«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين وولي العهد وأمراء المناطق يؤدون صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين
الحرمان الشريفان شهدا كثافة في أعداد المصلين
نشر في الرياض يوم 04 - 11 - 2005

أدى المسلمون صباح امس صلاة عيد الفطر المبارك في مختلف أنحاء المملكة بعد أن من الله عليهم بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه.
وقد توافد المصلون على مصليات العيد والجوامع والمساجد التي هيئت للصلاة في مختلف مدن وقرى ومراكز المملكة منذ الساعات الاولى من صباح أمس لأداء الصلاة.
وشهد الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة كثافة في عدد المصلين الذين توافدوا اليهما.
ففي مكة المكرمة أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به.
وقد أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
كما أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين معالي رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر وأصحاب السمو الملكي الامراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وجموع غفيرة من المسلمين.
وقد أم المصلين معالي رئيس مجلس الشورى وامام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد الذي القى خطبتي العيد اوصى المسلمين فيهما بتقوى الله عز وجل فمن اتقاه وقاه ومن احب لقاء الله احب الله لقاه ومن تاب تاب الله عليه وهداه ومن انظر معسرا إلى ميسرة نظر الله بذنبه ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه عظيم كربه ومن رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار.
وقال معاليه: «ان عيد الفطر عيد اهل الإسلام.. وللصائم فيه فرحتان فرحة الفطر حين فطره وفرحة عند لقاء ربه.. وحق لاهل الإسلام أن يفرحوا بعيدهم ويتزاوروا ويتبادلوا التهاني كما انه مطلوب منهم أن يسعدوا انفسهم واهليهم والفقراء والايتام والمحتاجين حيث أن شهر رمضان شهر الاحسان والجود والبر ومتوج بتقديم زكاة الفطر.. وان تهنئة العيد لمن جد في ايام شهر رمضان واحسن الاستقبال واكرم الوافد وارى الله من نفسه خيرا فصام وقام وتلا القرآن وتزود من الصالحات» مبينا أن العيد المبارك لمن عمر الله قلبه بالهدى التقى في قلب سليم وخلق كريم ومسلك مستقيم غني محسن وفقير قانع ومحتاج متعفف ومبتلى صابر تعرفهم بسيماهم.
واكد انه لابد من وقفة تامل في هذه الايام للظروف التي تحيط بعيد اهل الإسلام والعيد تتطلع فيه الامال وقفة حول اصلاح شان الامة ومن المعلوم أن حديث الاصلاح ذو شؤون وشجون مؤكداً أن هذه الوقفة ستكون في مسالة جامعة عن قضية تعيشها الامة في كثير من اقطارها بل يعيشها ويتحدث عنها كثير من المعنيين بالاصلاح من الساسة واهل العلم والكتاب والمثقفين واصحاب القرار وتشتغل بها وتنشغل وسائل الاعلام كافة فهذه القضية قضية الخطاب الديني والخطاب السياسي والخطاب الثقافي والفكري والحوار والنقد والردود والمناقشات.
وقال امام وخطيب المسجد الحرام «حري بأمة الإسلام وهي تتحدث هذه الايام عن الانفتاح والاصلاح في كتاباتها وقراراتها ونقاشاتها بين ولاة امرها وقياداتها وشعوبها حرى بها وهي تنشد الاصلاح وتطالب به وتكتب فيه وتحاور من اجله أن تفحص نفسها وتفحص نفوس افرادها بصدق واخلاص ونقد هادف ومحاسبة نزيهة.. فالاصلاح والتغير لايكونا إلا من الداخل واول الدواخل داخل النفس منها يبدء التغير ومنها يبداء الاصلاح.. وان المعيار الذي لايتخلف في الاصلاح مهما تعددت الوسائل وتنوعت الادوات خطابا كان أو حوارا أو منهجا وان المعيار الإسلامي هو معيار النفس».
ومضى الشيخ بن حميد يقول «ان الخطاب والحوار والنقد الهادف والتعايش الواعي وتبادل الاراء بايجابية سلوك حضاري وفعل راقي يسعى العقلاء إلى تقريره ونشره وبثه.. بل أن حضارات الدنيا هي نتاج التفاعل الايجابي مع القضايا والعلاقات الفردية والاجتماعية وان الخطاب والحوار هما قيم انسانية راقية ووسيلة حضارية لعلاج الخلافات بين الناس والفئات بطريقة سلمية بل أن الحوار هو الوجه الحضاري المضيء في مقابل التعصب والانغلاق والاستبداد والاقصاء».
