أصدر مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني، بيانًا، اتهم فيه تواطؤ مبعوث الأممالمتحدة بنعمر مع الانقلاب، وسعيه في شرعنة الانقلاب في اليمن، في ظل صمته على الأحداث السابقة، وعدم التحدث فيما أصاب هادي والحكومة المستقيلة. وجاء في نص البيان: في ظل آلام شعبنا اليمني جنوبه وشماله نتيجة الحرب المستعرة التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح، تابع الحراك الجنوبي ما صدر عن المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر في إحاطته لجلسة مجلس الأمن الأخيرة حول المفاوضات التي عقدت في فندق "موفمبيك" بصنعاء خلال الخطوات الانقلابية على الشرعية الدستورية المتمثلة في رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والتي قام بها الحوثيون وعلي صالح.
وذكر البيان: وتوجت تلك العملية الانقلابية المكتملة الأركان عبر ما سمى بالإعلان الدستوري وتسلطها على مؤسسات الدولة وتعطيل عمل الحكومة بعد إسقاط صنعاء وبسط سيطرتها عليها بالقوة المسلحة ووضع الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء تحت الإقامة الجبرية والاعتداء على منزل الرئيس ما أدى إلى رفض القوى والأحزاب والمكونات السياسية لذلك الانقلاب الذي لم يتم إدانته في حينه المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر ولم يتم إدانة كل أنواع التمدد للميليشيات المسلحة أثناء اقتحامها للمدن وارتكابها للمجازر والانتهاكات من دماج إلى عدن وإسقاطها العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات.
وقال الحراك: إننا في مكون الحراك الجنوبي السلمي نؤكد مرة أخرى أن الجهود التي كان يبذلها جمال بنعمر كانت تصب باتجاه شرعنة الانقلاب المتكامل الأركان من خلال إصراره على مناقشة تشكيل مجلس رئاسي وتجاوز الشرعية الدستورية متجاوزًا بذلك القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي تؤكد شرعية الرئيس.
وأشار: وعلى الرغم من الرفض الذي أبداه ممثلو الحراك السلمي والناصري والإصلاح والرشاد وغيرهم إلا أنه تمادى بإدخال قوى ليس لها علاقة بمؤتمر الحوار الوطني بهدف إضعاف الصوت الرافض لشرعنة الانقلاب مع استمرار الحوثيين وصالح بالتمدد في البلاد بغطاء سياسي وفره جمال بنعمر في وضع غير آمن للمتحاورين وتهديد بعضهم واعتقال الناشطين السلميين مما أدى لعدد من الانسحابات لممثلي بعض القوى السياسية والحراك الجنوبي والشباب والمرأة والمجتمع المدني حتى وصل الأمر إلى إعلان بعض القوى مقترح نقل الحوار إلى تعز.
وأردف: وعندما استفحل الأمر تقدم ممثلو الحراك الجنوبي بنقل الحوار إلى خارج البلاد حيث لم يستجب لها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وبعد تمكن الرئيس عبد ربه منصور هادي من الإفلات من الإقامة الجبرية والانتقال إلى عدن فقد طالب بنقل الحوار إلى الرياض، وتخويل الأممالمتحدة لممثلها جمال بنعمر تحديد مكان آمن للحوار إلا أن بنعمر أصرَّ أن يواصل شرعنة الانقلاب متجاوزًا قرار مجلس الأمن وعودة الشرعية لممارسة مهامها وضاربًا عرض الحائط بمواقف القوى الرافضة واستمر في غيّه بإرضاء قوى العدوان الثنائي ( الحوثي وصالح ) وذلك باستمرار الحوار غير المتوازن والأحادي الجانب، وتفاجأ اليمنيون بخطاب حرب شامل أعلن فيه عبد الملك الحوثي توجهه للحسم العسكري بغزو عدن وتعز وبقية المحافظات.
وتابع البيان: ولم يكن جمال بنعمر صادقًا في عرضه الأخير لمجلس الأمن والذي قال فيه أمام الإعلام إنه كان قريبًا من الحل ولذا فإن مكون الحراك الجنوبي يؤكد أن إحاطة وعرض جمال بنعمر في مجلس الأمن كان منافيًا ومجافيًا للحقيقة وأغفل جميع الحقائق والنقاط الواردة في هذا البيان وكان من اللائق عليه ألا يدير حوارًا تحت ظل الانقلاب والحرب وأن يتم إيقاف الحوار حتى يتم الإفراج عن الرئيس والحكومة وتنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بتسليم مؤسسات الدولة التي سيطر عليها الانقلابيون إلى السلطة الشرعية وتسليم الأسلحة والانسحاب من المدن.
وأضاف البيان: إن ما يجري اليوم في عدن وتعز من مجازر دموية بحق المدنيين العزل إنما يؤكد أن جمال بنعمر يعد شريكًا فيها لإصراره على التغطية السياسية لجرائم الإبادة التي يرتكبها الثنائي (صالح والحوثي) بحق اليمنيين.