يودع العالم الإسلامي عامه الهجري الحالي على كسوف للشمس، والذي يعتبر آخر الأحداث الفلكية الأبرز لعام 2013م، ويسمى "كسوف الشمس الهجين أو المخضرم"، يحدث- بإذن الله- الأحد 3 نوفمبر 2013م الموافق 29 ذي الحجة 1434ه، وأطلقت عليه هذه التسمية نظراً لاحتوائه على نوعين من الكسوف: حلقي وكلي، في نفس الحدث، وسببه اختلاف بعد القمر عن الأرض بين الأوج (أبعد نقطة) والحضيض (أقرب نقطة). أوضح ذلك الباحث الفلكي، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، الدكتور شرف السفياني، فقال: "في بداية الكسوف يكون القمر في أبعد نقطة عن الأرض، مما يجعل حجمه الظاهري لا يُطابق حجم قرص الشمس الظاهري تماماً، فيظهر القمر وحوله حلقة من ضوء الشمس، ويسمى عندها الكسوف الحلقي".
وتابع: "مع مرور الوقت وسلوك القمر في دورانه حول الأرض المدار الأهليجي (بيضاوي) يقترب القمر من الأرض ومن نقطة الحضيض، فيزداد حجمه اتساعاً ظاهرياً ليتطابق مع حجم قرص الشمس الظاهري، فيغطي القمر قرص الشمس تماماً، ليختفي نورها ويعم الظلام على الأرض، مما يؤثر على سلوك المخلوقات الحية، ويُسمى في هذه الحالة كسوفاً كلياً".
وأضاف: "لكن الكسوف الكلي (أي استتار قرص الشمس بشكل كامل) تتراوح فترته من دقيقتين إلى سبع دقائق في أحسن الأحوال، ويعود السبب إلى أن قطر بقعة ظل القمر على الأرض لا يصل في أحسن الأحوال لأكثر من 270 كلم، وبما أن سرعة حركة ظل القمر على الأرض تبلغ قرابة 2100 كلم في الساعة؛ فإن المسافة 270 كلم تُقطع خلال مدة تقارب السبع دقائق، لهذا لا تدوم مدة الكسوف الكلي أكثر من هذه المدة أبداً".
وأشار الدكتور السفياني إلى أن هذا الحدث يحمل الترتيب 23 من 72 حدثاً من دورة ساروس 143 التي تتكرر أحداثها كل 18 سنة و11 يوماً، وأكد أن هذا الكسوف النادر يعتبر هو الثاني خلال هذا القرن، وكان سابقه في إبريل عام 2005م.
وبيّن أن هذا الحدث الفلكي البارز سيبدأ بمشيئة الله في الساعة 10:07:30 بالتوقيت العالمي 01:07:37 بتوقيت السعودية، في منطقة في المحيط الأطلسي تقع في مثلث برمودا شرق ولاية فلوريدا الأمريكية.
وواصل حديثه: "باتجاه نحو الشرق مع انحراف إلى الجنوب يواصل الكسوف طريقه ليصل إلى سواحل إفريقيا من وسط دولة غابون فدولة الكونغو، ثم إلى دول منابع النيل أوغندا وشمال كينيا فجنوب إثيوبيا، لينتهي في غربي الصومال في الساعة 13:23:00 بالتوقيت العالمي (06:23م بتوقيت السعودية)، وسوف يتمكن سكان السعودية من مشاهدة الكسوف جزئياً ابتداء من الساعة 4:13م بتوقيت مكةالمكرمة، وبنسبة تصل إلى 41% من قرص الشمس في مكةالمكرمة، ويستمر الكسوف- بإذن الله- إلى ما بعد غروب الشمس".
وبيّن أن "هذا الحدث يُعد فرصة للمهتمين بالتصوير الفلكي للحصول على صور لما يُعرف بالشمس الهلال، حيث ستبدو الشمس كالهلال، وخصوصاً المناطق التي بها نسبة عالية للكسوف، كما أن هذا الحدث يتمخض منه مسألة دخول العام الهجري الجديد 1435ه والإشكالية التي ستحدث فيه، حيث يعد الكسوف الكلي أو الجزئي اقتراناً فلكياً مرئياً، والاقتران هو الشرط الأساسي الأهم لولادة الهلال الجديد، عندما يحدث قبل غروب الشمس، كما هو الحال في هذا الحدث الفلكي المرتقب، ولعل الإشكال المحتمل كون الشمس ستغرب، وهي في حالة الكسوف، ولم يخرج القمر من بطنها قبل الغروب، وبالتالي لم يتولد الهلال بعد الغروب".
وأضاف: "في رأيي الشخصي أن يكون اليوم التالي أول أيام العام الهجري الجديد؛ لأن مرحلة الاقتران هي نقطة البداية للشهر القمري، وهي نقطة النهاية، وما جعل الشرع رؤية الهلال إلا وسيلة للاستدلال والتيقن من حدوث الاقتران الفلكي في الأشهر التي لا يحدث فيها اقتران مرئي (كسوف الشمس)، أما في حالتنا هذه فنحن على يقين أن الشهر قد اكتملت أيامه ولياليه، ولم يعد هناك شك أن اليوم التالي هو أول أيام الشهر الجديد، والله أعلم".
والجدول التالي يلقي نظرة على نسب الكسوف في بعض عواصم الدول العربية والإفريقية:
العاصمة بدأ الكسوف النسبة الرياض 4:18 37% الدوحة 4:19 39% أبو ظبي 5:20 44% مسقط 5:21 51% بغداد 4:18 15% دمشق 3:14 11% صنعاء 4:17 65% القاهرة 3:07 15% الخرطوم 4:05 54% تونس 1:37 03% الرباط 6:48 11% مقديشو 4:23 85% أديس أبابا 4:14 82% ليبرفيل، غابون 1:12 99,99%