10.1 تريليونات قيمة سوق الأوراق المالية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحث لبناني في الإرهاب: «داعش» ثأر روسي ضد الأمريكان وابن أمريكا سياسياً
لإيران وأمريكا المصلحة الأولى في كسر قداسة مبدأ المقاومة
نشر في اليوم يوم 31 - 10 - 2014

يجزم الباحث المتخصص في شؤون الارهاب والتطرف واستاذ الحقوق في الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الفرنسية، ومؤلف كتاب "داعش" الدكتور مازن شندب ان "داعش" "هو ثأر روسي ضد الأمريكان"، معتبراً ان "داعش" "هو تنظيم روسي في البعد الاستراتيجي، ولا يناقض ذلك ان تكون الاستخبارات الامريكية قد علمت ب"داعش" وتركته، واشار الى ان "الفرق بين "داعش" و"الاخوان" هو ان "داعش" يرفض الديموقراطية ويريد ان يقيم نهجاً خاصاً به.واكد في حوار مع "اليوم" أنه"ليس هناك استراتيجية دولية ولا عربية لمكافحة الارهاب"، مبدياً خشيته من "جيل إرثي جديد ل"داعش" يحرق الاخضر واليابس، مشدداً على ان "داعش" "هو ابن أمريكا سياسياً ونجل روسيا استراتيجياً".
ورأى ان "ايران وأمريكا لهما المصلحة الاولى في كسر قداسة مبدأ المقاومة، وغياب المشروع العربي الحقيقي ساهم سلبا ايضا لان كل دولة او مربع دول اضحى يعيش هاجس الامن القومي الضيق".
وقال شندب: " ان "تاريخ السنة والشيعة في لبنان هو التكامل وليس التوازن، اليوم الذي يحكم هو التوازن الزاحف بسرعة الذبح لا البرق، لا يمكن ان يستمر لبنان هكذا.
"داعش" والارهاب
 قلتم إن "داعش" أضحى علامة فارقة، عنفه وضع بنيانا آخر للارهاب. أكثر هولا ورعبا، الى ماذا اعتمدت في تقييم قوة وحضور وتأثير هذا التنظيم؟.
اعتقد ان هذا السؤال هو السؤال الاهم، عندما تطرح اسئلة وتساؤلات حول "داعش"، فأي اجابة عن اي سؤال يتناول "داعش" قد تكون موضوع أخذ ورد، لكن ان تتحدث عن "بنيان الارهاب عند داعش"، كما توسعت وشرحت في كتابي، فهنا تبلغ مخاطر الارهاب ذروتها، لانك هنا تتحدث عن حقيقة حصلت بل قل عن حقائق حصلت، فيبدو ان "داعش" قام بقراءة سردية لكل اشكال "العنف الارهابي" التي حصلت عبر التاريخ البشري، وقرر المزايدة في هذا الشأن، وانا لست في هذا الشأن مع النظرية التي تقول: إن هناك الكثيرين وقبل قرون قد مارسوا ارهاباً مثل الذي مارسه "داعش" واكثر، فالمسألة هنا لا يمكن ان تقاس بماهية الفعل او بتصويره كمشهد، بقدر ما تقاس بالعمق الحضاري أو التوسع المفاهيمي للحضارة واحترام الانسان ونحن في القرن الحادي والعشرين. صحيح ان افعال الذبح قد حصلت منذ قرون غابرة في التاريخ، لكن أن تستحضر التاريخ لتمارس نفس الفعل بهدف صدم البشرية وزرع بذور التشكيك في كل الحالات التي اعطيت للانسان، فتلك هي المسألة، ومن هنا انطلق علماء النفس عند "داعش"، لقد قرر هؤلاء نسف قيم ظنت البشرية انها باتت مسلمات، واذ بالشك البشري يصاب بالذبح.
