قال الدكتور شفيق ناظم الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، في لقاءٍ تلفزيوني مع الإعلامي عبدالعزيز قاسم في برنامج "حراك" بقناة فور شباب، إن حرية الغرب وديمقراطيته مزاجية وتعتمد على مصالحه فقط، ووسائل الإعلام الأمريكية لا تمارس الحياد، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا العربية. وأكّد الخبير السياسي الكويتي، أن هناك أجندة إعلامية غربية واضحة تحرّض ضدّ أيِّ قضية تخص الشأنين الإسلامي والعربي، وأن التمويل لهذه المؤسسات الإعلامية الغربية يأتي من قوى ليست بعيدةً عن الرؤية الصهيونية التي تدفع للصدام بين الحضارات وفق مصالحها.
وأضاف د. الغبرا: "لو كانت الثورة السورية في موقع جغرافي آخر على الأرض، سيكون لأمريكا حريةً أكبر في التصرف حيالها بعيداً عن حدودها مع الكيان الصهيوني. وسيحين الوقت الذي تعي فيه الولاياتالمتحدة، أن كل الضرر الذي مسّها من العالم العربي جاء مرتبطاً بموقفها وتحالفها مع الصهيونية، وستخسر الكثير حتى تصل إلى هذه المرحلة من الإدراك.
وفي توصيفٍ حول حادثة "نورث كارولينا" الإرهابية التي راح ضحيتها ثلاثة من المسلمين، يؤكّد الدكتور شفيق الغبرا، أن هذه الحادثة تنم عن حقدٍ وكراهيةٍ دفينة، وأن الإعلام الأمريكي تجاهلها في بداية الأمر حتى ارتفعت أصوات العرب الأمريكان بالمطالبات هناك. وأضاف: "هناك مشكلة عميقة بالنظام الدولي، تمسُّ المسلمين وغيرهم من الأقليات المهمّشة في الغرب. وهناك مجموعة من المعطيات انعكست وأدّت لوقوع حادثة نورث كارولينا والحوادث المشابهة لها باستهداف المسلمين، أهمها العنصرية، والهويات المختلفة، والقوى المسيطرة على النظام الدولي، وطبيعة الصراع مع الصهيونية. أضف إلى ذلك أن الغرب وضع المسلمين بعد حادثة 11 سبتمبر داخل دائرة الشك بسبب خلفيتهم ودينهم وقوميتهم".
وكشف الغبرا، عن تواطؤ دولي فيما يخص الحرب على الإرهاب؛ واصفاً إياها بالحرب العالمية التي لن تنتهي، مدعماً قوله بحقيقة إفلاس هذه الحرب وضياع نتائجها بعد أربعة عشر عاماً من إعلانها، وقال متسائلاً: "تعود هذه المطالبة من جديد - يعني محاربة الإرهاب - متجاهلة عدد السنين التي لم تخرج تلك الحرب منها بأي نتيجة، فهل من المتوقع أننا نمضي إلى أربعة عشر عاماً آخر؟".
كما هدّد الدكتور شفيق الغبرا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تتزعم قيادة الحرب على الإرهاب، التي وصفها بالباهظة الأثمان وقال: "ستكلفها ثمناً باهظاً كما كلفتها الحرب على العراق، وهي كارثة تاريخية على السياسة الأمريكية".
وتابع حديثه، مضيفاً: "هناك خلل في الحرب على الإرهاب، والتدخّل العسكري ليس حلاً مع كل ظهور لجماعة أو تنظيم متطرف"، في إشارةٍ إلى تنظيم داعش، الذي يرى الغبرا، أن مواجهته مضيعة للوقت أمام تجاهل السبب الذي أوجد "داعش" في المنطقة، مصرحاً بأن "داعش" هي ابنة الأزمة السورية - بحد وصفه -، وكذلك هي ثمرة تجاهل حل الأزمة السورية، وترك السوريين وسط فتكٍ وقتلٍ موحشٍ من النظام.
وتابع مندّداً: "إن النظام يقتل أيضاً ضعف ما تقتل داعش ولا يتلقى النظام ضربات عسكرية، داعش نتيجة لفعلٍ أول وهو ما قام به النظام السوري بحق شعبه. وأشار إلى أن داعش لا تملك حلولاً سياسية، ولا تحمل وعوداً للمستقبل، وإنما لن يتخلى عنها السكان في سورياوالعراق كبديل عن المجازر وسفك الدماء من النظام".
وشكّك الغبرا، من جانبٍ آخر في مصداقية ما تبثه "داعش" من مشاهد مصوّرة، ووصف ما تقوم به بالغموض، وقال: "الأسئلة لاتزال مطروحةً حول داعش وممارساتها، وحول مصير الجثث التي قتلت على يدها، وحقيقة موت الضحايا بالصورة التي أشيعت للعلن، فليس هناك ما يؤكد تفاصيل هذه العمليات المصوّرة، التي جاءت بإخراج متقدم مرتبط بالجيل الجديد المنضمّ إليهم من خبرات الغرب.
ونبّه الدول التي تعاني تبعات الفساد في قضايا تتعلق بالحقوق والمال العام، أن تتجه للإصلاح، وقال: "الفساد مرتبط بغياب الإصلاح السياسي، وهناك قوى تتمركز وتستغل المساحات الضيقة للمجتمع وللإعلام، ودولة القانون والمؤسسات هي الضمانة للتقليل من وطأة الفساد بالمجتمعات".