أظهر تقرير تقنية المعلومات العالمي لعام 2015، المتداول في المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام والصادر من شركة سيسكو، تراجع المملكة العربية السعودية ثلاث مراتب لتحتل الرقم 35 "من أصل 143 مرتبة" في مؤشر الاستعداد الشبكي لعام 2015. وشددت مجموعة من كبار المديرين التنفيذيين في شركة سيسكو السعودية على أهمية دعم السعودية في الاستفادة الكاملة من الإمكانات التي تهيئها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لقيادة التحول الاجتماعي والاقتصادي.
وقد سلّطت النتائج الرئيسة في التقرير والمتعلقة بالسعودية الضوء على أنه ورغم تراجع المملكة بالترتيب، إلا أن التقرير أوضح أن المملكة لا تزال إحدى الدول الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن الترتيب الذي تحتله ليس ببعيد عن بقية دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي، حيث تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة "23" وتحتل دولة قطر المرتبة "27" أما دولة البحرين فتحتل المرتبة رقم "30".
ويعود تراجع ترتيب المملكة في الغالب إلى زيادة تكاليف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الرغم من إمكانية التحسينات الأخيرة في بنية الإنترنت والاتصالات الهاتفية المنافسة في السوق على عكس هذه النتيجة.
ويشير التقرير إلى أن الرسوم المرتفعة لشبكات الاتصالات في المملكة العربية السعودية، وخاصة رسوم النطاق العريض الثابت، تفسر أسباب انخفاض معدلات الاشتراك (التي تعادل 7.4 لكل 100 شخص)، والتي يقابلها بشكل جزئي الانتشار الواسع لتكنولوجيا الجيل الجديد من الهواتف المحمولة.
وقد تعطل استخدام شبكة الأعمال خلال العام الماضي بالمملكة العربية السعودية بينما تحسن أداء الاقتصاديات الأخرى.
وقد ازداد تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الاقتصاد في المملكة العربية السعودية كانت ولكن بنسبة أقل من تأثيره في بقية البلدان، الأمر الذي جعل السعودية تتراجع عدة مراتب، كما أن حصة الوظائف القائمة لا تزال على تكثيف معرفي في البلاد قليلة بالنسبة للقوى العاملة، إذ تبلغ 27% فحسب.
ودعا التقرير إلى استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل أكبر من أجل تسريع عملية انتقال الاقتصاد نحو الأنشطة ذات القيمة المضافة المرتفعة.
من جانبه، قال المدير العام لشركة سيسكو في السعودية محمد العبادي إن التكنولوجيا تساعد على إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة المشاكل الاجتماعية.
وأضاف: "نعتقد أنه لا يوجد أنسب من الوقت الراهن للجمع بين الإبداع البشري والابتكار التكنولوجي من أجل تحسين حياة جميع المواطنين السعوديين".
وأردف: "الشرق الأوسط يعد ثاني أسرع منطقة كنموا في معدلات التوظيف في العالم ويعتبر بيئة جاهزة لاستقبال المزيد من الاستثمارات التجارية العالمية".
وتابع: "اليوم نرى أن التكنولوجيا تمر بوضع حرج في المملكة وعلى اقتصاد المملكة أن يجعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أولوية من أجل الاستفادة الكاملة من مزاياها في سبيل بناء استراتيجيات التحول الرقمي".
وقال: "يمكن للبلاد أن تقوم بخطوات هائلة لزيادة التواصل بين المواطنين ولتحقيق التغيير الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي المطلوب من خلال تحسين مدى الجاهزية الشبكية. ومع الإرادة السياسية والالتزام من جانب القطاع الخاص، يمكن إحراز تقدم في تحقيق الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمستخدمين".
وأضاف: "نحن بالفعل في حالة مواجهة مع هذه الموجة القادمة من الإنترنت وتحتاج المملكة العربية السعودية إلى إعطاء الأولوية لتنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حال أرادت الاستفادة من الخبرات والكفاءات التي سيجلبها هذا المفهوم الجديد".