كشف الشيخ عبد الله السويلم "عضو لجنة المناصحة, عضو المجلس البلدي المنتخب بالرياض" عن لقائه مع الموقوفة هيلة القصير بعد القبض عليها لمدة 90 دقيقة لمناصحتها. وقال "جلست مع الأخت هيلة قبل أربعين يوماً لمدة ساعة ونصف الساعة, لغرض المناصحة ومعرفة الشبه, فوجدت أنها امرأة كغيرها من نساء هذه البلاد, تحمل ديانة قوية, وعندها الغيرة على هذا الدين, وحب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وقوة في إقناع الآخرين بالدعوة إلى الله والإنفاق والبذل والعطاء". وحدد الشيخ عبد الله السويلم الإشكالية التي وقعت فيها "القصير" المتهمة بأنها تقف وراء دعم تنظيم القاعدة في اليمن بأنها تقوم ب"أسلمة" إجرامها وهوى نفسها. وأشار الشيخ السويلم إلى اقتناعها بنظرية أن كل رجال الأمن هم "أعداء" لها, لتسببهم في مقتل زوجها محمد الوكيل في مواجهة أمنية بالرياض عام 2004م. وقال الشيخ السويلم إن هيلة القصير ظلت في آخر أيامها قبل الاعتقال "متخفية عن الأجهزة الأمنية" كونها علمت أنها "ملاحقة", فظلت تتنقل بين بيوت العائلات التي تعرفهم, وبيوت خربة, قبل أن يلقى القبض عليها . وقال الشيخ السويلم إن هيلة القصير أوت قبل أن يتم القبض عليها شابين يبلغ أحدهما من العمر 18سنة, والآخر 19سنة, في بيت خرب بلا كهرباء لمدة يومين, أو أكثر من ذلك. وأكد السويلم أنه عاتب معتقلة "القاعدة" على هذا العمل وقال لها "لو بقيت في مكانك تصومين الإثنين والخميس, وتدرسين في حلقة تحفيظ القرآن, وتربين بنتك وتدعين لزوجك بالرحمة, لكان ذلك أولى من هذا العمل". وقد كشفت هيلة القصير لعضو لجنة المناصحة عن أن زوجها محمد الوكيل أعطاها أمانة عبارة عن مسدسين, وطلب أن تعاهده "بألا تعطي هذا السلاح إلا من يأخذ بحقه" على حد تعبير هيلة القصير . وقال الشيخ السويلم إن تدين هيلة القصير من دون فهم هو الذي جعلها تقع في أمور إيواء عناصر "القاعدة" وحشد الدعم المادي لهم . وأضاف الشيخ السويلم أن معتقلة "القاعدة" في مكان آمن, ويقوم على خدمتها فريق نسائي متكامل، مؤكداً أن هيلة في وضع جيد, ومشيراً إلى أن سلطات السجن استجابت لطلب هيلة القصير بأن تبقى لديها ابنتها "الرباب" ذات الأعوام الخمسة في السجن, وبعد أسبوع واحد عهدت هيلة تربيتها لأختها. واعتبر السويلم ما طرحه سعيد الشهري- الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن- من أن هيلة هي من تدير "القاعدة" وما شابه ذلك "دليل ضعف لا قوة" و"حالة انهيار كامل ". ولفت عضو لجنة المناصحة إلى أن رموز "القاعدة", ومن ينتمون إليها ليسوا من أهل العلم المعتبرين والمتبحرين في مسائل العلوم, وما لديهم من علم لا يعدو كونه معرفة جزئية محددة في باب الجهاد فقط. ووصف الشيخ السويلم عناصر "القاعدة" بأنهم "كجنود بلقيس" أغرتهم قوتهم ولم ينتبهوا بأن من يعادونه أقوى منهم, معتبراً أنهم تحولوا في بعض الدول المسلمة إلى عصابات ضررهم أكبر من نفعهم, ولم يستبعد أن يكون من يقف خلفهم استخبارات دول إقليمية, وسمى منها إيران, قائلاً: "ليس من المعقول أن يكون هناك قرابة 100عنصر من عناصر "القاعدة" على الأراضي الإيرانية دون أن تعلم عنهم الحكومة هناك شيئاً"؟ وطبقاً لتقرير الزميل تركي الصهيل في "الشرق الأوسط" اليوم- الإثنين-: "إن هيلة القصير كانت شديدة الفاعلية والاندماج في أجواء "القاعدة", ومشاعرها إلى الدرجة التي أقامت فيها احتفالاً منزلياً ببريدة, تمجيداً لعبد الله طالع عسيري الإرهابي الذي فجر نفسه في منزل الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في قصره بجدة, وكانت "هيلة" تطلق على طالع عسيري مسمى "الشهيد" وعلقت صوره في الاحتفال, وقدمت الحلوى للحضور" . وأضاف التقرير: كادت هيلة القصير خلال مناصحتها من قبل السويلم, أن توحي إليه, بأن كل ما قامت به من أجل تنظيم القاعدة جاء من منطلق الجهاد والدفاع عن الدين, وأشار إلى أن هيلة كانت تستدل في حديثها معه بحادثة أسماء بنت أبي بكر, لما قامت مع النبي وأبي بكر, وتستدل بخروج عائشة, وتستدل بالجهاد المكي والجهاد المدني, وأعرب السويلم عن اعتقاده بأن ما قامت به هيلة القصير من ناحية دعم القاعدة هو تشف وانتقام لمقتل زوجها على يد القوات السعودية . ووفقاً لمعلومات "الشرق الأوسط" فإن الحزامين الناسفين اللذين وجدا مع يوسف الشهري ورائد الحربي- من قائمة المطلوبين ال85- في مواجهة "الدرب" بمنطقة جازان, كانا متجهين لسيدة القاعدة هيلة القصير في القصيم, حيث كانت المرأة القيادية في القاعدة قد جهزت شخصين انتحاريين ينتظران فقط وصول الحزامين الناسفين, وكان الشخص المستهدف من هذه العملية شخصية عامة بالغة الأهمية لدرجة قصوى في البلد.