أكد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور عبد الله المطلق، أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق تحدث بسبب تعاطي الأزواج للمخدرات ومعاقرة الخمور التي حرمها الله لما لها من مفاسد، لافتاً إلى أن هذه الآفة تشكل تهديداً للأصول التي يحرص الإسلام على صونها، وهي الضرورات الخمس (الدين، النفس، المال، العرض، العقل). وقال "المطلق" إنه وبحكم اطلاعه على العديد من المسائل والفتاوى فإن بعض جرائم القتل والمضاربات وبعض قضايا الطلاق التي تصل إلى الإفتاء، يكون السبب فيها تعاطي المخدرات التي تذهب بأعز ما يملك الإنسان، وهو عقله.
وأضاف: "من المؤسف تزايد أعداد المرضى النفسيين الذي يجوبون شوارع المدن والمحافظات نتيجة إدمان هذه الآفة وقد سلموا أنفسهم للشيطان وهوى النفس ورفقاء السوء".
وأردف: "الناصح الأمين هو من يبلغ عن المتعاطين، لأن في ذلك مصلحتهم حتى وإن كابروا في بداية أمرهم، لأن المتعاطي لا يدرك أن جسمه قد تشبع بالسموم المذهبة للعقل".
وبارك الشيخ "المطلق" للمتعافين عودتهم من رحلة الظلام بعد أن كتب الله لهم المطاف ببيته الحرام وتنقلوا بين مشاعر مكة المقدسة مجددين التوبة، ودعا الله لهم بالثبات وإخلاص النية والحرص على أداء الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي، بعد الله، الحصن الحصين في مواجهة كثير من الهموم ونزوات الشيطان.
وطالب المتعافين من الإدمان بإقناع من لم يلحقوا بهم من أقرانهم واستشهد بالعديد من القصص التي كانت سبباً في هداية الكثيرين ممن ابتلوا بالمخدرات.
وشكر الشيخ المطلق وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على جهوده الموفقة الأمنية والوقائية ودعمه لهذه الفئة.
وشارك "المطلق" في الحفل السنوي لرحلة الحج المتعافين من الإدمان من مختلف مناطق المملكة، الذي تنظمه أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمشاعر المقدسة.
من جانبه، قال اللواء أحمد بن سعدي الزهراني مدير عام مكافحة المخدرات عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات إن القيادة حريصة على التصدي لهذه الآفة حيث خصصت لها جهازاً مستقلاً يتبعه أكثر من 143 فرعاً يعملون ليل نهار لملاحقة مروجي ومهربي المخدرات.
وأضاف: "تحققت ولله الحمد العديد من النجاحات والضربات الاستباقية بفضل الله ثم متابعة وتوجيهات زير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات".
وأردف اللواء الزهراني أن المديرية بالتعاون والتنسيق بين أمانة اللجنة ووزارة الصحة ممثلة في مستشفيات الأمل نفذت برامج تأهيلية خلال هذا العام كان آخرها تحجيج ما يقرب من 150 متعافياً من الإدمان بهدف تقوية الوازع الديني وتشجيعهم على الاستمرار.
وأكد اللواء الزهراني أن المديرية مستمرة في تنفيذ البرامج الوقائية والتوعوية ضد هذه الآفة بالتعاون مع الجهات الشريكة بهدف تحصين الشباب وانتشال من وقع في براثن المخدرات.
وقال: "هناك برامج وقائية وتوعوية وطنية سيتم تنفيذها خلال العام القادم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعات السعودية والجهات المعنية".