هجمات 11 سبتمبر اقتصرت الصدمة فيها على الامريكيين، وتفجير سيارات مفخخة اقتصرت الصدمة فيها على ابناء الحي المفجوع، وحتى الابادة كجريمة لا يمكن ان تهز اكثر من المعنيين بها سياسياً وانسانياً بالمعنى التضامني مع قضية، لكن ان تذبح "آدميا"، فأنت ذبحت الحضارات ووحدتها ضد فعل الذبح، وهذا ما اراد "داعش" ان ينجزه وقد فعل، فالتوحد الكوني ضده هو هدف استراتيجي، القصد منه مصادرة الاسلام السياسي اعلامياً وسياسياً، والقصد منه الزحف بسلاح الرعب على كل الاهداف التي يريد، وهذا هو منطق الارهاب.
"القاعدة" والتطرف
 علاقة "داعش" بتنظيم القاعدة، هل هو ولادة من ذات الرحم، وعملية تقاسم أدوار كما اشرتم، ام انه مشابه له ومختلف عنه؟
"داعش" "الفكرة السياسية" لم يولد مع ابي بكر البغدادي وانما ولد مع زعيم القاعدة في العراق ابي مصعب الزرقاوي، وأعتقد ان الانفصال عن "القاعدة" وان ترسخ مع زعيم "داعش"، الا ان بوادره انطلقت مع الزرقاوي، الذي كان يجد نفسه أهم من ابن لادن والظواهري، غير ان الانقلاب الكبير الناتج عن صفقة سياسية كبرى قد ظهر بشكل جلي مع داعش. طبعا "داعش" و"القاعدة" ينتهجان السلفية الجهادية، لكن البعد السياسي جعلنا نرى ان الشرخ كبير بين التنظيمين. وعلى اية حال، فالبرنامج السياسي الكبير للقاعدة لم يعد نفسه بالنسبة ل"داعش".
 اين تكمن جذور التطرف والارهاب، خصوصاً واذا ما تتبعنا تاريخياً وجدنا غالبية هذه التنظيمات استغلت الدين لصالح علاقاتها ومصالحها المشبوهة؟
* علينا ان نبدأ لنكون موضوعيين في الحكم، فالمتطرف هو الذي يغالي في الاعتناق فيرفض معتنق الآخر ويكفره، وهذا سببه تفسيره الاحادي لمبادئ المعتنق دون وجه حق او حقيقة يساعده في ذلك بعض الغموض او الالتباس. اذن التطرف غير مرتبط بأسباب سياسية او اقتصادية او اجتماعية وهي الاسباب التي تشكل الحقل الذي ينبت فيه الارهاب. من هنا نفهم ان "داعش" قرر ان يكون تنظيما متطرفا وقرر امرا آخر وهو ان يكون ارهابيا، غير ان الذين مشوا في مسيرته عسكرياً وسياسياً ليس بالضرورة ان يكونوا متطرفين، لكن اسباب وعوامل الارهاب قادتهم الى احضانه. فالسنة العراقيون مثلا ممن انضموا الى داعش ليس لانهم متطرفون، وانما لان السياسات الخطأ الكيدية حينا والثأرية احيانا والالغائية احيانا اخرى المتبعة من النسق السياسي الجديد في العراق هي الحامل على فعل ذلك.
 كيف تربط مثلا بين صعود الاسلاميين في الثمانينيات (حزب الله، حماس، الثورة الايرانية، طالبان) وبين سياسة الستار الديني التي عملت عليها واشنطن لمواجهة الشيوعية؟
نعم اربط ولذلك قلت في كتابي ان "داعش" هو ثأر روسي ضد الأمريكان ولم ازل مصرا على رأيي هذا. ف"داعش" هو تنظيم روسي في البعد الاستراتيجي. ولا يناقض ذلك ان تكون الاستخبارات الامريكية قد علمت بداعش وتركته.