وشدد معاليه يقول «ان الخطاب المتزن والحوار الهادي والنقد الهادف والجدال بالتي هي احسن تقوم قاعدة الاتصال والتواصل والاحترام الفكري المتبادل وتبرز روح التسامح والقدرة على استيعاب افكار الآخرين والتعامل معها».
واردف يقول في هذه الاجواء تتولد الوسطية والعدل والبر والقسط وتنشاء كل سجايا الطيية بابعادها الشرعية والثقافية والفكرية والاجتماعية مع كل الاطراف والاطياف مهما اختلفت القناعات والثقافات.. ومن اجل هذا كله وغيره فإن الخطاب الرقيق والجدال بالتي هي احسن والحوار الهادف من مكونات ديننا وحضارتنا بل هو ممارسات انبياء الله ورسله جميعا عليهم صوات الله وسلامه ثم العلماء والصالحين من اتباعهم».
واكد الشيح صالح بن حميد أن القرآن الكريم احتفى بالحوار والمجادلة ايما احتفاء مشيرا إلى تنوع اساليب الخطاب والحوار في القرآن الكريم وانها مثار العجب ومحل لتامل تخاطبات وحوارات ومجادلات الانبياء مع اقوامهم وبين الانبياء والملاء المستكبرين وبين المؤمنين والكافرين وبين اهل الملة الواحدة بين الاب وابنه والمراء وزوجه بل بين الملائكة المقربين وربهم عز شانه وبين الانسان والشيطان وان القرآن الكريم نوع ذلك ورسم مناهجه في قصص وامثال ومواعض توجيهات تشريعية.
وقال: «إن من الجلي البين أن الحوار والمجادلة في القرآن الكريم ليست الغاية فيه مقصورة على الاقناع والغلبة ولكنه حوار هدفه الحق وبيانه بالحكمة والموعضة الحسنة والجدال بالتي هي احسن بل نهى القرآن باسلوب صريح لا لبس فيه إلا يكون الجدال إلا بالتي هي احسن».
وواصل يقول: «إن هناك ارتباطا وثيقا بين التفكير السليم والتعبير السليم وبين التفكري السقيم والتعبير السقيم وان هذا معيار ثابت لايختلف في مكاشفة ناصحة أن شاء الله فيقال أن عدد غير قليل من اهل العلم واصحاب الراي والمفكرين والمثقفين بحاجة ملحة إلى التخلي عن حالة الفردية والاستبداد الفكري من اجل الوصول إلى اجواء خطاب ونقاش وحوار يستهدف المصلحة العليا للدين والدار والدولة».
واضاف معاليه يقول «لو تامل المتامل بنظر فاحص لبعض ما يجري من احاديث وكتابات وردود ومناقشات لوجد كثيرا من الكتابات النقدية السلبية الهدامة وكأنها تقوم بدور القناص الذي يقتنص الاخطاء يتخير السلبيات ليضخمها وينفخ فيها غير مراع البتة نسبتها للصواب الحق وانه اذا اختلف مع احد أو ابغضه لهوى في نفسه أو تبعية جرده من جميع الفضائل ولم ينظر إلا لسيئاته وعثراته وينسى أو يتناسى ايجابياته واثره الطيب في الامة».
واستطرد الشيخ ابن حميد قائلا: «وان هذا المسلك ادى إلى التنازع والتقاطع ثم البغي والظلم فتفرقت الكلمة واستبيح الحمى وعبث الاعداء في الوقت الذي تحتاج فيه الامة إلى الترابط والتالف والوقوف صفا واحدا امام التحديات الكبيرة والتهديدات التي تستهدف الجميع وان الفتن بين الناس لا تنشاء إلا اذا بغوا وظلموا وجانبوا العدل والانصاف».
