قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد: إذا جاء العيد يوم الجمعة؛ فليس على من صلى العيد صلاة الجمعة؛ بل يصليها ظهراً، ومن صلى الجمعة فهو حسن. جاء ذلك في خطبة العيد التي تناول فيها حكم الأعياد في الإسلام وفضل التكبير، وقال: إن أعياد أهل الإسلام يُرفع فيها ذكر الله؛ فهي أعياد التكبير؛ مشيراً إلى أن أعياد المسلمين يتجسد فيها هذا التكبير، كما يعلن ويعظم في كلمات ذات عزة وبهجة يرددها المسلمون في أعيادهم فرحة وقوة وابتهاجاً وعبادة، ويكبرون في المساجد والأسواق والمنازل والطرقات رجالاً ونساء مقيمين ومسافرين في كل مكان وعلى كل حال في مشارق الأرض ومغاربها، تكبير واحد ووجهة واحدة، وشعور واحد بالبهجة والرضا والديانة والخضوع لله رب العالمين في صورة تتجلى فيها أسمى معاني الخضوع لله وعظمته وجبروته والإذعان والانقياد له وحده عز شأنه.
وأكد أن في التكبير زينة وجلالاً يجد المسلم فيها الراحة والفرحة والعزة والقوة، وفيه إعلان لعظمة الله وإذعان لكبريائه في القلوب، إلى جانب كونه تعبداً لله وتقرباً باسمه الكبير وصفته الكبرياء، وفيه استعانة بالكبير المتعال؛ لافتاً النظر إلى أن اقتران اسم العلي باسم الكبير يملأ النفس ثقة وطمأنينة.
وأوضح أن الله عز وجل اختار (الله أكبر) وخصها بخصائص وأحكام ليست لغيرها من الألفاظ والجمل في كثرة ذكرها وتعدد أحوالها وتنوع أحكامها وعظيم آثارها وما يترتب عليها؛ فالتكبير مشروع في المَواطن الكبار والمواضع العظام في الزمان والمكان والحال، مشروع في كثرة الجموع والمجامع وفي الجهاد والنصر والمغازي؛ استشعاراً لعظمة الفعل واستحضاراً لقوة الحال، التكبير مشروع لدفع شياطين الإنس والجن، والتكبير شعار المسلمين في أذانهم وصلواتهم وأعيادهم ومعاركهم؛ علاوة على أن التكبير هو شعار الصلاة ومن شعائر العيد وهو سنة ثابتة في عيديْ الفطر والأضحى.
وأضاف أن كلمة "الله أكبر" صنعت في تاريخ المسلمين العجائب، وبثت في أهلها من القوة ما استعلوا فيها على كل كبير سوى الله، كما أنها جملة عظيمة حافظة إذا سمعها الشيطان تَصَاغَرَ وتحاقر وخنس؛ فكبرياء الجبار تقمع انتفاش الشيطان؛ مبيناً أن التكبير يصطحبه المسلم في سفره فيكبره كل ما علا شرفاً وهبط وادياً أو صعد مرتفعاً؛ استشعاراً لمعية الله وعظمته وإحاطته وحفظه، وتفكراً في سعة الدنيا وتباعد أطرافها.