 الا تعتقد بأن هناك علاقة استراتيجية تربط ايران بواشنطن، ساهمت في دفع ايران للتأجيج الطائفي، وتقسيم المنطقة طائفياً؟
انا لا اتحدث عن علاقة استراتيجية بين ايران والولايات المتحدة، لكني اجزم انه لا يوجد عداء استراتيجي او حتى ايديولوجي بين هذين البلدين. لا يمكن لايران ان تكون عدوة لأمريكا ولا يمكن لأمريكا ان تكون عدوة لايران. واعتقد ان كل السياسات الايرانية ما بعد الثورة تهدف الى امر واحد في البعد الاستراتيجي: اذ تريد ايران ان تقول لأمريكا باني املك عناصر القوة لاكون وكيلتك في الشرق الاوسط بدل اسرائيل التي لا تملك ذلك، وضمن هذه المعادلة بامكاننا ان نفهم اهم المحطات العسكرية في الشرق الاوسط في العقدين الاخيرين خصوصا.
"الاخوان" والوعود الأمريكية
 لماذا برأيكم استعجل "الاخوان المسلمون" استلام السلطة والاستحواذ عليها، هل صدقوا فعلا الوعود الامريكية لهم، ام انكشف قصورهم الفكري والسياسي وسقطوا؟
هم لم يستعجلوا، هم خافوا ان تسبقهم العجلة، فكانت العجلة هي "داعش". لقد كان الاخوان مدركين ان الشعوب العربية في زمن الحراك العربي امام احتمالين: اما القيام بثورات خاطفة تمنحهم القيادة السياسية، واما اندلاع الحروب العربية الاهلية فتكون القيادة للجناح المتطرف، ولان الذي حصل لم يكن ثورات، ولانهم ظنوها ثورات انطلاقا من عقدة السلطة عندهم. نجدهم مارسوا السلطة بكيدية فسقطوا السقوط الطبيعي.
 هناك معلومات تؤكد وجود عدد كبير من اعضاء تنظيم "الاخوان المسلمين" انضم الى "داعش"، خصوصاً وان بعضهم انضم سابقا للقاعدة، وانهم وراء مناظر الدم والقتل، لأنهم يروجون الى ان ما يجري سببه غياب الديموقراطية؟.
بالطبع الديموقراطية هي نظرية وحجة الاخوان خصوصاً بعد تجربتهم في مصر، مع العلم ان ليس الديموقراطية ما اتت بهم الى الحكم وانما التنظيم الجيد والمال السياسي وهم يشبهون داعش والقاعدة في هذين البعدين. الفرق بين "داعش" و"الاخوان" هو ان "داعش" يرفض النهج باكمله ويرفض الديموقراطية ويريد ان يقيم نهجاً خاصاً به. وبالفعل "داعش" اليوم هو من يقود نهج السياسة الدولية. "الاخوان" لجؤوا الى العنف عبر تاريخهم وفي حاضرهم لكن تمسكهم بلعبة الديموقراطية اوقعتهم في مأزق عدم الجمع بينها وبين العنف. اذن عليهم ان يمارسوا العنف الجسيم خارج اطار التنظيم الاخواني. ربما تسللوا الى داعش وربما "داعش" علم بهم وقام بحملة تصفيات داخلية قد يكون اخوانيون في عدادها.
استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب
 هناك جهد دولي لمكافحة الارهاب، وهناك استراتيجية عربية لمكافحة الارهاب، ولكن هناك انتعاشا للارهاب والتطرف، ترى ما الاستراتيجية التي ترونها مناسبة لتجاوز هذه الازمة؟.
أختلف معك بالرأي، فليس هناك استراتيجية دولية ولا عربية لمكافحة الارهاب. وان اردنا ان نحسن النوايا نقول ان هذه الجهود اهتمت بالتفاصيل واغفلت الجوهر. نسأل: من قدم فكراً تنويرياً جديداً لقيم الاسلام؟. من قام بابداء النصح المبني على قيم حقة؟. من قام بعملية حساب تاريخي لارهاب مرتكب باسم اليهودية والمسيحية؟. من أنشأ صناديق مالية لمكافحة الفقر المؤدي الى الارهاب؟ من رعى وحمى الاقليات في العالم؟ لماذا نقف الى جانب الاتراك ونركض وراء كراهية الاكراد؟ لماذا ننسى قضايا الاكراد في ايران؟ وهم ملايين؟ هل نتذكر اكراد سوريا فقط لان كوباني تتعرض لهجمات داعشية؟ هل قمنا نحن العرب بتحصين نفسنا واحتضنا أقلياتنا التي هي متشربة للحضارة العربية؟ الاسكوتلنديون تعلموا من التاريخ ورفضوا الانفصال، والانكليز لم يرفضوا حق تقرير مصير هؤلاء فكانت النتيجة ان الوئام بين الفريقين قد ساد.
