ليس هناك شك في أن ما يحدث في المنطقة وبشكل خاص في العراق من احتراب طائفي وإرهاب متعدد الأطراف مع انتشار الجماعات الإرهابية، يتطلب اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهتها ويستدعي اتخاذ تدابير أمنية وتأهب يتماشى مع هذه التداعيات الخطيرة، لتعزيز الأمن الوطني والحفاظ على الأمن والاستقرار الذي نعيشه ويحسدنا عليه الأعداء. ومن هنا لابد لجميع أفراد الشعب السعودي من الاصطفاف وراء القوات الأمنية وباعتبار أن المواطن هو رجل الأمن للرد على كل من تسول له نفسه زعزعة استقرار أمن المملكة من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين. وليس هناك شك أن المنطقة تواجه مخططات مختلفة تدار من الخارج من خلال منظمات إرهابية تسعى لإحداث الفوضى وتحقيق أهداف مريبة وتخريبة. ومن المؤكد أن بيان الديوان الملكي الصادر أمس الأول، يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين على حماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين وتجنيبهم مخاطر ما يحدث في المنطقة، إذ إن الأوضاع المتدهورة في المنطقة تستدعي مثل هذه الإجراءات لمواجهة مخططات جماعات العنف والإرهاب والميليشيات الطائفية ومن يقف وراءها من أطراف إقليمية. إن التدابير التي اتخذها مجلس الأمن الوطني برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جاءت متوافقة مع الحاجة الملحة لما يقتضيه أمن الوطن ومصلحته، فالأمن مقدم على ما سواه ويحتاج دائما إلى اليقظة التامة ووضع التدابير الاستباقية القادرة على ردع أي تهديد مهما كان حجمه. وليس هناك رأيان في أن أمن المملكة خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، ومن ثم لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذا الوطن وشعبه من كل المحاولات التي تطول أمنه واستقراره ومكتسباته. ولا شك أن المملكة قادرة على حماية حدودها وأمنها واستقرارها، ولديها قوة عسكرية ضاربة، وقادرة على ضرب كل من تسول له نفسه العبث باستقرار وأمن المملكة وقطع يد المعتدي. إن خادم الحرمين الشريفين الذي يحظى بحب واحترام الشعب السعودي من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، كان ولا يزال حريصا على تحقيق استقرار المنطقة والقضاء على المنظمات الإرهابية التي تسعى إلى العبث، ولن يسمح بالمساس بأمن المملكة واستقرارها خاصة أن المملكة لديها قوات عسكرية ضخمة تحول ضد أي تجاوزات للمساس بأمن الوطن، وأثبتت مدى جاهزيتها الضخمة لمواجهة أي معتد. وتدريبات «سيف عبدالله» العسكرية التي جرت مؤخرا، رسالة للجميع تؤكد أن الوطن خط أحمر وأن المملكة لن تسمح لكائن من كان بالمساس بالأمن والاستقرار، ولن تسمح لأي جهة كانت بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وستضرب بيد من حديد على الإرهاب، وعلى من يحاولون إذكاء الفتنة الطائفية في المنطقة. إن الشعب ملتف حول قيادته الحكيمة التي أحبها وتحبه، وهو على قلب رجل واحد لمواجهة أي أعمال قد تخل بأمن الوطن ومكتسباته.