"اعتادوا اصطياد ضحاياهم من حراس الاستراحات، ولم يكونوا يتوقعون أن جرائمهم ستقودهم إلى ارتكاب جريمة قتل وإزهاق روح بريئة من أجل ريالات زهيدة، متناسين أن القاتل نهايته إلى القتل ولو بعد حين". ذلك مغزى ما حدث في إحدى الاستراحات بالرياض، الذي تعود تفاصيله إلى البلاغ الذي تلقاه مركز شرطة الحمراء وغرناطة من أحد الوافدين الآسيويين (50 سنة)، مفاده أنه كان مع شقيقه الأربعيني في الاستراحة التي يعمل الأخير حارساً لها، وعندما انتصف الليل ذهب المبلِّغ إلى استراحة أخرى للنوم، وعاد صباح اليوم الثاني فوجد أخاه مقيداً ومضرجاً بدمائه وقد فارق الحياة؛ فقام بإبلاغ السلطات الأمنية عن الحادثة. وبناء عليه قامت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض بتشكيل فريق عمل متخصص يمتلك الخبرة في البحث بمثل هذه القضايا، وأعد خطة بحث وتحرٍ موسعة، اعتمدت على البحث عن جميع الخيوط الموصلة لهوية مرتكب هذه الجريمة الشنيعة. وقد أسفرت التحريات عن تركيز الشبهة في أحد الوافدين من جنسية القتيل، لا يُعرف من معلوماته سوى "اسم الشهرة"؛ فتم السير بهذا الاتجاه حتى قُبض على الشخص المعني، الذي اتضح أنه كان يستخدم رخصتَيْ إقامة وقيادة مزورتَيْن. وأسفرت التحقيقات معه عن تورطه في ارتكاب هذه الحادثة؛ حيث اعترف بأنه حضر مع خمسة من أصدقائه للاستراحة التي يعمل بها القتيل، وتناولوا الطعام، ثم شربوا المسكر جميعاً، وأثناء ذهاب المجني عليه إلى المطبخ لإعداد الشاي لهم لحق به بعضهم من أجل الاستيلاء على ما معه من مبالغ مالية، وعند محاولته الإفلات منهم قاموا بالاعتداء عليه بالضرب؛ فحضر بقية رفاقهم، وقاموا بتكتيفه ووضع الشريط اللاصق بيديه وقدميه ورقبته وفمه، ومن ثم الاعتداء عليه بالضرب حتى فارق الحياة، وسلبوه ما معه من نقود، ثم لاذوا بالفرار. وقد تمكنت إدارة التحريات والبحث الجنائي من الإطاحة بجميع أفراد العصابة الواحد تلو الآخر في أماكن ومواقع مختلفة، وبجهود جبارة، وأوقفتهم، واتخذت الإجراءات اللازمة في القضية.