قال الباحث الفلكي عضو سديم الحجاز ملهم بن محمد هندي: إن كسوف الغروب هو الأول منذ 27 عاماً على المملكة، حيث يودعنا عام 1434ه بشمسٍ مكسوفة في مشهدٍ مؤثرٍ مع غروب شمس يوم غدٍ الأحد 29 ذي الحجة، مؤكداً أن هذا المشهد لم يتكرّر على سكان المملكة منذ عام 1407ه، وسنراه مجدّداً بعد 25 عاماً. وفسّر "هندي" الكسوف، فقال: يأخذ القمر موضعاً بين الشمس والأرض تاركا الأجرام الثلاثة على خط استقامة واحد مما سيجعل ظله يسقط على الأرض مسبباً ما يسمّى "الكسوف الشمسي"، ويرى سكان الأرض جزءاً من الشمس أو كلها قد اختفى لحظة الكسوف.
وبيّن أن للكسوف أنواعاً إما كلي أو جزئي أو حلقي أو يكون هجيناً يجمع بين الأنواع الثلاثة السابقة، وكسوف الغد هو من نوع الكسوف الهجين النادر، حيث يبدأ الكسوف الساعة 1:04 ظهراً بتوقيت مكة بكسوفٍ جزئي على السواحل الشرقيةالأمريكية مع شروق الشمس ثم يتحوّل إلى حلقي فوق المحيط قبل أن يتحوّل بسرعة إلى كلي يراه شريطٌ محدودٌ عرضه 57 كلم يقطع بالمحيط الأطلسي من غربه لشرقه ويتوغّل في القارة الإفريقية من سواحل الجابون غرب القارة إلى سواحل الصومال في شرقها قاطعاً بذلك مسافة 13600 كلم ماراً بخط غرينتش وخط الاستواء الأرضي، وهو مرور نادر لم يحصل منذ 547 عاماً.
وأشار إلى أن الكسوف الهجين يحدث عندما يكون القمر في أبعد نقطة عن الأرض على مدراه البيضاوي فيكون حجمه الذي يظهر لنا أصغر من حجم الشمس الظاهري فلا يخفي كامل الشمس، بل يترك حلقة منها ظاهرة ثم يقترب القمر إلى الأرض فيزداد حجمه الظاهري ويغطي الشمس كلياً، فيتحول الحلقي إلى كلي وبذلك يُطلق عليه الهجين لأنه جمع بين أنواع الكسوف, ويعتبر كسوف الغد، الأول منذ عام 2005م، ولن نرى مثله قبل عام 2023م.
وبيّن "هندي" أنه بالنسبة للمملكة سيبدأ دخول ظل القمر ومشاهدة الكسوف من الساعة 4:10 عصراً من الشمال الغربي، ثم يرى سكان المدن الأخرى الكسوف تباعاً ، الغربية والجنوبية ثم الوسطى وآخر المناطق تلاحظه الشرقية، ويبقى الكسوف في جميع المناطق حتى غروب الشمس وهي مكسوفة وستكون هي آخر مراحل الكسوف الذي ينتهي فعلياً الساعة 6:28 بعد غروب الشمس على جميع المناطق.
أما الكسوفات القادمة على المملكة فسيشاهد فقط سكان الشمال كسوفاً جزئياً في 29 جمادى الأولى 1436ه ثم سكان الجنوب والغربية جزئياً أيضاً في 29 ذي القعدة عام 1437ه قبل أن ترى الشرقية ودول الخليج كسوفاً كلياً في 29 ربيع الآخر 1441ه ويكون جزئياً على بقية المناطق.
الجدير بالذكر أن كسوف غدٍ الأحد سيكون من الخطورة النظر إليه دون أدوات رصد في بداية الرصد إلا أنه قبل الغروب بنصف ساعة يمكن النظر للكسوف بالعين؛ لأن الغلاف الغازي يكون قد امتص أغلب الأشعة الضارة.