وقال امام وخطيب المسجد الحرام «ان كثيرا مما يجري ليس انفتاحا ولا حرية رأي ولا رأياً آخر ولكنه تبادل اتهامات وتحريض كل طرف ضد الطرف الاخر بل هو ايقاد للفتن ونفخ في الطروحات حتى يزداد الاحتقان وان الاحداث الجسام تتوالى على الامة وتزداد الاطماع في ممتلكاتها الجغرافية والمالية والثقافية».
واضاف فضيلته يقول «واهل العلم والرأي والفكر والقرار منقسمون ومنشغلون في جدل الذات والجدال العقيم وتبادل التهم وان كثيرا من الخطابات والكتابات هي تشكيا وتلاوما وتخاذلا والقاء بالمسؤولية والتبعية على الاخر وتبريئة النفس وما كان هذا اصلاحا ولا انفتاحا ولكنة تلاوم وتقاذف للمسؤولية والهروب من مواجهة النفس وتمكين للاعداء».
وبين انه لايكاد يطرح موضوع من الموضوعات العامة كموضوع المراة أو التعليم أو الاصلاح أو الحوار مع الاخر إلا وتموج الساحة موجا ويمور الاعلام مورا بالقذف والتعبير والتجهيل والتسفيه والاتهامات المتبادلة عادا هذا انحراف في المنهج وفساد في المعالجة يجب نبذه بالكلية والانصراف عنه بالجملة والتنزه عنه.
واضاف يقول «ان التعصب والهوى والاقصاء والاستبداد لا يمكن أن يكون من متدين صحيح التدين ولا من مخلص صادق صادق الاخلاص وان التعصب والتصنيف والاقصاء يكون اكثر ظهورا والحاحا في الفئات ضعيفة التدين أو منحرفة التدين وفي اصحاب الاتجاهات ذات الاهواء والاغراض وان هذه الفئات وامثالها تحب وتبغض وتقرب وتبعد بناء على اهواء وانتماءات وتعجز أن ترى المصالح الحقيقية وقد اعماها هواها واظلها تعصبها وصدها انحرافها.
واكد أن الامة بحاجة إلى نزع الاشواك وتصفية العقول والقلوب من الشوائب الفكرية والاجتماعية وتطهير النفوس وتحرير العقليات من الاستبعاد والاستبداد والتصنيف والاقصاء ونزع روح الاستعلاء الفكري والاجتماعي حتى لا يكون هناك قيد على النفوس والعقول إلا مراقبة الله عزوجل والتزام احكام الشرع ومراعاة ضوابط الدين وثوابته والحفاظ على الجماعة.
وقال فضيلته «ان هذا الحديث موجه إلى كل من يعلوا المنابر الاعلامية في خطب وكتابات وحوارات وندوات وردود ومناقشات فعليهم أن لا يغيروا الحقيقة فباب الاجتهاد مفتوح لاهله وحق ابداء الرأي مبذول من اصحابه ولا ينبغي أن يكون التفكير ضيقا فاما وجود واما اجتثاث وينبغي التواصي على قبول المخالف والتحاور معه كما ينبغي نشر ثقافة الحوار وتحري الحق وقبوله واحترام الاخر في المجتمع الاسري والوسط المدرسي في المناهج والمقررات ووسائل الاعلام من اجل تغيير النفوس ومن اجل أن ينشاء اجيال تعرف الحق وتنشده وتحسن الحوار وتقدر عليه وتقبله من الاخرين.
وتحدث معاليه عن خطوات الاصلاح وتغير النفوس إلى الافضل والاقوم قائلا «ان من اهم خطوات الاصلاح وتغيير النفوس إلى الافضل والاقوم الاصلاح في الخطاب ولغته الكتابية وطريقة مخاطبة الناس واسلوب النقد والحذر من توظيف الظروف والبعد عن الاقتيات على الاحداث واستغلال الازمات لتلميع النفس والحط من الاخرين وتعليق المشكلات عليهم باسبابها واثارها وان اصلاح الخطاب ولغته الكتابية تمثل القيمة الحقيقية لدعاة الاصلاح والانفتاح والتغيير للافضل في النفوس وفي الامة.
وفي المدينة المنورة ادى جموع المصلين امس بالمسجد النبوي الشريف صلاة عيد الفطر المبارك يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة حيث امتلا المسجد النبوي واروقته وساحاته وسطح المسجد بالمصلين من الصباح الباكر في جو مفعم بالطمأنينة والامن والامان والسكينة وسط توافر الخدمات لأداء صلاة عيد الفطر المبارك.
