبة كبيرة في رمي الجمرات، ولكن الآن أصبحت ميسرة ولله الحمد كثيرا حتى المشاريع الأخيرة للمطاف سوف تدخل البهجة والسرور على الحجاج، مبينا أن المملكة لم تأل جهدا في سبيل هذه المشاريع العملاقة، حتى تخفيض الحجاج لهذا العام جاء من أجل تلك المشاريع العملاقة وهذا كله بسبب المصلحة العامة ومن أجل راحة وسلامة ضيوف الرحمن والمعتمرين فلهم الشكر الجزيل منا. حجاج بورما أما الحاج محمد مصطفى كمال الداعية من دولة بورما، حيث تعلم ودرس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة وتخرج منها قبل 15 سنة تقريبا ثم عاد إلى بورما لنشر الدعوة في بلاده، فيشير إلى أن نسبة المسلمين في بورما 12% ويواجهون مشكلات كثيرة من قبل البوذيين خاصة أثناء إلقاء المحاضرات الدينية، فالبوذيون يحرقون بيوت المسلمين ويقتلون الشيوخ والأطفال والنساء، ولكننا نجد الدعم الكامل من المملكة، وقال نشكر خادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة والاستضافة، حيث قدم حوالى 50 حاجا من بورما على نفقته يحفظه الله لأداء مناسك الحج هذا العام فله منا جزيل الشكر والثناء وأن يطيل في عمره. ويقول اللواء أكوس سوريا بكتي في رئيس معسكر الشرطة في جاكرتا إنه لأول مرة يزور المملكة هذا الموسم لأداء مناسك الحج وتصحبه زوجته والفرحة تغمرهما حيث كانا يتطلعان لزيارة المملكة منذ سنوات طويلة بكل لهفة ومحبة. وأضافت زوجته إن سعادتها لا توصف بهذه الزيارة لأداء مناسك الحج على نفقة الملك عبدالله، معبرة بكلمات الشكر والثناء لله عز وجل أولا ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يسر لهم هذه الرحلة الإيمانية وزيارة المملكة لأداء فريضة الحج التي كانت حلمها هي وزوجها وينتظرونها منذ سنوات طويلة بفارغ الصبر وذلك بحكم أن زوجها يعمل في القطاع العسكري. وبين كل من عبدالغفور أبو طاهر المحاضر في الجامعة الإسلامية العالمية ومراسل إذاعي، وشوكت محمود (صحفي) في (صحيفة أكنمك تايم) أمين عام نقابة الصحفيين في بنغلاديش، أنهم لطالما سمعوا عن كرم وضيافة أهل المملكة، وهاهم يزورونها تحت ضيافة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، مشيرين إلى أنهم يدينون بالفضل له حفظه الله، وسيعكسون لإخوانهم في بلادهم عند العودة ما وجدوه بالتفصيل إنصافا للمملكة ورجالها، وكل ما شاهدوه على أرض الواقع سواء في المسجد الحرام أو النبوي الشريف أو حتى المشاريع العملاقة في المشاعر المقدسة. كما عبر عدد من حجاج فيتنام عن عظيم شكرهم لله عز وجل ثم للملك عبدالله، داعين الله عز وجل أن يحفظه لتيسير هذه الرحلة المباركة لهم وأن يجعلها في موازين حسناته، مؤكدين أن الخدمات التي وجدوها تعجز عن الوصف والتعبير. وقالوا إنهم جميعا سعيدون وفرحون منذ اليوم الأول لوصولهم أرض المملكة، وتصعيدهم للمشاعر المقدسة، ولم يصدقوا أنفسهم إلا يوم عرفات وهم يلبون، مشيرين إلى أنهم لم ينسوا بالطبع صاحب الأيادي البيضاء على وصولهم لهذا المشعر المبارك، خادم الحرمين الشريفين، داعين له بالصحة والعافية وطول العمر، وأن يحفظه ذخرا للمسلمين والأمة الإسلامية. حجاج فلسطين وعبر الحجاج الفلسطينيون الذين يؤدون الفريضة على نفقة خادم الحرمين الشريفين، والبالغ عددهم ألف حاج، عن بالغ شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة على هذه الاستضافة الكريمة. وقال نجيب الأخرس من رفح «فرحت وزوجتي عندما بلغت بهذه المكرمة وأتيت للحج أنا وأبنائي وزوجتي ضمن الحجاج الفلسطينيين لحج هذا العام على ضيافة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، ودعيت لأبنائي الشهداء بأن يكونوا مع الصديقين والصالحين». وأوضح الحاج محمد بن محمود الشلادان من غزه (والد أحد الشهداء) أن كرم خادم الحرمين الشريفين بهذه الاستضافة ليس بغريب، وهو فرع من أصل بدأ مع بداية عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فهذا ليس بغريب على خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره فهو فرع كريم من أصل كريم، وجزى الله خيرا كل القائمين على الاستضافة، حيث وجدنا الابتسامة ولين الجانب، فهم ملأوا قلوبنا بالفرح منذ اللحظة الأولى لوصولنا إلى هذه الديار المباركة. وقال خليل إبراهيم يوسف عنائن من غزة: الكل يتمنى الحج وقد أكرمنا الله تعالى ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وخصنا نحن أسر الشهداء بهذه المكرمة، ويعجز القلم واللسان عن التعبير عن مدى فرحتنا، لكننا ندعو له بدوام الصحة والعافية. وأكد نضال حسني محمود العراف إن الاستضافة كانت ممتازة جدا وتعبر عن الكرم الذي يتبناه أهالي المملكة مع كل المسلمين. وأشار محمود جميل أحمد إمام وخطيب في فلسطين إلى إن هذه الاستضافة مكرمة كريمة من خادم الحرمين للحجاج الفلسطينيين وقال: وجدنا التعامل الطيب من القائمين على البرنامج وحسن الاستقبال والسكن والإعاشة والنقل، فكل شيء طيب ومريح.. جزى الله خادم الحرمين خير الجزاء والقائمين على البرنامج وجعل الله ذلك في ميزان حسنات الجميع. وقال علاء أحمد جودة من غزة: إن الذي يبادر به هذا الملك الصالح مع كل المسلمين وأياديه البيضاء تكرس مدى النخوة والحرص على رفعة الدين والمسلمين، ولقد أعطى بقلبه الطيب، ونصر الإسلام والمسلمين فجزاه الله خير الجزاء. وقالت الباحثة الاجتماعية في أسر الشهداء الفلسطينيين من غزة سهى موسى سالم المصري: إن عطاء الملك عبدالله بلا حدود، وهو فضل اجتباه الله بفعل الخير أينما كان وفي أي موقع، فبارك الله في صحته وجزاه خيرا على كل ما يقدم.