عبّر أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، عن سعادته بتدشين المبادرة الوطنية "الله يعطيك خيرها" في منطقة الباحة، ضمن فعاليات مهرجان صيف الباحة، مشيداً بالجهود التي يبذلها رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في هذا الجانب. وأشاد خلال اللقاء الذي خص به برنامج "الله يعطيك خيرها"، والذي يعرض على التلفزيون السعودي بالقناة الأولى مساء كل يوم ثلاثاء، بالتزامن مع القناة الرياضية وإذاعة جدة، برعاية "سبق"، وبدعم وزارة الداخلية وإدارة المرور للمبادرة؛ للحد من الحوادث وتوعية وتثقيف المجتمع بمخلفاتها الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح أمير الباحة أن زيادة الحوادث المرورية في المملكة والإعاقات والأضرار الناجمة عنها؛ باتت من القضايا الحساسة التي تهدد المجتمع، وتحتاج إلى تكاتف كافة الأطراف وجميع أفراده؛ للوصول إلى الحلول الناجعة في هذه القضية، متمنياً للحملة وللقائمين عليها التوفيق، مهيباً بكافة القطاعات في المنطقة؛ لتقديم الدعم اللازم للمبادرة والمساهمة في إنجاحها.
وذكر الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة في جامعة الملك خالد الدكتور عبود بن درع؛ المشاهدين خلال الحلقة المفتوحة من مقر الجامعة؛ بالضرورات الخمس وبالجانب الديني في ضرورة الحفاظ على النفس.
وقال الدكتور ابن درع: "أخشى أن من يقوم بتصرفات سلبية تهدد حياته وحياة المواطنين في حكم المتسبِّب بقتل نفسه أو المنتحر"، لافتاً إلى أن الحفاظ على النفس من أهم الأمانات التي يحملها الإنسان بين جنبيه.
واعتبر الدكتور ابن درع السماح لصغار السن بالقيادة أو التفحيط والتجمهر والسرعة الزائدة، وقيادة السيارة أثناء تعاطي المنشطات وقطع الإشارة الحمراء، والانشغال بالجوال؛ من أخطر أنواع التهور.
واستعرض الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الملك خالد الدكتور عوض آل صمغان؛ مجموعة من الدراسات العالمية والنسب والإحصاءات الخاصة بإصابات الرأس وكسور الظهر. وأبان الدكتور آل صمغان أن 30% من المنومين في المستشفيات بالمملكة جراء الحوادث، في حين تبلغ نسبة إصابات الرأس وكسور الظهر من هذه النسبة 30%، وتبلغ نسبة صغار السن من المصابين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاماً؛ 40%، مؤكداً أن هذه النسب من أعلى النسب في دول العالم.
وشدد الدكتور آل صمغان على ضرورة استخدام حزام الأمان، والذي يقي بنسبة 72% من الإصابات الخطيرة، وتحديداً إصابات الرأس وكسور الظهر والحبل الشوكي، محذراً في الوقت ذاته من خطورة استخدام الجوال أثناء القيادة.
وتطرق الأستاذ المساعد في كلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة الملك خالد الدكتور سلطان آل فارح؛ إلى دراسة قام بها مؤخراً، مشيراً أنه تم رصد 101 حالة من ضمن 128 شخصاً يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي و"الشات" أثناء القيادة عبر جوالاتهم.
وكشف الدكتور آل فارح عن أن نسبة الوفيات ارتفعت إلى 23 حالة يومية؛ 97% منها لشباب صغار السن تتراوح أعمارهم بين سن ال25 وال35 عاماً، لافتاً أن الخسائر الاقتصادية لعلاج المصابين في المستشفيات تصل إلى 80 مليار ريال سعودي سنوياً.
وطالب الدكتور آل فارح بالاستفادة من نظام "ساهر" بشكل أكبر، واستدعاء الأشخاص الذين ترتفع نسبة المخالفات المرورية لديهم من قبل الجهات المختصة وفرض عقوبات رادعة، بالإضافة إلى تخصيص نسبة معينة من إيرادات "ساهر" والاستفادة منها في العديد من المجالات.
وأوضح الأستاذ المساعد في كلية التربية بجامعة الملك خالد، الدكتور ظافر آل حماد، أن إيجاد قدوة حسنة في كل مجال من شأنها خفض نسبة الحوادث.
واستشهد الدكتور آل حماد بشاب أصيب بشلل رباعي جراء السرعة في حادث مروري؛ حيث قام بوضع صندوق في جانبه يحتوي على بروشورات ومطبوعات توعوية ووضع لافتة على صدره مكتوب عليها: "خذ نسختك"، وقيامه بواجبه الاجتماعي حتى بعد إصابته في الحادث؛ لتوعية الشباب وتنبيههم من مخاطر السرعة التي كان ضحيتها.
والتقت عدسة البرنامج بالكابتن صالح العريف الذي شبّه الأطفال بالكاميرا المتنقلة، وعلى الآباء الحرص وعدم القيام بأي تصرف سلبي أمامهم، لافتاً إلى أن تصرفات الأبناء متوارثة عن آبائهم.
ونصح الكابتن العريف الآباء بترك قيادة السيارة والراحة عند تعرضهم لمواقف معينة؛ كيلا ينقلوا لأبنائهم التصرفات السلبية الناتجة عن هذه المواقف، مبيناً أن المجتمع يحتاج إلى المزيد من البرامج طويلة المدى، والموجهة للطفل بشكل خاص.
ووجه الغيدان الشكر لمحطة تلفزيون أبها على ما بذلته من جهد كبير؛ كالتقارير المصورة التي أثرت الحلقة بلقاءات متنوعة مع مجموعة من الشباب.
وقدمت الحلقة عرضاً رائعاً في السكيت لمجموعة من الشباب وهم يرتدون شعار الحلمة، بالإضافة إلى استعراض جناح المبادرة في جامعة الملك خالد والإقبال الكبير من قبل الشباب على الجناح والمطبوعات والتفاعل معها بشكل كبير.
وعرضت الحلقة تقريراً عن جهود النقاط الأمنية في منتجع السودة بمنطقة عسير، وقيام رجال الأمن بتوزيع بروشورات المبادرة على السيارات والمارة، بالإضافة إلى مجموعة من اللقاءات مع المواطنين وتوجيه النصح لهم بضرورة استخدام حزام الأمان.
وفي ختام الحلقة ذكر الغيدان بجائزة البرنامج للقيادة الآمنة، والتي تقدمها هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع شركة توكيلات الجزيرة؛ وهي عبارة عن ثلاث سيارات فورد فيوجن لثلاثة سائقين ممن يُنهون الموسم الأول من البرنامج دون الحصول على أي مخالفة مرورية. مما يذكر أن "الله يعطيك خيرها" مبادرة وطنية توعوية تتبنَّاها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، وبالتعاون مع عدد من جهات القطاع الحكومي والخاص.