وقد أم المصلين فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي حيث القى فضيلته عقب الصلاة خطبتي العيد فكبر الله فيها عز وجل وحمد الله على ما من الله على المسلمين من اتمام شهر الصيام وأداء الصلوات والعبادات في هذا الشهر الكريم الذي يعد من افضل الشهور.
ودعا فضيلته المسلمين إلى تقوى الله حق التقوى والتمسك بالعروة الوثقي وقال فضيلته (ان لكل أمة اياما يظهرون فيها الفرح والسرور والبهجة والحبور تكون عيدا لهم يتكرر في وقت معلوم وترتبط هذه الاعياد بتاريخ تلك الامة وعقيدتها.. قال تعالى (لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه ).. وقال ابن عباس «المنسك العيد فاذا كانت الامة كافرة لاكتاب لها فإن الله يجعل لها عيدا بقدره وقضائه لا بشرعه واذا كانت الامة مسلمة ذات كتاب فيجعل الله عيدا بشرعه ووحيه». وتابع فضيله قائلا «العيد في الإسلام في غاية الحكمة وتمام المناسبة لمقاصد الدين وكمال التشريع وسمو التعاليم الألاهية فهو يأتي عقب عبادتين عظيمتين من اركان الإسلام يجتهد فيهما البدن وتتوجه طاقاته وقدراته إلى انواع القربات وتستنفد معظم قوة البدن في العبادة.. فعيد الاضحى يأتي بعد معظم افعال الحج الشاقة وعيد الفطر بعد الصيام والقيام والذكر وانواع من الطاعات.. وقد علمنا الله تعالى الاعمال التي تقربنا منه وشرع لنا في تلك الاوقات الفاضلة عبادات مختلفة يتضاعف ثوابها لشرف زمانها وفضل ايامها ولياليها رحمة من الله بنا واحسانا إلى عباده وجودا وكرما».
واكد فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي أن الإسلام اعتنى بجوانب التربية الانسانية ووجه طاقات الانسان وقدراته وصفاته إلى كل عمل صالح مثمر مفيد والى كل فعل طيب رشيد فأعطى الله الروح حظها من غذاء الذكر والطاعة والعبادة واطلق لها اشواقها واعطى الجسد حظه المباح من المتاع المادي وفعل الحقوق وامر أن يعطي كل ذي حق حقه.. وفي صحيح البخاري من السنة الصحيحة قوله (ان لربك عليك حقا وان لنفسك عليك حقا وان لاهلك عليك حقا فأعطى كل ذي حق حقه).
وشرح فضيلته احكام العيد موضحا أن من غاياته تعظيم الله عز وجل بذكره وتكبيره واظهار الذل والمسكنة لعظمته.. وبيان أن اللذات والشهوات ورغبات الدنيا حقيرة صغيرة تافهة وان الله جل جلاله هو الكبير المتعال الذي هو اهل للتقوى واهل للمغفرة. وقال «انه من حكم العيد شهود المسلمين الخير الذي ينزله الرب على المسلمين في هذا اليوم العظيم الذي يفتتح فيه المسلمين بالصلاة والذكر وتتقارب فيه قلوب المسلمين وصفاءها وتتحد على التعاون والتعاطف».
وبين فضيلته أن هذا اليوم يسمى يوم الجوائز حيث يفوز فيه اقوام ويحرم اخرون لقوله تعالى (ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يفعلون) ويشير فضيلته إلى حديث بن عباس (اذا كان يوم عيد الفطر هبطت الملائكة إلى الارض في كل بلد فيقفون على افواه السكك ينادون بصوت يسمعه جميع خلق الله إلا الجن والانس يا امة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم فاذا برزوا إلى مصلاهم قال الله تعالى) ياملائكتي ما جزاء الاجير اذا عمل عمله فيقولون.. الهنا وسيدنا أن توفيه اجره.. فيقول عز وجل اشهدكم اني قد جعلت ثوابهم من صيامهم وقيامهم رضاي ومغفرتي.. ويقول سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم هذا لاخرتكم إلا اعطيتكموه ولا لديناكم إلا نظرت لكم.
انصرفوا مغفورا لكم قد ارضيتموني ورضيت عنكم).
