قال مسؤول أمريكي أمس الإثنين: إن صعود الجماعات الإسلامية التي تقاتل المعارضين السوريين المدعومين من الغرب شجّع حكومة بشار الأسد، وسيزيد صعوبة انتزاع تنازلات من دمشق في أي محادثات للسلام. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية قبيل اجتماع وزراء من بعض دول مجموعة "أصدقاء سوريا" لبحث سبل تعزيز المعارضة المعتدلة: إن المكاسب الحديثة للجماعات الإسلامية ستجعل المهمة أصعب.
وقال المسؤول الأمريكي الذي تحدث للصحفيين مشترطاً عدم ذكر اسمه: "بالنسبة لي فأكبر مشكلة منفردة هي أن النظام ربما يشعر بثقة أكبر الآن؛ بسبب تحركات الدولة الإسلامية في العراق والشام على الأرض".
ولفت إلى أن ذلك اضطر الجيش السوري الحر إلى إرسال مقاتلين شمالاً لمواجهة تلك الجماعات مما أضعفه في مواجهة الحكومة.
واعتبر المسؤول "أن ذلك يمنح النظام راحة وثقة، وسيجعل مهمة انتزاع تنازلات من النظام على طاولة التفاوض أصعب".
واستولت جماعتا "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" على أراضٍ في أجزاء من الشمال قرب الحدود مع تركيا في الأسابيع القليلة الماضية، مما دفع الجيش السوري الحر المعارض المدعوم من بعض الدول الغربية والعربية إلى القتال على جبهتين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للصحفيين: إن من المحتمل أن الأحداث تحركت في صالح "بشار" منذ أعلن هو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خطط مؤتمر السلام في مايور، لكنه سعى للتهوين من شأن هذا.
وقال "كيري": "الوضع في الميدان لا علاقة له بتنفيذ جنيف 1"، مشيراً إلى وثيقة اتفق عليها في 2012 وأيدتها الأممالمتحدة تسعى لإنهاء الحرب من خلال اتفاق الطرفين على حكومة انتقالية.
وأضاف: "لا يهم إن كنت تتقدم في ساحة القتال أو تتقهقر فهدف جنيف 2 يظل كما هو... حكومة انتقالية يتم الوصول إليها بالموافقة المشتركة للطرفين. لا أعرف أحداً يعتقد أن المعارضة ستوافق أبداً على أن يكون بشار الأسد جزءاً من تلك الحكومة. إن كان يعتقد أنه سيحل المشاكل بالترشح في الانتخابات، فيمكنني أن أقول له... هذه الحرب لن تنتهي".
ويتوجه "كيري" إلى لندن اليوم الثلاثاء لحضور اجتماع ما يسمى بمجموعة "لندن 11" المؤلفة من دول تسعى لدعم المعارضة السورية، وذلك للعمل على إرساء الأساس ل"جنيف 2".
وقال المسؤول الأمريكي: إن بريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة ستناقش جدول أعمال الاجتماع وسبل مساعدة المعارضة في الإعداد له.
وتقول واشنطن: إنها مستعدة لبحث إمكانية حضور إيران الداعمة ل"بشار" في مؤتمر جنيف، لكن "كيري" قال: إن من الصعب تصور قيام إيران بدور بناء دون أن تؤيد فكرة الحكومة الانتقالية.
وقال عدد من المسؤولين من بينهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: إنهم يتوقعون أن يعقد مؤتمر "جنيف 2" في 23 نوفمبر برغم أن الولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة قالت جميعاً: إنه لم يتحدد رسمياً موعد للمؤتمر.
وتأمل الولاياتالمتحدة في جمع عناصر معتدلة من المعارضة السورية سوياً مع الحكومة في مؤتمر جنيف؛ لمحاولة إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ سنتين ونصف السنة، والتي أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص.
وتواجه المحادثات عقبات هائلة، من بينها الانقسامات في صفوف المعارضة، والقتال بين جماعات المعارضة المسلحة المتنافسة، وإحجام الرئيس "بشار" عن التخلي عن السلطة.