أكد وزير الصحة المكلف، المهندس عادل بن محمد فقيه، أن هناك انخفاضاً كبيراً في حالات الإصابة بفيروس كورونا، مشددًا على أن تجويد الخدمات الصحية عملية مستمرة، ولا تتوقف عند حد، وموضوع متابعة تحسين الجودة لا ينتهي، وعمل مستمر، ولا يرتبط بوقت، وتخضع له كل المستشفيات العاملة في السعودية، سواء المستشفيات الحكومية أو الخاصة، أو أي مقدم للخدمة الصحية. جاء ذلك خلال افتتاحه اليوم الاثنين الاجتماع الإقليمي التشاوري لدول شرق البحر الأبيض المتوسط، والذي ينظمه المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية "سباهي"، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط.
وأضاف فقيه "أن الهدف من الاجتماع هو التشاور مع خبراء عالميين من منظمة الصحة العالمية ودول أخرى، ومن جهات أخرى حول السياسات والأدوات والإجراءات التي يجب اتباعها من أجل عملية تحسين أدوات الضبط والمطابقة والمعايرة والتنسيق لضمان عملية تحسين الجودة".
وحول آخر مستجدات "كورونا"، قال إنه "يتم إصدار التقارير يومياً، ويطلع الجميع على حالات الكورونا، وكما تلاحظون هناك انخفاض كبير، بفضل الله تعالى أولاً، ثم بتعاون وتضافر العديد من الجهات مع وزارة الصحة، والجهود الكبيرة التي بذلها الزملاء في وزارة الصحة لتحسين إجراءات الوقاية، ومكافحة انتقال العدوى.
وتابع: "هذا كله تمخض عنه انخفاض في تسجيل الحالات. وبالرغم من هذا فنحن في الوزارة لا نزال نتوخى أقصى درجات الحذر والحيطة، ونكثف إجراءاتنا الاحترازية والوقائية، ولا نعتبر أن هذا الانخفاض الذي حصل سبباً لأن نتوقف أو نهمل أو نقلل من الجهود التي ينبغي علينا بذلها في مكافحة المرض".
ولفت إلى أنه "تم مراجعة كل الملفات الورقية الموجودة في الوزارة، ومطابقة كثير من المعلومات التي كانت موجودة في مستشفيات خارج وزارة الصحة، ولم يتم التبليغ عنها، ومطابقة التحاليل التي تم إجراؤها في مستشفيات أخرى ولم يتم إدراجها، وإعادة التدقيق والمطابقة في بعض السجلات، والإجراء الذي اتخذته الوزارة هو مراجعة دقيقة لمدة عامين على كل حالة، والتحقق من وضعها، وما آلت إليه هذه الحالة، سواء كان تم رصدها في مستشفيات خارج منظومة وزارة الصحة، أو داخل ملفات الوزارة".
وحول موضوع غربلة قيادات وزارة الصحة؛ أكد فقيه أنه لا يحب استخدام تعبير "غربلة" الشيء الطبيعي والصحيح أنه في كل منظومة إدارية يتم دائماً مراجعة الأداء ومستويات الأداء، وإذا اتضح أن هناك خللاً أو تقصيراً أو فرصة للتحسين يتم استبدال وتغيير هذا العضو، ولكن لدينا زملاء يعملون بجد وإخلاص، وهؤلاء يجب تحفيزهم وتشجيعهم ومكافأتهم، والآخرون الذين لا يعملون بهذا المستوى يجب استبدالهم بغيرهم ممن هم أكفأ منهم.
وكان وزير الصحة المكلف المهندس عادل محمد فقيه، قد رعى صباح اليوم الاجتماع الإقليمي التشاوري لدول شرق البحر الأبيض المتوسط، الذي يعقد في مدينة جدة لمدة ثلاثة أيام، وينظمه المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي)، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
شارك في الاجتماع أكثر من 50 خبيراً ومختصاً في مجال جودة الخدمات الصحية، وممثلون لوزارات الصحة في الدول العربية ودول أفغانستان وإيران والباكستان لمناقشة سبل تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، وأثر نظم الاعتماد في ذلك، مع استعراض تجارب الدول التي لديها هيئات اعتماد صحي، وفي مقدمتها السعودية التي تعد أكبر سوق رعاية صحية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي كلمته الافتتاحية، قال وزير الصحة المكلف: "بعد أن دخلت "سباهي" في مرحلة التشغيل الكامل، فإننا اليوم في وضع أفضل لمواجهة التحدي المتمثل في تحسين الجودة في القطاع الطبي. فحتى وقتنا الحالي، فإن الاعتماد من قبل"سباهي" اختياري، ونعمل على أن يكون مطلباً أساسياً في القريب العاجل عند التقدم للحصول على التصريح والترخيص للمنشآت الطبية أو تجديده، حيث سيتم ربط الاعتماد مباشرة بعملية الترخيص، ولكن هذا الإجراء يحتاج إلى بعض الوقت والتنظيم الجيد".
وشدد على الدور المهم الذي يهدف إليه الاجتماع الذي يضم نخبة من الخبراء العالميين، في معرفة أفضل وأنجع السبل لرفع مستويات جودة الرعاية الصحية، واتباع السبل العالمية لاعتماد المنشآت الصحية.
كما أكد على أهمية الخطوات العملية التي يجب اتخاذها بناء على توصيات الخبراء بعد هذا الاجتماع لتحقيق التميز الذي تسعى له الوزارة، وتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية للمرضى في المملكة.