استقرأ باحثون ومحللون سياسيون ما يجري في الأراضي العراقية، متحدثين عن تطابق "إيراني - أميركي" مكشوف في المواقف تجاه الأوضاع الدائرة هناك، وعن تحفظ المواقف الخليجية تجاه الملف العراقي لحين التأكد من حقيقة ما يجري على أرض العراق. ويرى الباحث في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي في تصريحات ل"الوطن"، وجود ما قال إنه "غزل إيراني - أميركي" حول التدخل في الأحداث الجارية في العراق، وأشار إلى ما اعتبره "استغلال إيران لقضية مكافحة الإرهاب العالمي، عبر استعدادها للتعاون مع أميركا في القضاء على هذه الآفة، على الأراضي العراقية". وعبر عن خشيته استغلال إيران لتصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، حول أن التعرض للأضرحة الشيعية "خط أحمر"، ومن هذا المنطلق توقع أن ينعكس ذلك ما إذا استغلت طهران هذا الأمر على الملف "النووي" في ظل اقتراب انتهاء فترة الستة أشهر المعطاة للوصول إلى حل نهائي للاتفاق النووي، فيما ستحاول الولاياتالمتحدة أن تنهي هذا الملف بأسرع مايمكن، ويتم الاتفاق، الذي سيكون "سيئاً" لإغلاقه والتوجه إلى ماهو أكبر منه، والذي يتلخص بما يحدث في العراق. وعن تدخل إيران في الأراضي العراقية عسكرياً، قال السلمي: "إن هناك مؤشرات تتحدث عن وجود 3 فرق من الحرس الثوري الإيراني تشارك إلى جانب قوات المالكي، فالإعلام الإيراني تحدث فعلياً عن مشاركة قوات إيرانية في معركة "تكريت"، في إطار محاربة مايسمى بالإرهابيين أو "الجهاديين". وأضاف السلمي: "مالم تتحرك بقية الدول سيكون الخاسر الأكبر هم "السنة" في العراق". وعرج بالحديث على الموقف السعودي من الأوضاع الدائرة في العراق، وقال: "موقف المملكة لازال متحفظاً في الملف العراقي للتأكد من حقيقة مايدور على الأراضي العراقية، خاصة بعد قيام العديد من الأحداث المشبوهة في العراق، كانسحاب الجيش العراقي من الموصل، هذا الأمر يتطلب وجود تقارير محددة، حتى تتمكن المملكة من بناء موقفها تجاه الأحداث في العراق". وللمحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي رأيٌ آخر في هذا الأمر، حيث وجد خلال تصريحات ل"الوطن"، أن الولاياتالمتحدة سمحت لطهران، بإدخال قوات الحرس الثوري للعراق للإشراف على إعداد المجاميع التي حرضها "السيستاني" على الجهاد. التواتي مضى يقول: "من المستغرب أن نجد مرجعية إسلامية تحرض على الجهاد ضد مرجعية إسلامية أخرى. ما يجري الآن في العراق هي ثورة في المناطق "السنية" على أوضاعهم التي وصلت من التدني حد المضايقة في الأكل والشرب. الآن اتضحت الصورة. الولاياتالمتحدة لم تتدخل في العراق سابقاً من أجل إسقاط صدام، ولكن من أجل تسليم العراقلإيران وللطائفة الشيعية فيها، وهو ما أصبح واضحاً ولايخفى على أحد". وعن موقف الدول العربية ودول الخليج على وجه التحديد قال التواتي: "إنه غير واضح حتى الآن، كما أن المصادر الغربية المحايدة تتحدث عن مأساة موجودة في العراق من الشمال إلى الجنوب". وعن التحركات الأميركية الأخيرة وسط توتر للأوضاع بالعراق، توقع التواتي أن تكون هناك إمدادت عسكرية من قبل واشنطن على شكل ذخائر، هدفها قصف عقد الاتصالات والمواصلات والقيادات المحتملة للثوار، ل"تليين" القوة المعادية لنظام المالكي عن طريق القصف الجوي، حتى يمهد الطريق لقوات المالكي والحرس الثوري لاستعادة المناطق التي سقطت.