عرضت حلقة برنامج "يعطيك خيرها" الذي يقدمه صلاح الغيدان، وترعاه "سبق" إلكترونياً، على شاشة القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، بالتزامن مع القناة الرياضية الأولى، وإذاعة جدة، مساء أمس الثلاثاء، مشاهد مأساوية، لأطفال تعرّضوا لإعاقات وحروق نتيجة تعرّضهم لحوادث مرورية. الحلقة التي ناقشت موضوع ضحايا الحوادث من الأطفال الأبرياء؛ عرضت تقارير عن الحالات المأساوية لأطفالٍ تسببت حوادث مرورية في تدمير حياتهم نتيجة عدم وعي السائقين.
ومن ضمن الحالات عرضت الحلقة حالة الطفل "محمد" الذي تعرّض للإعاقة نتيجة حادث مروري توفي فيه والده ووالدته. الطفل محمد تعرّض لكسر بالفقرة العاشرة ما سبب له شلل بالأطراف السفلية.
وظهر الطفل يحاول الحركة فيما تحدث أحد أقاربه عن الحادث، مشيراً إلى أن والد الطفل تعرّض لإصابات بالغة في الوجه، وخرجت أحشاؤه نتيجة الإصابات الخطيرة التي تسببت في وفاته بالحادث، وكذلك زوجته أم محمد فيما تعرّض الطفل لإصابات عدة، أسفرت عن إعاقته.
وجاء في المشاهد قريبة للطفل محمد تتحدث عن مأساته سائلة المولى عز وجل أن يشفيه ويطيل في عمره.
وضمن المشاهد عرضت الحلقة حالة الطفل عادل "4 سنوات" والذي تعرض للدهس بينما كانت الأسرة تحاول عبور أحد الشوارع. وتعرّض الطفل لكسر بالحوض فيما بيّنت والدته أنه يعاني نفسياً من طول فترة تنويمه فيما تعاني هي من ترك أطفالها لمرافقته مؤكدة أن الحادث له تأثيرات سلبية على الطفل والأسرة بشكلٍ عام.
ومن الحالات عرضت في الحلقة لقاءات مع طفل تعرّض لحروق متقدمة وإصابات متعددة بعد احتراق السيارة التي كان يستقلها مع أشقائه. وبيّن الطفل أن أحد أشقائه توفي بالحادثة فيما أُصيب آخرون.
الحلقة استضافت استشاري مساعد ورئيس قسم الطوارئ في مدينة الملك سعود الطبية، الدكتور فايز العنزي، والذي يتحدث عمّا يراه من واقع عمله في قسم الطوارئ من حوادث مرورية مأساوية للأطفال.
وبيّن "العنزي" أن المدينة تستقبل يومياً ما بين 400- 600 حالة ، 15 ٪ منها إصابات ناتجة عن حوادث مرورية، تشكّل نسبة الأطفال فيها ما بين 10- 25 ٪.
وقال: "النسبة عالية بلا شك، نوعية الإصابات تختلف حسب العمر، الإصابات الأكثر شيوعاً وخطورة لدى الأطفال إصابات الرأس والعمود الفقري".
وأوضح "العنزي" أنه ووفقاً لتقرير وحدة الإحصاء لقسم الطوارئ بمدينة الملك سعود الطبية شهد إجمالي الحالات خلال السنوات الأربع الماضية انخفاضاً تدريجياً حيث بلغ عدد الحالات في 1431ه ، 792 حالة فيما انخفضت إلى 749 حالة في عام 1432ه ، حتى وصلت إلى 328 حالة العام الماضي.
وأشار "العنزي" إلى أن السبب الرئيس للحوادث يعود إلى عدم الاهتمام بسلامة الطفل في السيارة سواء بوضع الطفل في حضن الأب أو الأم ما يعرّضه للخطورة أو غيرها من التصرفات، وأغلبية الحوادث تأتي نتيجة للتهور وقطع الإشارات والأسباب يتحملها المجتمع يتحملها من ضعف للتوعية وملاحظات على الطرقات وطريقة الضبط المروري".
وقال: "في قسم الطوارئ نشاهد حالات مأساوية وتأثر الآباء والأمهات، إضافة إلى مشاهد محزنة للمصابين منها حادث وقع قبل ثلاث سنوات، لعائلة مكونة من الأب والأم وخمسة أطفال، حيث قطع الإشارة شخص وتسببت بالحادث الذي أسفر عن وفاة الأب والأم واثنين من الأطفال".
وأضاف: "المحزن أن طفلة عمرها سبع سنوات، تركت سريرها وخطت بقدميها لثلاثة أمتار باتجاه سرير شقيقها وهي تحاول لمس يده في مشهد آثار مشاعر الطواقم الطبية والتمريضية". وأكّد العنزي أن المكان الآمن للأطفال في السيارة، هو المقعد الخلفي.
من جهة أخرى تداخل مع البرنامج رئيس قسم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، الدكتور سعود الجدعان، وقال: "يومياً نستقبل حوادث مرورية وحالات مختلفة، إصابات خطيرة".
وأوضح: "الأرقام والإحصائيات مزعجة، السرعة سبب للحوادث، سواء قطع الطفل للشارع أو كان راكباً مع قائد مركبة".
وأشار: "هناك تهاون، نرى الحوادث ولا نتوقع أن تحدث لنا، هناك عدم إحساس بالمسؤولية لذلك التوعية أمر ضروري وحملة يعطيك خيرها جزء من هذا الأمر".
واستشهد "الجدعان" بحادث مروري وقع قبل أيام لعائلة مع سائق خالف المرور وقت المساء، حيث اصطدمت بهم سيارة من الخلف وأصيبت طفلة بالرأس وأدخلت بالعناية المركزة".
"الجدعان" أكّد أن من أهم حلول الحد من الحوادث تكثيف التوعية ووضع الأنظمة وتطبيقها بصرامة.
وخلال الحلقة عُرض مشهد لنجم الكيك "مرعي" والذي قدّم نصائح وإرشادات للسلامة مشدداً على ضرورة ربط حزام الأمان قائلاً "نصيحة للشباب بأخذ الحذر عند استخدام السيارات، الحوادث في ازدياد والحديد ما يرحم".
وفي نهاية الحلقة أعلن الزميل صلاح الغيدان، عن جائزة "توكيلات الجزيرة" للقيادة الآمنة، وهي عبارة عن ثلاث سيارات مقدّمة من الشركة، وسيفوز بها مَن سيرشح نفسه شريطة ألا تسجل عليه مخالفة مرورية ابتداءً من حلقة أمس وحتى الحلقة رقم ثلاثين، والتي سيتم فيها السحب على السيارات؛ مشيراً إلى أن الجائزة تعد من الأساليب الحديثة التي انتهجها برنامج "يعطيك خيرها" للحد من أضرار الحوادث عبر استخدام عنصر التحفيز.