 كثيراً ما يتداول الاعلاميون (المستنقع الافغاني، العراقي السوري الليبي اليمني) لماذا فشلت هذه الدول، ولماذا صعدت وتكاثر في رحمها الارهاب؟.
لأن التطرف يوجد دون اسباب. بينما الارهاب لا يمكن ان يوجد دون اسباب، هذه دول غير فاشلة فهي لم تكن في الاساس ناجحة وهذا امر يسري على كل الدول العربية. المشكلة ليست في الانظمة العربية، وانما بتعاطي الشعوب العربية مع فكرة الدولة. علينا ان نحدد ماذا نريد من الدولة؟ السلطة ام حفظ الكرامة؟، ان اردنا السلطة فكيف نجمع بين الفكر الديموقراطي وبين موروثاتنا التي تجعل كبيرنا قائدنا؟. وان اردنا حفظ الكرامة فنقول للدولة: وليناك لتحفظي كرامتنا وتؤمني لنا مقومات عيشنا الرغيد. الغرب انجز هذا العقد لكننا لم ننجزه الا بشكل حصري. انحسار هذا العقد في المملكة وقلة من الدول العربية لا يكفي لقمع الارهاب. اذن اولى نبتات الارهاب هي المشكلات السياسية. اي الفهم الخاطئ لما نريده من الدولة وكيف نكون حماة للدولة. المسألة حق وواجب، أيضاً النظم لم تكن وفية لمتطلبات شعوبها، فكثير منها غير التي ذكرتِها استقوت بالغرب والغريب ليس على شعوبها وانما على موروثات الشعب.
 برأيك ما السبب الرئيسي وراء الانغماس الامريكي في الخارج، وعسكرة سياساتها الخارجية، وان الادارات الامريكية المتعاقبة لم تصنع السلام قدر صناعتها الحروب؟
أمريكا منذ انهيار المعسكر المضاد تتربع منفردة على عرش الاحادية القطبية، ولم تزل الى اليوم. روسيا تحاول الصعود أما أمريكا فتعمل على منعها تارة بالسياسة وتارة بالحرب. اذن حرب أمريكا حول العالم هي لوقف اي تمدد روسي او للقضاء على تواجد روسي. الحرب هي الوجه الآخر للسياسة والقوي لا يصنع سلاما وانما يعمل على فرض استسلام. الخوف ان تفلت الامور من يد الامريكيين نتيجة العنف الامريكي. الخوف هو من جيل ارثي جديد ل"داعش" يحرق النفط العربي بدل المتاجرة به. يذبح بالضفر بدل السكين. "داعش" هو ابن أمريكا سياسيا ونجل روسيا استراتيجيا، ونحن وقود تارة في السياسة وتارة في الاستراتيجية.
 لماذا برأيك لم تستطع القوة الامريكية القضاء على حركة "طالبان"، رغم اختلاف طالبان عن القاعدة وداعش وغيرها، لا بل وعملوا على الاتصال بها؟.
لان "طالبان" بطريقة او بأخرى تمثل قضية شريحة واسعة من الشعب الافغاني. اخطر شيء في العنف عندما تتوافر له بيئة سخية وليس فقط حاضنة. صحيح ان كثيرين من عناصر "طالبان" كانوا قد قاتلوا السوفيات ودعموا من أمريكا لان المسألة اختلفت عندما ارادت أمريكا ان تلعب دور السوفيات. ألم يبدأ في لبنان الكثير من بيئة "حزب الله" يراجعون حساباتهم نتيجة سياسات خاطئة؟ كم من هؤلاء بدأ ينظر اكثر لحكمة الرئيس نبيه بري مثلا؟.
