أنهت جموع من القبائل بمركز الحرجة بمنطقة عسير أمس الخميس خلافاً بين قبيلتَيْ آل سلمان وآل هادي، من قبائل آل مقرح الحباب، بعد أن استمرت الخلافات بينهما لمدة تزيد على 34 عاماً على أرض تُسمى "الواغرة" بجبل الغول "30 كيلومتراً غرب الحرجة". وقد توافد شيوخ القبائل والأعيان والمواطنون إلى مقر الصلح الذي استضافه المواطن سلمان بن عميش آل مقرح وإخوانه في منزلهم بالغول، كما أقبلت جموع قبيلة آل سلمان ومعهم جموع أخرى من قبائل يام وقحطان ووادعة، يتقدمهم عدد من المشايخ المعروفين، وذلك في لون شعبي "الزامل". وتقدَّم الشيخ محمد بن سعيد البورعي، نائب قبيلة آل سلمان، مخاطباً قبيلة آل هادي بقوله: "إننا أقبلنا هذا اليوم عليكم مُسلِّمين ومُرْضين لكم، ونحن جماعة واحدة، ونريد أن نصل الرحم والخال والجد والأخ بعد القطيعة التي استمرت 34 عاماً". وأردف "لدينا مبلغ مالي قدره 50 ألف ريال سلاماً عليكم، وخمسة أَيْمان ووجيهة المشايخ والقبائل التي معنا في رضاكم". وتقدّم الشيخ يحيى بن سلمان آل هادي، وقال: "مرحباً بكم وبمَنْ حضر معكم من القبائل، والصلح خير، والحروب خسارة، ونريد أن نطوي صفحة الخلاف بيننا", ثم تشاور مع بني عمومته فيما يسمى "البرزة". وتقدمت مشايخ القبائل والأعيان وأطاحت بغترها والبشوت، إضافة إلى عدد من ترابط الأبناء الصغار من أبناء المضيفين آل عميش طالبين العفو في الأيمان والصفح، وإعطاءهم أرض الواغرة بدون شرط أو قيد. كما تشاورت قبيلة آل هادي مرة أخرى، وتنازلت عن الأرض وعن المبلغ وعن الأيمان؛ تقديراً لشفاء خادم الحرمين الشريفين من العملية الجراحية، ثم لوجه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، ثم لوجه الحاضرين من القبائل والشيوخ والأعيان. وبعد تجمع الجميع في المكان المعد، وتناولهم طعام الغداء أعيدت ال50 ألفاً ل"آل هادي" فيما يسمى "بالمثار" وقبلتها. ودوّن الشيخ صالح بن مانع الوادعي وثيقة صلح تطوي الخلاف بينهما، ووُقِّعت من المشايخ وأعيان الطرفين، وتم فتح صفحة جديدة. وشهد اللقاء عناقاً حاراً بين أفراد القبيلتين وبكاء ودموعاً بعد 34 عاماً قطيعة رغم العلاقة الأسرية والنسب بينهم.