شهد اليوم الثامن من رمضان كثيراً من الأحداث المؤثرة في العالم الإسلامي والعالم بشكل عام ومن هذه الأحداث: انتصار المسلمين في قرطبة، ووفاة المفسر ابن ماجة، وفتح خراسان ووصول المسلمين لمشارف روسيا، وحصار المسلمين لعكا أقوى حصون الصليبيين. والمماليك يغزون تركيا، وكنيسة البرتغال تصدر أمراً بوجوب ارتداد المسلمين. فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك عام 164ه عاد جيش المسلمين إلى قرطبة ظافراً، بعد انتصاره على جيش شارلمان، قاد جيش المسلمين صقر قريش عبدالرحمن الداخل الأمير الأموى الذى أقام دولة الأندلس الإسلامية. وكان قد نما إلى علمه أن شارلمان يُعدّ رجاله للقتال، بنيّة القضاء على الخلافة الإسلامية، استعد الفرنجة وعبر بهم شارلمان الجبال ليُباغت المسلمين، لكن وعورة الطريق وخطورة الجبال أوقعت المئات من رجاله. وعند منعطف ظاهر قرطبة التقى بجيش المسلمين الذين أجبروهم على الرجوع من حيث أتوا.
وفي مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 273ه توفي الإمام الحافظ والمحدّث ابن ماجة عن أربعة وستين عاماً، وابن ماجة هو مصنف السنن والتاريخ والتفسير. وقد قال فيه الحافظ الذهبي في وصفه كان ابن ماجة حافظاً ناقداً صادقاً وواسع العلم.
فتح خراسان في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك ه 431 السلطان السلجوقي طغرل بك ينتصر على جيش الدولة الغزنوية في معركة دندانكان ويستولى على خراسان ويجبر الغزنويين على الاعتراف بالدولة السلجوقية كأكبر وأقوى دولة فى المنطقة.
المسلمون يحاصرون عكا في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك لعام 665 ه بدأ حصار مدينة عكا بقيادة الظاهر بيبرس. وكان قد بلغه وهو في دمشق أن جماعة من الفرنج تغير في الليل على المسلمين وتتوارى وهى تردي ثياب المسلمين قاد السلطان بيبرس سرية خاصة استطاعت اقتناصهم بعد أن كانوا ينطلقون من عكا، حاول الفرنج المقيمون في عكا ضرب المسلمين، فأمر بيبرس بالقضاء على حاميتها وهدم جدرانها إذا لم يمتثل أهلها بالولاء للنظام الإسلامي للدولة.
المماليك يغزون تركيا في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 891 ه انهزم العثمانيون أمام مماليك السلطان قايتي باي، ففى مثل هذا اليوم دارت معركة برية بين المماليك والعثمانيين، هلك فيها الكثير من جنود الطرفين، وكانت النصرة فيها للمماليك، فقد أسروا أعداداً كبيرة من الجند الأتراك، وغنموا مدافعهم وأسلحتهم، ثم زحف المماليك داخل تركيا وحاصروا مدينة أضنه، جنوب وسط تركيا واحتلوها.
كنيسة البرتغال تصدر أمرًا بوجوب ارتداد المسلمين في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 907 ه ولأول مرة يتعذر على المسلمين البرتغال الصيام بسبب الاضطهاد الديني، فقد صدر أمر من الكنيسة الكاثوليكية بمطاردة كل مسلم وإجباره على الارتداد عن الإسلام، فتشتت المسلمون في البقاع والجبال هرباً بدينهم وأرواحهم، وهجر بعضهم سراً إلى شمال أفريقيا.
أول رمضان يصام بدون خليفة صام المسلمون شهر رمضان لعام 1342 ه دون خليفة لأول مرة، فمنذ وفاة الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) والدولة الإسلامية يحكمها خليفة يرعى شئونها الدينية والسياسية، بعد الخلافة الراشدة سادت الخلافة الأموية ثم الخلافة العباسية، وخلال الخلافة العباسية نشأت الكثير من الدويلات، لكنها كانت تدين بالولاء للخلافة العباسية، انتهت الخلافة العباسية على يد المغول وأحياها الظاهر بيبرس، السلطان المملوكي، الذي أحضر واحداً من ذرية بني العباس ليبايع في القاهرة بالخلافة.
إلا أن انتصار العثمانيين على المماليك في معركة مرج دابق ودخولهم القاهرة، حال دون ذلك، أحضر العثمانيون الخليفة العباسي إلى أسطمبول ليجبر على التنازل عن الخلافة لصالح العثمانيين رغم معارضة الكثيرين، إلا أن الخلافة الاسمية استمرت في بني عثمان الأتراك مدة أربعمائة عام إلى أن قام مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء السلطنة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية.
وتقلص نفوذ الخليفة للشئون الدينية والروحية فقط، إلى أن تمّ إلغاء المنصب نهائياً إلى الأبد، وقد كان السلطان مُحَمّد رشاد آخر خلفاء بني عثمان. وقد حاول بعض الزعماء العرب المناداة بالخلافة بعد سقوط الخلافة العثمانية، إلا أن المسلمين لم يتفقوا في هذه المسألة ولم يجتمعوا على رجل واحد.