نفذ مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض حملة جديدة ولأول مرة تطبق على مستوى مستفيدي مجمعات الأمل ومراكز علاج الإدمان في المملكة، تمثلت في عمليات إزالة الوشم من أجساد المتعافين من الإدمان على المخدرات، وبلغ عدد المستفيدين حتى الآن 35 من مختلف مناطق المملكة. وأوضح رئيس قسم الإرشاد الديني بالمجمع الشيخ محمد بن عبدالله النايل أن هذه الخطوة جاءت بعد ملاحظة وجود العديد من المتعافين الذين تحمل أجسادهم وشوما بعضها يصل إلى مخالفات في العقيدة، حيث قام المتعافين بنقشها على أجسادهم خلال فترة انحرافهم وتعاطيهم للمخدرات خاصة أثناء السفر للخارج، وكذلك شكوى المتعافين من أن هذه الوشوم تسببت لهم في مشاكل كثيرة مع أسرهم وخصوصا المتزوجين منهم ومن لديهم أطفال حيث أنهم لا يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والاستمتاع مع أبنائهم بسبب وجودها على أجسامهم، وكذلك عدم المشاركة في المناسبات العائلية الخاصة.
وقال النايل "إن هذه الخطوة هدفت في مجملها إلى إعانة المتعافي على استكمال طريق التعافي من المخدرات، وتعويد المتعافي على الامتثال للأوامر الشرعية والانتهاء عن نواهيها، وتمكينه من الاندماج في المجتمع حيث أن آثار الوشم تجعله في عزوف عن المجتمع الصالح، وكذلك اندماجه مع أسرته حيث أنه قد يسبب حرجا مع الزوجة والأبناء والأهل. وبالتالي زيادة هدايته وثباته بإذن الله وفعالية المتعافي في المجتمع واندماجه مع الصالحين منه وسعادة المتعافي بإذن الله وأداء رسالته داخل أسرته بلا حرج مع الاندماج معهم وحسن العشرة.
وذكر أن الفئة المستهدفة من هذا المشروع هم جميع المتعافين من جميع مناطق المملكة والذين استكملوا مرحلة لا تقل عن زيادة الدافعية في التعافي وأن المشروع قام عليه قسم الإرشاد الديني بالمجمع والفريق العلاجي بالرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق واستشاري الجلدية المعروف الدكتور عبدالحميد بن محمد العجلان الذي قام بتنفيذ هذه العمليات دون مقابل.
وأوضح الشيخ محمد النايل أنه تم تنفيذ المشروع بعد تأسيس عيادة خاصة بإزالة الوشم وتجهيزها بالأدوات اللازمة ومن ثم تنفيذها مع المتعافين بإزالة الوشم من أجسادهم والمتابعة الطبية بعد عملية الإزالة وذلك بإحدى العيادات الطبية المتخصصة.
وقد أعرب المتعافون الذين خضعوا لهذه العملية عن شكرهم وتقديرهم لمجمع الأمل بالرياض وللدكتور عبدالمجيد العجلان على ما قدموه لهم ومنحهم الفرصة ليعيشوا حياتهم بشكل طبيعي.
وتعتبر هذه الحملة إحدى البرامج التي ينفذها المجمع لإعطاء المتعافين من الإدمان على المخدرات مجالا أوسع ليستمروا في رحلة التعافي والبعد عن الانتكاسة وكان لها أبلغ الأثر في نفوسهم.