ونصح امام وخطيب المسجد النبوي المصلين بأداء الصلوات في بيوت الله مؤكداً أن الصلاة عماد الدين واول ما يحاسب العبد على الصلاة فإن قبلت قبل سائر عمله وان ردت رد سائرت اعماله ومن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها ضيع دينه مشددا فضيلته على الزكوات لان الله عز وجل اعطنا الكثير وطلب منا القليل وضاعف الحسنة بعشرة امثالها إلى سبعمائة ضعف.
وأشار فضيلته إلى أن افضل الاعمال بر الوالدين وصلة الارحام والاحسان إلى الضعفاء والايتام لقوله صلى الله عليه وسلم (انما تنصرون وترزقون بضعفائكم. ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فانه سياج الإسلام وحارس الملة والدين وعليكم باالصدقة).
وحذر فضيلته من الربا لانه يمحق البركة ويدخل صاحبه النار لقوله تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) وعنه صلى الله عليه وسلم (الربا نيف وسبعون بابا وايسرها أن ينكح الرجل امه) كما حذر من الزنا ووصفه بانه عار ونار وفقر وعذاب لقوله تعالى (ولا تقربوا الزنا انه فاحشة وساء سبيلا) وفي الحديث (ما من ذنب اعظم عند الله بعد الشرك من أن يضع الرجل نطفته في فرج حرام) وحذر من المسكرات والمنكرات وقول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة وقذف المحصنات والخيلاء والكبر.
ولفت فضيلته إلى أن الله عز وجل لا ينظر يوم القيامة لمن ضر اخيه المسلم.. محذرا من الخصومات الباطلة وقال «ان من ادعى ماليس له فهو في سخط الله حتى ينزع من خصومته فاحذروا الحلف الكاذب فانه يغمس صاحبه في نار جهنم».
وخاطب فضيلته النساء حاثهن على تقوى الله وطاعة الله ورسوله مستشهدا بحديث عبدالرحمن ابن عوف قال قال صلى الله عليه وسلم (اذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي ابواب شئتي).
وذكر فضيلته المصلين باخوانهم الذين قضوا والمعارف والخلان في العام الماضي والسنوات التي سبقت واين هم اليوم.. حاثا فضيلته كل مسلم على حسن العمل للنجاة من العذاب والفوز بالجنة والنعيم المقيم سائلا الله عز وجل أن يحشرنا تحت لواء سيد المرسلين.
واختتم فضيلته بالدعاء للمسلمين وان ينصر الله الإسلام ويصلح ولاة امور المسلمين لما فيه خير وصلاح المسلمين.
وفي الرياض أدى جموع المصلين صلاة عيد الفطر المبارك يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وذلك بجامع الامام تركي بن عبدالله بالرياض.
كما أدى الصلاة مع سموه صاحب السمو الأمير فهد بن مشاري بن جلوي وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فهد بن سعود الكبير وصاحب السمو الأمير الفريق فهد بن عبدالله بن محمد قائد القوات البحرية وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز وسمو أمين مدينة الرياض ومدير شرطة الرياض.
وقد أم المصلين سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ الذي حث في خطبة العيد المسلمين على تقوى الله والتمسك بكتابه جلت قدرته وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وشكر الله على نعمه واجلاله.. واوصى بالتزام ما فرض على المسلمين من الفرائض القوليه والفعليه وتقوى الايمان في القلب وتعظيم صلة العبد بربه ليشرح له صدره.
كما أوصى سماحته المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى والمحافظة على الصلاة في اوقاتها وأداء الزكاة لمستحقيها وصيام رمضان وحج البيت وبر الوالدين وصلة الارحام والاحسان للجار وافشاء السلام والسير على الطريق المستقيم محذرا من شهادة الزور والايمان الفاجرة والسحرة والمشعوذين والغش والخداع والرشوة والخيانة واجتناب كبائر وصغائر الذنوب وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق واكل مال اليتيم وقذف المحصنات الغافلات.
