خفقت القلوب فتألمت الجوانح وأجابت الدموع على فقد أمير البيان الشاعر محمد العبدالله الفيصل.. خيم الحزن على الأجواء لمكانة الفقيد يرحمه الله عند الجميع. كل يعبر عما يجيش في خاطره من لوعة الفراق.. ولكن للشعراء لغتهم الخاصة التي تسري في عروق بعضهم البعض فيتفاعلون مع الحدث الجلل مشكّلين منظومة من المشاعر السامية التي تنبض بالحب والوفاء للفقيد محمد الفيصل.. ويرتقي ذلك للقمة حين ينحى الشعراء إلى أسلوب المحاورات الشعرية.. الأمير خالد الفيصل في مرثيته التي حملت عنوان: (عطار الأخلاق) عبّر في مفرداته عن حسٍ رقيق وشعور مرهف وتجربة عانقت القلوب.. يقول: غصيت باللحظه وفاجاني فراق وتحت الثرى واريت عطار الأخلاق وجه الرجال اللي فقدته محمد قرم إذا تطاولت روس الأعناق ناسٍ يعيقونك وناسٍ يعينون أما أبو تركي وقفته ساعد وساق رفيق دربي من شبابي إلى أمس صديق عمري في ظلامه والاشراق ما أذكر نهارٍ ما لقيته سنادي ولا بعد شفته على رفقتي ضاق في رحلة الأيام زاملني أشعار تناثرت في صفحة العمر باوراق نمضي وتبقى للمشاعر ملاذا للحالم الطامح من الناس ترياق وداع يا صافي السريرة محمد وداع ياللي للمواجيب سباق فيرد الشاعر سالم معدي في قصيدته (القدر يختار) بأبيات سبرت أغوار المعاني الصادقة وحلّقت في سماء الإبداع في إطار الوزن والقافية نفسهما فيقول: الصبر عالغصَّة يبي مثلك إنسان لا غاب عَنْه اللّي له الموت مشتاق ترى القدر يختار سيد الرجاجيل ومحمد أحلى قطفةٍ من الثمر ذاق وصفك لبوتركي حزين العبارات قريتها والدَّمع في العين رقراق بيّنت في مرثيّتك هول ماجاك على رفيقٍ كان للحب دفاق الهم ينصى كل قرْم مضرّا وش يرتجي من نايمٍ ما بعد فاق يا جعلني مبكي غلا طيّب الصيت خالد إذا باهيتْ به عالبشر شاق أقولها والعذر محدود شعري اللي من أشعارك غَدَا اليوم لحّاق سالم معدي