وصف خبير عسكري العملية الإرهابية التو وقعت أمس بأنها محاولة لقياس قدرة حرس الحدود واختبار نقاطه، مؤكداً أنه لا حاجة لاستدعاء الجيش؛ لمقدرة حرس الحدود على ردع مثل هذه العمليات الفردية، وتوقع أن يكون خلف هذه الجماعات أجهزة استخبارات دول عدة، مؤكداً أن هدفها تشتيت وإضعاف مجموعة من الدول، مستدلاً بتزامن عمليات إرهابية أيضاً في دول بالمنطقة العربية، منها البحرين، وحالة تأهب في دول أخرى، في حين وجّهت السفارة الأمريكية في الجزائر رعاياها بعدم الخروج. وقال الخبير العسكري الدكتور علي التواتي القرشي ل "سبق": "من المؤكد وجود علاقة بين تنظيم داعش والعملية الفاشلة في محافظة شرورة أمس"، مشيراً إلى أن "استهدافهم لمقر معين يثير التساؤلات"، وتوقع "مقدرة الجهاز على إحباط عملية سبقتها، وما هي إلا محاولة إطلاق سراح من لهم علاقة بهم، ومحتجزون داخل الجهاز".
وكشف التواتي عن أن "انتقام التنظيم لأفراده سيكون بعمليات مماثلة، لا بد أن تواجه بضربات بيد من حديد من القوات في الخطوط الأمامية والداخلية"، مؤكداً أن هذه العمليات لن تجدي في دولة مثل المملكة العربية السعودية؛ لأنها دولة مترابطة من الطرف إلى الطرف، ولا توجد بها جماعات داخلية"، وتابع: "إن وجد أتباع لجماعات خارجية أو جماعات داخلية فهي جماعات نائمة، ومن وقت لآخر يعلن تفكيك هذه الخلايا".
وأكد التواتي أن "حرس الحدود قادر على ردعهم؛ لما لديه من دعم سخي وأسلحة قادرة على ردع كل من يمس حدود الوطن"، وتابع: "حرس الحدود يملك طائرات قادرة على تحصين الحدود".
وحول ما إن كانت العملية بهدف الحشد العسكري في الجنوب ومن ثم الهجوم من الشمال، قال: "قوات الجيش السعودية لن تتحرك لمثل هذه العمليات الفردية، تتحرك لمثل ما حدث في الحد الجنوبي من محاولة احتلال ودخول واعتداء على الأراضي السعودية"، مشيراً إلى أنه "يوجد من يستطيع التعامل معهم وبحزم"، مؤكداً أن "الجيش السعودي متمركز في جميع مناطق المملكة، من جنوبها إلى شمالها وغربها وشرقها"، وتوقع التواتي أن يكون "هدف هذه العملية هو تشتيت حرس الحدود، والبحث عن ثغرة".
وبيّن التواتي: "تزامنت الضربات مع تفجير في البحرين، وحالة تأهب في دول عربية أخرى، وإعلان سفارة أمريكا في الجزائر لرعاياها بعدم الخروج من الفنادق، ما يشير إلى مخطط كبير في إضعاف دول في المنطقة العربية، خلفه دول عدة".
وبيّن التواتي أن "خطورة تشتيت المنطقة العربية بهذه العمليات المدعومة سياسياً تكمن في خروج جماعات سياسية جديدة وتيارات تهدف إلى الوصول للسلطة، كما ظهرت العديد من هذه الجماعات في المنطقة مؤخراً"، وتابع: "لا أتوقع دولة لا تعرف أعداءها، ولكن ردود الفعل الدبلوماسية تختلف عن الفردية".
وكشف الخبير العسكري عن استهداف مجموعة دول لم تتنبه لمثل هذه العمليات، بينما تنبهت المملكة لها في وقت مبكر، وهي على أهبة الاستعداد لردع الجماعات الإرهابية وغيرها.
وكان المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، قد أعلن أن دورية أمنية تَعَرّضت لإطلاق نار في الساعة 11:45 صباحاً قرب منفذ "الوديعة" الحدودي. وقال "التركي": "الواقعة أسفرت عن استشهاد قائد الدورية الأمنية؛ بينما تَوَلّت قوات الأمن مطاردة المعتدين إلى محافظة شرورة، وحدث تبادل لإطلاق النار معهم".
وأضاف: "نجحت القوات الأمنية في قتل ثلاثة من المعتدين، وإصابة الرابع، وإلقاء القبض عليه".
وأردف "التركي": "تتولى قوات الأمن تفتيش بعض المباني التي ربما يكون قد لجأ إليها شخص أو اثنان من المعتدين، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية".
وكان قد أعلن اليوم عن تفجير العنصرين المتحصنين في مبنى حكومي لنفسيهما.