شاطر رئيس الديوان الملكي، خالد بن عبدالعزيز التويجري، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحزانه بفقد شقيقته الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز بمرثية مؤثرة، تضمنت قصيدة شعر عبَّر من خلالها عن حزن المواطنين السعوديين، وشعورهم بأن الفقيدة شقيقتهم جميعاً. وجاءت كلمات التويجري باكية، وهي تعزِّي صاحب القلب الكبير، وحامل هموم الوطن، غير أنها تضمنت في الوقت ذاته تأكيداً على عزاء الجميع، هو أن الملك ليس وحده، فأبناؤه في هذا الوطن يعيشون لحظة الفراق والألم معه، رداً على عطائه وحبه لهم. وحرك التويجري بأبياته شغاف قلوب من قرأؤها، كونها تقترب من مساحة القرب الإنساني التي تجمع الملك برئيس ديوانه، وتؤهله للتعبير عن لحظة الحزن بكل ما فيها من ألم وصبر واحتساب، فإلى نص المرثية: "قال تعالى: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم). وعن رسوله الكريم أنه قال: (لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً). لست أعلم مكانك ولحدك في باطن الأرض أم في باطن قلوبنا وأنفسنا وكل جوارحنا؟ كنت لأعز الناس خير أخت، شراكة آمال وآلام وسعادة وأحزان، أقول ذلك، وهو يستذكر ذلك اليوم البعيد فإذا صداه ما يزال في أذنيه جميلاً يعبر عن جمال روحكما. مضى والدكما -رحمه الله- وبقي الله لكم يرعاكم ويرحمكم برحمته، فكانت أكرم رحمة وأجل عناية. إننا إذ نودعكم اليوم لنودع أشياء كثيرة، فما عرفنا عنك إلا النبل ومكارم الأخلاق وحنو القلب لكل ضعيف محتاج. ما أجملكم وأروعكم صغاراً يرعاكم الله أنتم الثلاثة -عبدالله ونوف وصيته-، وستبقون ثلاثة رغم غيابك بجسدك الطاهر، وستظلين ومضة أمل في قلب أخيك وأختك؛ أسأل الله أن يتولاهما برعايته ويتولاك برحمته. أجل.. ما أحوجنا برحيلك إلى رحمة الله بنا، وستبقى ذاكرة أخيك ونفسه حالمة إن جاز لها أن تحلم أن يراك في منامه في أبهى صورة. أما يقظته فأنت ماثلة إلى الأبد في ذهنه ووجدانه، ذلك الذهن الذي كم أتعبه وأرهقه وشق عليه. كأنك في يوم عزائك تقولين: من يعزي أخي في رحيلي فإنه إنسان لا يحب أن يراه أحد ممن أحبهم وأحبوه أن يراه متألماً حزيناً، ومن يعطف عليهم ويرحم دمعتهم، فهو كما يقول الشاعر: ألقى المنايا الماثلات مكبراً...... وأصد زخات الرصاص بأعظمي أجل هو كذلك حتى عرضت عليه منيتك لتقول لنفسه: كفاك ألماً وحزناً ف"صيتة" في ذمة الله الرحيم. ختاماً: ارقدي بسلام وبرحمة ربك، تلك الرحمة التي قال عنها جل جلاله: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون). فسلام عليك في غفوتك وأسكنك الله جنانه بين الصديقين والصالحين. راح العمر بأيام (صيتة) وانا أشوف *** عزالله انها يابو متعب فقيده قال: القوي الله والانسان مصدوف *** العمر يفنا والليالي مديده الأرض بيت الله وحنا بها ضيوف *** أسأل الله قديم الوقت وانشد جديده قلت: الحياة أيام واقدار وظروف *** وجروح أهلها يابو متعب أكيده الدايم الله... كل ما راح مخلوف *** إلا فراق اللي عيونك تريده قلت: العزا يا أمان ربي من الخوف *** سلوى الحزين وشمس عمره وعيده عبدالله المحبوب ياعز موصوف *** يا سيدي.. يابو الصفات الفريده وقفت لك قلوب.. يعزونك صفوف *** الحب سيد.. والمشاعر عبيده لا تنشدون الدمع وش فيه مردوف *** (صيتة) توارت عن عيونه بعيده صلوا عليها العصر في المسجد وقوف *** وهلوا عليها.. ما طهر من صعيده بنت الزعيم اللي روى الأرض بسيوف *** أخت الكريم.. اللي سنينه مجيده راحت وراح القلب والروح والشوف *** وهي تحسب انها يوم راحت.. وحيده! باق لها.. فضل علينا ومعروف *** يالله عساها في جنانك سعيده داعيك داعي خير.. وارفع لك كفوف *** وأسألك يا خالق.. سمائه وبيده تعز ابو متعب.. وتحسن عزا (نوف) *** وتجبر عزائنا.. كلنا في الفقيده