التدين والتطرف وتفتيت المنطقة
 لماذا هناك عملية خلط بين التدين وبين والتطرف، هل هناك استراتيجية غربية لقسمة الاسلام وتفتيت المنطقة، عبر التلاعب بها من الداخل؟
التدين حالة ايمانية لا شك والتطرف حالة غير طبيعية. اعتقد ليس هناك من خلط، لكن هناك من يصور التدين على انه مشروع تطرف او بداية خيط. الغرب يلعب دوراً كبيراً لانه يخاف الاسلام عبر تاريخه. الغرب يعيش لعنة الديموغرافية الاسلامية التي تجتاحه، فيما يدعو الاسلام الى الزواج بينما الثقافة الغربية تدعو الى المساكنة ثم يأتي الغرب ويجد ان عدده يتناقص ويزداد عدد المسلمين ولا يسأل لماذا؟ أو يسأل ولا يريد ان يعترف، علما ان المسيحية تنادي بالزواج. لكن الغرب كما المتطرفين عندنا. مدنية الغرب هي اسقاط للتطرف، لا يستطيع الغرب تحصين مجتمعه فيعمل على تفتيت مجتمعنا ليس الغرب وحده، بل الاستثناء ايضا يمارس نفس الفعلة بحق المبدأ، لهذا يشيع الصراع المذهبي في عالمنا الاسلامي.
 هناك عملية خلط بين الارهاب والتطرف الديني وبين حركات التحرر الوطني، وهناك عمليات تشويه لها، وهناك عملية انتقالية من الهوية العربية والاسلامية الى الهويات الضيقة والمتقاتلة .. ما تعليقكم ؟
هناك فرق بين الارهاب وحركات التحرر وان كانت هذه الحركات قد استثمرت في السياسة فشاب بعض سلوكياتها عيب الارهاب. لم يعد هناك من حركة تحرر نظيفة على الاطلاق، الكل دخل في لعبة النسق ووقع في فخ التسييس والاستثمار. "حزب الله" يندم على اخطائه و"حماس" تشعر بأنها باعت نصف قيمتها، فالقضية تم التضحية بنصفها لاجل احلال غايات لا ترتقي الى مرتبة القضية بل هي ثانوية ومشوهة احيانا. ايران وأمريكا لهما المصلحة الاولى في كسر قداسة مبدأ المقاومة، وغياب المشروع العربي الحقيقي ساهم سلبا ايضا لان كل دولة او مربع دول اضحى يعيش هاجس الامن القومي الضيق.
"داعش" وعودة امريكا للمنطقة
 هل اتخذت "داعش" كذريعة لعودة امريكا للمنطقة، هل كان خروجها من العراق، بناء على خياراتها الاستراتيجية، ام كانت هزيمة فعلا، ولماذا يتحدثون الآن عن الفشل والتدخل العسكري؟
أمريكا غير قادرة على كل شيء، الظلم والحقد والحرمان أسباب تتآمر مع الخارج دوماً. "داعش" حقيقة وليس وهما، والذين يقاتلون مع "داعش" اختاروا ذلك بملء ارادتهم، هم سيموتون في المعركة لكن سيأتي غيرهم. أمريكا وايران وروسيا قادرون على الخرق. المعركة في قلب عالمنا العربي وليس خارجه، هناك توازن نفسي انجزه "داعش" مع الاستثناء، رغم ان "داعش" لا يمثل المبدأ. داعش ليس ذريعة بل خط امامي، ليس بالضرورة لأمريكا، قد تكون لروسيا. "داعش" لم تقرر الدخول الى بغداد ولا الى دمشق لانهما عاصمتان روسيتان. المعركة ستكون لصالح الخطاب الكردي، تركيا ستكون من الخاسرين والمعركة لم تزل في بدايتها.