وأشار سماحته إلى أن من أجل النعم التي أنعم الله بها على هذه البلاد نعمة الإسلام ونعمة الامن والاستقرار ورغد العيش موضحا أن ذلك يعود إلى تمسكها بشريعة الله ودينه القويم وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
وقال (نحن اليوم في امس الحاجة إلى اجتماع الصف ووحدة الكلمة والوقوف مع قيادتنا ضد ما يهدد ديننا وامنا وخيرنا واستقرارنا وفي امس الحاجة إلى التحام الصفوف واتفاق الكلمة والتعاون لحماية الدين والعقيدة وامن هذا البلد الذي يعيش امنا واستقرارا يحسده الاعداء عليهما).
ودعا سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى فهم حقيقة هذا الدين الحنيف الذي يدعو إلى اليسر والسهولة والسماحة والخير والذي أمن الناس في مجتمعاتهم وحفظ خيراتهم.. دين التناصح والتعاون وسلوك الطريق المستقيم بتواصل مع علماء الدين ومن يدلون على الخير والهدى وطاعة ولاة الامر.
وحذر من أتباع دعاة الشرور والغلو ودعاة الفرقة والاختلاف ومن يريد تشتيت جمع الامة وتفريق كلمتها والحذر من مكائدهم وأن لا يكون الفرد الة في أيدي الاعداء.
وأشار فضيلته لعظم الإسلام وشموله وتقديره وتكريمه للمرأة على عكس ما يفتريه أعداء الإسلام من اتهام بأن الإسلام ظلم المرأة وقال سماحته «ان مما يهتم به الاعداء ويجعلونه حربا على هذا الدين ومعاداة لرب العالمين وشرعه القويم ما يترنمون به أحيانا تحت ما يسمى بحقوق الانسان حينما يزعمون جهلا وكذبا وزورا وباطلا أن الإسلام ظلم نصف المجتمع (المرأة) وأن الإسلام اضاع حق المرأة واهدر كرامتها ولم يضعها في الموضع اللائق بها.. فهذا من جهلهم وتغطيتهم للحقائق وتلبيسهم على الجاهلين.
فمن تأمل كتاب الله وسنة رسوله حقا رأي أن الإسلام هو الذي كرم المرأة وأعزها ورفع شأنها.. ولكن أعداء الامة يريدون ابعادها عن دينها واخلاقها وتحطيم كيانها بالشهوات المغرية التي تبعدها عن سبيل الله».
وبين سماحة المفتي أن الإسلام أعز المرأة بعد ذل حينما كانت تؤد في صغرها في الجاهلية.. فلما جاء الإسلام حرم ذلك ووجه الخطاب لها كما وجهه للرجال.. كما أقر الإسلام لها الحقوق منذ اكثر من اربعة عشر قرنا وقال «لم يمنع الإسلام المرأة من خروجها للعبادة وأعطاها حقها في اختيار من تشاء من الازواج وأعطاها نصيبها من الميراث وحريتها في التملك في المال ومنعها من ظلم الازواج وأوجب لها الحق ومنعها تسلط الاولياء عليها ورعاها كأم لها حق ووجوب برها».
وأضاف سماحته قائلا «كل هذه الحقوق يتجاهلها أعداء الإسلام حقدا وبغضا للإسلام ومعرفا أن انهيار اخلاق المرأة المسلمة سبيل لانهيار المجتمع وفساده.. فاتقوا الله في انفسكم وتمسكوا بدينكم وارفضوا أفكار أعداء الله وما يروجون من اباطيل».
وخاطب سماحة المفتي المرأة المسلمة قائلا «أيتها المرأة المسلمة أن كل دعوة تدعين اليها وكل المنتديات انما المقصود بها افسادك واذلالك والقضاء على ما عندك من بقايا الخير فلتحذري تلك الامور وتمسكي بشرع الله والزمي بيتك واحذري هذه المنتديات والمجالس الباطلة التي لا خير فيها». ودعا سماحته الله سبحانه وتعالى في ختام خطبته أن يتقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم وأن يوحد على طريق الحق صفوفهم وينصرهم على عدوهم ويرد كيد أعدائهم وأن يحقق التضامن بين المسلمين لاعلاء كلمتهم وأن يعز الإسلام والمسلمين ويحفظ لهذه البلاد أمنها وأستقرارها.
كما أدى المصلون صلاة عيد الفطر المبارك في مختلف مناطق ومحافظات ومراكز المملكة يتقدمهم اصحاب السمو الملكي امراء المناطق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.