أوجد مجمع الأمل الطبي بالرياض بيئة عمل مثالية تساعد المرضى والمعالجين من الإدمان على العودة مجددا للانخراط في الحياة وتجاوز جميع السلبيات التي أسهمت في تغيير مسارهم وذلك من خلال نشاطات جماعية وأخرى فردية تساعد المريض الاعتماد على نفسه وتجعله منضبطا ومواظبا على العلاج بشكل أكبر. ومن تلك البرامج والفعاليات التحفيز على الالتحاق برحلات للحج والعمرة، إضافة إلى زيارات تثقيفية وترفيهية ينظمها (منزل منتصف الطريق) الواقع خارج أروقة المستشفى والذي تكفل به أحد فاعلي الخير ليساعد المرضى على التعافي من الإدمان، مما اضطر المستشفى إلى نقل وحدة الرعاية اللاحقة لتكون قريبة من سكن النزلاء لتساعدهم على الاستفادة من البرامج التي تقدم فيه. وذكر الدكتور عصام الشورى رئيس قسم الإدمان ورئيس الفريق المعالج لوحدة الرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض أن منزل منتصف الطريق للمتعافين من المخدرات بالرياض يتسع ل52 نزيلا يضم حاليا تسعة نزلاء فقط ممن أنهوا فترة العلاج داخل المجمع. وأضاف أن العاملين داخل المنزل أوجدوا نشاطات جماعية وفردية لحث المريض على الاعتماد على نفسه والانضباط مثل الاهتمام بنظافة المكان الذي يجلس فيه ونشاطات علاجية وتأهيلية، ونشاطات دينية كرحلات يمنح من خلالها النزيل تذكرة سفر إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج أو العمرة وكانت آخر رحلاتها خلال الأسبوعين الماضيين، ولقاءات مع مجموعة مشايخ يختارهم النزلاء، وزيارات تثقيفية وترفيهية لأماكن متعددة يتم اختيارها وفق منهجية معينة، وأشار إلى أن هناك أفكارا لتنظيم نشاطات رياضية وصحية وبدنية خلال الفترة المقبلة. وأوضح الدكتور الشورى أن المنزل يستقبل المرضى المحولين من أقسام التنويم في المجمع ضمن معايير محددة للقبول منها أن يكون لدى النزيل الدافعية والاستعداد للانضمام والاستمرار في العملية التأهيلية، وأوضح الشورى أن الطاقم العلاجي العامل في المنزل هم من جميع التخصصات التي يحتاج إليها المتعافون من الإدمان كإرشاد علاج الإدمان والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمرشدين الدينيين والممرضين النفسيين تحت الإشراف الطبي، مضيفا أن النزيل يمر بثلاث مراحل عند انضمامه للمنزل هي: المرحلة المبتدئة في الطلب من النزلاء البقاء في المنزل والانتظام يوميا في البرنامج المقدم بوحدة الرعاية اللاحقة، والمرحلة الثانية ويكون فيها الحضور جزئيا ويطلق عليها مرحلة بداية العودة التدريجية للمجتمع يعطى من خلالها الفرصة للمتابعة مع الجهات المختلفة مثل البحث عن عمل أو المطالبة بإعادته إلى عمله السابق وحل مشاكله الشخصية، والمرحلة الثالثة وتسمى مرحلة الانطلاق وإعادة الاندماج مع المجتمع بشكل أوسع وعلى المستوى الأسري. ونوه رئيس أقسام الإدمان بمجمع الأمل بالرياض بأن فترة بقاء النزيل في الدار كحد أدنى ستة أشهر، ويتم خلالها عمل التحاليل والكشف على النزيل بصورة عشوائية ومتكررة، علما بأن استمرار النزيل في البيت يعتمد على التزامه بشروط الإقامة التي يحددها الفريق المعالج وبما فيه مصلحة النزيل.