 كيف تنظر الى صدام المصالح بين تركيا وايران على المنطقة، على العراق وسوريا واليمن، مع ان هذه الدول تتحدث بأنها داعمة للامن والاستقرار الاقليمي؟
لنعترف بأنه في ظل غياب مشروع عربي فإن تركيا وايران هما القوتان الاقليميتان الاقوى في المنطقة، لكل منهما عناصر قوة ذاتية وخارجية. اما نقاط الضعف فيهما فتتمثل بان كل منهما يشكل استثناء، تركيا اختارت الاسلمة السياسية وفق نظرية الاخوان التي تشكل استثناء بدليل سقوط الاخوان في عالمنا العربي وما يعنيه ذلك من خسارة لجسور مد النفوذ، وايران تشكل استثناء على مبدأ يسود عند مليار ونصف انسان مسارهما تشتت وتمزق واقتتال بين العرب، وقوتهما حياكة تحالفات مع الغرب، هم يستخدمون الدين للتمدد اي لتمدد القومية التي هي رابطتهم الاهم، لذلك فخطرهما محدود، فأي ثنائية دولية تصعد من جديد ستحجم قوتهما لان العرب سيكونون حاجة وبالتالي ستتشكل القوة بشكل تدريجي. ان عمقا عربياً مرتكزاته مصر والسعودية قد يثمر في بناء قوة اقليمية ثالثة تحدث توازنا ينوب عن كل العرب، وان دولاً عربية صغرى يجب ان تسمع نداء الواجب وتمتنع عن ان تكون حامل ميزان قوة لهاتين الدولتين، لا سيما عندما تكون في صلب اللعبة.
 هل معركة عين العرب فيها تنسيق بين داعش والاتراك لفرض اتفاقات وتفاهمات استراتيجية بين انقرة وحزب العمال الكردستاني، واين هي سياسة تصفير المشكلات؟
سياسة التصفير كانت لغماً انفجر بنا نحن العرب، واعتقد دوما ان تركيا ستنفجر من الداخل ليس بين الاخوان والقوميين فحسب بل بين الاتراك والاكراد ايضا، وبين الجيش والشعب، ومعركة عين العرب ليست على هذا الوصف فلو كانت كذلك لتدخل الجيش السوري لحماية الاكراد من داعش وبالتالي لبتر مخطط تركي يحاك، أبحث عن العكس.
 الحوثيون وسيطرتهم على صنعاء واعطاء الشرعية للتنظيمات المتطرفة الاخرى لفرض خياراتها في اليمن، ما هدف ايران من دعمها الحوثيين ودعم انفصال اليمن؟
الهدف من دعم الحوثيين اعتقد اولا هو للقول للرأي العام الاسلامي والدولي أني أريد ان اجلس على خاصرة السعودية؛ لان السعودية تعمل على الجلوس جانب خاصرتي وكأن ايران تريد القول ان المملكة هي من يقف وراء داعش، واعتقد انه ليس المملكة كدولة مستهدفة بقدر ما هو مستهدف مرتكزات المبدأ بقصد تسويد الصورة. هنا تظهر ايران وكأنها في ذروة العبقرية، اضافة الى محاولة جر مقاتلي السلفية الجهادية الى ارض اليمن لاراحة الجبهات في العراق وسوريا ولبنان.
 هل استجلاب الإرهاب الى لبنان، الانعكاس الوحيد للأزمة السورية وانخراط "حزب الله" فيها، أما الآتي أعظم؟
الارهاب ليس بحد ذاته ما يشكل خطراً على لبنان، الخطر كأمن في التهيؤ لارهاب مستقبلي ساهم في صنعه مشاريع لا دخل للبنان الدولة والصيغة بها. اخاف على الشيعي قبل السني من مساعي احداث توازن رعب بين داعش و"حزب الله". تاريخ السنة والشيعة في لبنان هو التكامل وليس التوازن، اليوم الذي يحكم هو التوازن الزاحف بسرعة الذبح لا البرق، لا يمكن ان يستمر لبنان هكذا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.