أفادت الجمعية الفلكيّة بجدة، أن سماء المملكة ستشهد عقب غروب شمس الجمعة المقبل وصول كوكب الزهرة إلى استطالته العظمى المسائية، حيث يمكن رصده بسهوله بالعين المجرّدة كنجمٍ أبيض شديد السطوع مرتفعاً عالياً في الأفق الجنوبي الغربي من قبة السماء. ويعد الزهرة ثاني كوكب من حيث البُعد عن الشمس، ويدور حول الشمس في داخل مدار الأرض، لذلك فانه لا يمكن أن يقع في التقابل في سماء الأرض، وفي الحقيقة أن الزهرة لا يمكن أن يبتعد بمقدار 90 درجة من الشمس، كما يفعل القمر عندما يكون في مرحلة التربيع الأول أو التربيع الأخير.
وذكرت "فلكيّة جدة" أن وقوع الزهرة في استطالته العظمى المسائية بمقدار 47 درجة شرق شمس الغروب يعني بأن هذا الكوكب البرّاق يصل إلى لقبه كنجم المساء ويغرب بعد بضع ساعات.
وأضافت أنه عندما يكون الزهرة في استطالته العظمى، كما هو الآن يكون نصفه مضاءً بنور الشمس والنصف الآخر مظلماً تماماً مثل القمر عندما يكون في التربيع الأول أو التربيع الأخير، وذلك عندما يتم رصد الزهرة من خلال تلسكوب صغير، ويُفضل أن يرصد الزهرة مبكراً بعد الغروب قبل أن يصبح بريق هذا الكوكب ساطعاً.
وأشارت إلى أنه بعد خمسة أسابيع من الاستطالة العظمى المسائية، فإن هذا الكوكب سيصل مرحلة أقصى تألق كنجم المساء، وفي ذلك الوقت سيكون نحو 25 % من قرص الزهرة مضاءً بنور الشمس و75 % غارقاً في الظلمة، وبعد خمسة أسابيع أخرى بعد تألق كوكب الزهرة سيعبر بين الأرض والشمس عندها يصبح الزهرة في الاقتران السفلي.
ولفتت إلى أنه في الاقتران السفلي يقع الزهرة بين الأرض والشمس تماماً عندما يكون القمر في المحاق، ولكن كوكب الزهرة على عكس القمر الجديد، فهو ينتقل من سماء المساء إلى سماء الفجر في الاقتران السفلي، في حين أن القمر الجديد يكون في الاتجاه المعاكس فهو يعبر من سماء الفجر إلى سماء المساء.
يُشار إلى أن الفرصة متاحة للمهتمين برصد هذا الكوكب سواء بالعين المجرّدة أو التلسكوب قبل أن ينتقل إلى سماء الفجر ولن يعود مرصوداً في سماء الليل لأشهر عدة بعد ذلك.