عبدالمحسن القاسم * من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يفعلها في زمن المصائب والمحن أن يعظم الله عز وجل، فهو سبحانه يغير الأحوال ويقلب الأمور في طرفة عين، وما يحصل من بلايا ومصائب لهو دليل على عظمته، كما أن هذا التعظيم يقود الإنسان إلى خشية الله عز وجل، ويكون أكثر قربا منه سبحانه وتعالى. كما أن منزلة التعظيم تابعة للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيما وإجلالا، وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته، فقال في محكم التنزيل: «مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّه وَقَارًا». قال المفسرون: «ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته». فيجب على المسلم أن يعلم أن الله هو القوي العظيم الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، أجل وأعلى، وهو وحده الخالق لهذا العالم، لا يقع شيء في الكون من حركة أو سكون أو رفع أو خفض أو عز أو ذل أو عطاء أو منع إلا بإذنه سبحانه، يفعل ما يشاء، ولا يمانع ولا يغالب. وعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس بالله أشدهم تعظيما وإجلالا له، ومن هنا ينبغي على المسلم أن يتأمل آيات الله وإعجازه في الكون، وأن يعمل فكره في استحضار عظمته سبحانه في الكتب المقروءة والصفحات المشرقة ليمتلئ القلب إجلالا وعظمة لله. وحول الرسالة المهمة التي تكون مضمنة لمثل هذه المصائب أوضح فضيلته, فمن تفكر في ذلك خاف الله تعالى لا محالة؛ لأن الفكر يوقعه على صفات جلال الله وكبريائه، فهو سبحانه العزيز الكريم المتعال الواحد، وهو القهار الذي قهر كل شيء وغلبه، والذي لا يطاق انتقامه، مذل الجبابرة، قاسم ظهور الملوك والأكاسرة. هو سبحانه القوي الذي تتصاغر كل قوة أمام قوته، ويتضاءل كل عظيم أمام ذكر عظمته. * إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف