يتعرّض عديدٌ من السيّدات السعوديات العاملات، لعمليات نصبٍ واحتيالٍ بسبب إخفائهن معلوماتٍ عن أرصدتهن أو مدخراتهن المالية أو العقارية. وتتداول قصص وروايات بين تجمعات السعوديات في المواقع التعليمية أو الصحية تكشف كيف تعرضت بعضهن للنصب والاحتيال وكيف وقعن لقمة سهلة لمدعي الثراء السريع ؛ حيث ظهرت العديد من قصص الاحتيال تعرضت لها سيدات أعمال وموظفات سعوديات بسبب هذه الظاهرة.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله المغلوث، ل "سبق"، إن اتجاه السيدات السعوديات من الموظفات أو سيدات الأعمال إلى الدخول في سوق المضاربة العقاري وامتلاك عديد من العقارات يعد خطوة ايجابية لعمل حراك اقتصادي يكرّس لوجود رصيد لسيدات الأعمال في السوق السعودي إلا أن التوجّه لهذه المجالات مع عدم امتلاك الخبرة وعدم الاستشارة في مجالَي العقار والتسويق قد يجعل المرأة عُرضة للنصب والاحتيال وضياع حقوقها، مشيراً إلى ضرورة استشارة الخبراء أو المستشارين القانونيين وخبراء العقار ذلك ليتم عرض وثيقة عقود لحماية حقوق جميع الأطراف".
الأرصدة والأزواج وعن هروب الزوجات من الموظفات من أزواجهن وإخفاء المعلومات عن أرصدتهن المالية، قال "المغلوث": "المرأة تحاول بذلك حماية مدخراتها المالية وتأمين مستقبلها الاقتصادي في محاولة لعدم إشراكه في هذه المعلومات مع أن الاستشارة مهمة والاستفادة من رأي الزوج مع عدم منح وكالات شرعية للزوج أو القريب مما قد يؤدي الى استغلال المرأة".
الصناديق والمحافظ ونصح "المغلوث"، المرأة بالاستثمار في عديد من المجالات، قائلاً: "المجالات الاستثمارية لا تقف عند حدود العقار، ولكن تجاوزتها إلى امتلاك الأسهم والمعادن الثمينة من ذهب وفضة، فبإمكانها الدخول في الصناديق الاستثمارية عبر البنوك والمحافظ الاستثمارية التي تديرها البنوك والتي تعد جهات آمنة للمضاربات ووضع الأموال في أمان".
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور فضل البوعينين، أن هناك عقبات تواجه الاستثمارات النسائية في السعودية؛ ما يؤدي إلى استثمارات خاطئة وخطرة ويمكن تجنبها عند وجود قنوات استثمارية مميزة.
مخاطر سوق الأسهم ووصف "البوعينين"، الاستثمارات النسائية في السعودية، بأنها محدودة ولا تملك المرأة سوى الدخول في سوق الأسهم المعروف بمخاطرة العالية؛ حيث يحتاج إلى كفاءة وخبرة، مؤكداً أهمية وجود القنوات مثل إيجاد شركات حكومية استثمارية يتم طرح الجديد منها في كل عام، مبيناً أن المرأة السعودية مضطرة للدخول إلى مخاطر العقار والأسهم.
شركات وهمية وأضاف: "عديد من الشركات الوهمية في القطاع العقاري يستقطب عديداً من الناس وليس المرأة فقط، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة كامل رأس المال؛ حيث إن المستثمرين في هذه المجالات يتعرّضون للخطورة الكبيرة"، مبيناً أن تتبع الآخرين في استثماراتهم أمر يتضح عند وجود التفكير الجماعي والتتابعي الذي يؤدي أيضاً إلى أخطار كبيرة في الاستثمار، فيجب على المرأة ألا تدخل في الاستثمارات؛ لكون شقيقاتها وقريباتها قد دخلن إلى هذا النوع من الاستثمار وإنما يجب أن يبنى الاستثمار على الوعي والمشورة وقراءة الواقع الاقتصادي؛ حيث إن المرأة تسعى من خلال ذلك إلى تحقيق الأمان والعائد الأمثل وتنمية رأس المال على المديين القريب والبعيد والحفاظ على رأس المال.
التقليد والقناعة وبيّن أن قرارات الاستثمار يجب أن تنبع من قناعة شخصية وليس من تقليد، مؤكداً أن قلة وعي وحيلة المرأة ومحاولاتها الاستثمار وتحسين وضعها الاقتصادي قد توقعها في مثل هذه الإشكاليات، وقال: "أنصح المرأة بعدم الدخول في القطاعات الاستثمارية الخطرة، فسوق الأسهم من أخطر القطاعات ويمكن الاستثمار في الشركات الواعدة والجديدة على السوق السعودي، وقد عرفت المرأة باستثمارها في مجال الذهب والفضة وبرعت القرويات في هذا النوع من ادخار الذهب الصافي الذي استخدمته المرأة للزينة وللاستثمار والحفاظ على رأس المال.
احذري سوق العقار وحذّر البوعينين من الدورات الاقتصادية وتأثيرها المتوقع في سوق العقار، مبيناً أنه لا يؤيد الدخول في سوق العقار إلا عند شراء منزل شخصي، ونصح المرأة السعودية بالاستفادة من التسويق عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة وتجنيدها للدخول في استثمارات والاستفادة من التخفيضات العالمية في نهاية العام والمتاجرة، مؤكداً أن المرابحة في هذه الحالات تحقّق عوائد بنسبة 100 % دون وجود مخاطر كبيرة، مبيناً أن عديداً من السعوديات حقّقن نجاحات كبيرة في هذا المجال.
الأبجديات والغيرة وتقول سيدة الأعمال نورة الرافعي، إن عديداً من السيدات يتأثرن بمقترحات غيرهن عن طرق الاستثمار؛ ما يجعل عديداً منهن يقمن بشراء جماعي لأحد المخصّصات أو التوجّه إلى شراء الأراضي في مواقع لا يعرفن عنها أي شيء بهدف وضع مدخراتهن في استثمارٍ مربحٍ دون تقصٍ أو معرفة أهم أبجديات الاستثمار في المجالات المتعدّدة أو وضع دراسات للجدوى وإنما ينصب التفكير على الادخار في العقار أو الذهب أو الاستثمار، مؤكدة أن منطق الغيرة يلعب دوراً كبيراً.
لقمة سائغة وأوضح رجل الأعمال ناصر القحطاني، أن الموظفات يعتبرن لقمة سائغة لعمليات النصب، وخاصة في قطاع العقار؛ حيث تطغى الوصايا النسائية على العمل الاستثماري، فقد نجد مبالغ كبيرة من مدرسة واحدة أو من مجمع تعليمي واحد ويتم تقديمها لمستثمر في قطاع العقار في مكة أو جدة أو المدينة بناءً على نصيحة إحداهن مما يجعل الجميع يريد ان يخوض التجربة دون إدراك العواقب، وشدّد القحطاني على ضرورة عدم الشراء دون الاطلاع على العقار واتخاذ الاجراءات الاحترازية كافة التي تضمن عدم خسارة رأس المال.