أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن الكرة الأرضية ستشهد يوم الأحد ما يعرف ب"الكسوف الهجين"، وهو من أكثر الكسوفات الشمسية ندرة؛ إذ يضم نوعين من الكسوف، هما الحلقي والكلي، في كسوف واحد، موضحة أنه سيظهر ككسوف كلي لبعض الأجزاء من العالم وحلقي لأجزاء أخرى. ولفتت إلى أنه سيشاهد في شكله الجزئي فقط في كل مناطق السعودية مع غروب الشمس؛ بسبب الموقع الجغرافي البعيد عن المسار المركزي لظل الكسوف الهجين، وكانت آخر مرة يرصد فيها كسوف مع الغروب في سماء المملكة قبل 26 سنة في 29 مارس 1987.
ويرجع السبب في حدوث نوعين من الكسوف في الوقت نفسه إلى أن رأس ظل القمر يخترق سطح الأرض في بعض المواقع، لكنه يسقط قصيراً على طول مناطق أخرى من المسار، وذلك يعود إلى تقوس سطح الأرض الذي يجعل بعض المواقع الجغرافية تقع داخل ظل الأرض في حين أن المواقع الأخرى تكون أكثر بعداً.
وفي معظم حالات "الكسوف الهجين" يبدأ المسار المركزي ككسوف حلقي، ويتحول إلى كسوف كلي في الجزء الأوسط من المسار، ويعود إلى الكسوف الحلقي مرة أخرى باتجاه نهاية المسار.
ولكن كسوف الثالث من نوفمبر أكثر استثنائية بسبب أن المسار المركزي يبدأ حلقياً وينتهي كلياً، إضافة إلى أن هذا الكسوف له خاصية أخرى، حيث إن الشكل الكلي يعبر خط الاستواء صفر درجة وخط جرينتش صفر درجة.
وفي خلال خمسة آلاف سنة بدءاً من 1999 قبل الميلاد إلى الألف الثالثة بعد الميلاد هناك 15 كسوفاً عبرت من خلال "صفر – صفر".
وكان آخر كسوف كلي في 16 مارس 1466، والتالي سيكون في الثالث من يونيو 2114.
ويبدأ الكسوف الجزئي على مستوى السعودية بعد الساعة الرابعة عصراً بتوقيت مكة، حيث سيلاحظ الراصدون في كل المناطق أن بداية الكسوف ستكون بعبور القمر أسفل قرص الشمس ويستمر في حركته إلى أعلى يسار الشمس.
وسوف تتفاوت نسبة الكسوف، حيث ستحظى الأجزاء الجنوبية من المملكة بنسبة احتجاب أكبر، تصل إلى 59%، وذلك بسبب أنها تقع قريبة جغرافياً من المسار المركزي للكسوف الهجين.
وكلما اتجهنا إلى أقصى شمال المملكة انخفضت تلك النسبة لتصل إلى 15%، وستغرب الشمس في حالة كسوف جزئي في كل المناطق.
وأفضل وقت لرصد الكسوف في المملكة عندما تكون الشمس قريبة إلى الأفق قبل الغروب بحوالي 26 دقيقة، حيث ستتاح رؤية قرص الشمس بالعين المجردة في حالة كسوف في منظر نادر جداً، نظراً لأن الغلاف الجوي حول الأرض يقوم بإضعاف وهج الشمس.
وقالت "فلكية جدة" إن على القاطنين في المدن الساحلية أن يقوموا بالرصد من الشواطئ البحرية والمدن الأخرى في المواقع التي يكون فيها الأفق الغربي مكشوفاً بالكامل، ويجب عدم استخدام المنظار أو التلسكوب حتى في هذا الوضع بدون وجود مرشحات ضوئية.
وعلى مستوى الكرة الأرضية يبدأ مسار ظل القمر في شمال الأطلسي، حيث يشاهد مع شروق الشمس الساعة 2:05 ظهراً بتوقيت مكة في شكله الحلقي لمدة أربع ثوان.
وينطلق ظل القمر إلى الأمام في مسار بعرض أربعة كيلومترات، وبسرعة يتقلص إلى الصفر، والكسوف يتحول من كسوف حلقي إلى كسوف كلي.
ويحدث هذا كله في أول 15 ثانية من مسار الظل، وما يتبقى من مسار الكسوف المركزي سوف يكون كسوفاً كلياً فقط.
ويستمر مسار الكسوف باتجاه الجنوب الشرقي، وعند الساعة 2:10 بتوقيت مكة فإن مسار الكسوف سيكون بعرض 13 كيلومتراً، ويدوم الكسوف الكلي 16 ثانية، وتزداد المدة سريعاً ليدوم الكسوف الكلي 30 ثانية عند الساعة 2:18 ظهراً بتوقيت مكة.
ومع عدم وصول الكسوف إلى يابسة حتى الآن فإن ظل القمر يعبر 500 كيلومتر جنوب جمهورية الرأس الأخضر عند الساعة 3:00 عصراً بتوقيت مكة، ويستمر المسار المركزي للكسوف الكلي دقيقة و18 ثانية، والشمس على ارتفاع 57 درجة، والمسار بعرض 56 كيلومتراً.
وتحدث ذروة الكسوف في المحيط الأطلسي عند الساعة 3:47 عصراً بتوقيت مكة، على بعد 330 كيلومتراً تقريباً جنوب غرب ليبيريا، وعند هذه اللحظة يعبر محور ظل القمر قريباً إلى مركز الأرض، وتستمر الذروة خلال الكسوف الكلي دقيقة و40 ثانية، وتكون الشمس على ارتفاع 71 درجة، وعرض المسار 57 كيلومتراً.
ويتقوس مسار الكسوف ببطء إلى الشرق نحو ساحل الجابون الساعة 4:51 عصراً، حيث يدوم الكسوف الكلي دقيقة وسبع ثوان، ومع دخول الظل الكونغو فإن مسار الكسوف سيكون بعرض 36 كيلومتراً، ويدوم الكسوف الكلي 48 ثانية.
ويتقوس المسار إلى الشمال الشرقي، وتبدأ مدة الكسوف الكلي تتقلص، ومع وصول ظل القمر إلى حدود أوغندا تنخفض مدة الكسوف الكلي إلى 23 ثانية عند الساعة 5:22 عصراً، وينتقل إلى شمال كينيا حيث يدوم الكسوف 14 ثانية الساعة 5:25 عصراً بتوقيت مكةالمكرمة.
وفي الدقيقتين والنصف الأخيرة يتحرك ظل القمر عبر الجزء الجنوبي من إثيوبيا قبل أن يغادر سطح الأرض في الصومال، حيث سيدوم الكسوف الكلي لثانية واحدة عند غروب الشمس.
وخلال 3.3 ساعة يكون ظل القمر قطع مساراً طوله حوالى 13600 كيلومتر، وغطى 0.09% من سطح الكرة الأرضية.
ودعت الجمعية عند رصد كسوف الشمس من خلال المناظير أو التلسكوبات إلى أن تكون مزودة بمرشحات ضوئية أو استخدام نظارات كسوف الشمس الخاصة.
وحذرت من النظر المباشر لقرص الشمس لأن الشمس تطلق على الدوام الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء التي قد تتسبب في أذى شبكية العين.