قالت مصادر عسكرية مصرية: إن قلق الجيش من الطريقة التي يحكم بها الرئيس محمد مرسي البلاد بلغ مداه عندما حضر الرئيس تجمعاً حاشداً اكتظ بمتشددين إسلاميين من أنصاره دعوا إلى الجهاد في سوريا. وقال ضابط عكست تصريحاته تعليقات خاصة أدلى بها ضباط آخرون في الجيش: "انزعجت القوات المسلحة بشدة من المؤتمر الخاص بسوريا في وقت تمر فيه الدولة بأزمة سياسية كبيرة". وطلب الضابط عدم الكشف عن اسمه؛ نظراً لعدم السماح له بالتحدث لوسائل الإعلام.
وخلال التجمع الذي عقد في 15 يونيو وصف رجال دين سنة الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضين ل"مرسي" من غير الإسلاميين "بالكفار".
ودعا "مرسي" نفسه إلى تدخل خارجي في سوريا ضد "الأسد" الأمر الذي أدى إلى صدور توبيخ مبطن من الجيش الذي أصدر بياناً بدا ودياً، ولكن حاد اللهجة في اليوم التالي يؤكد أن دوره الوحيد هو حماية حدود مصر.
وبافتراض معرفة "مرسي" بالاستياء في الجيش فقد اختار أن يتجاهله، معتقداً أن تفويضه كرئيس منتخب ديمقراطياً يمنحه ترخيصاً لإدارة السياسة بالطريقة التي يعمل بها زعماء منتخبون في مناطق أخرى من العالم.
وقال ياسر الشيمي المحلل لدى المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: إن الجيش اعتبر أن المؤتمر الخاص بسوريا تجاوز "خطاً أحمر بخصوص الأمن القومي" بتشجيعه المصريين على القتال في الخارج، وهو ما يهدد بخلق جيل من الجهاديين.
ويأتي في قلب المخاوف لدى الجيش تاريخ المتشددين الإسلاميين في مصر مسقط رأس أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. وأدان المصدر العسكري تصريحات أدلى بها في الآونة الأخيرة "جهاديون متقاعدون" متحالفون مع "مرسي" الذي وثق علاقاته مع الجماعة الإسلامية التي كانت مسلحة في السابق.
وقال "الشيمي": "لم تنظر الرئاسة إلى الجيش كتهديد".
وقال روبرت سبرينجبورج خبير شؤون الجيش المصري في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري في كاليفورنيا: إن "السيسي" نفسه إسلامي إلى حد ما. واستشهد بكتابات ل"السيسي" خلال فترة تدريبه في الولاياتالمتحدة. وقال: "ما أراه هو أنهم يحاولون ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط للتوصل إلى تسوية".
وقال ناثان براون خبير الشؤون المصرية لدى جامعة جورج واشنطن: إنه ينبغي النظر إلى تحركات الجيش هذا الأسبوع كتحرك من مؤسسة لا من أفراد.
وقال: "الميول الشخصية لأفراد القوات المسلحة ليست هي القضية وهي غير ظاهرة هنا. هناك شيء واحد نعرفه عن أيديولوجية الجيش، وهي أنه يرى نفسه مكلفاً بمهمة بخصوص الدولة أكثر منها بخصوص الدستور".
وعين "مرسي" وزير الدفاع الحالي الفريق الأول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة في شهره الثاني في السلطة، بعدما أحال المشير حسين طنطاوي الذي ظل وزيراً للدفاع لمدة عقدين من الزمن في عهد "مبارك" إلى التقاعد.
وكان "السيسي" الذي يصغر طنطاوي بعشرين عاماً مديراً للمخابرات الحربية قبل ذلك. ووصف محللون الخطوة بأنها ترتيب يلائم كلاً من "مرسي" وجيلاً أصغر من قادة الجيش الطامحين للترقية.
وتدرب "السيسي" في الولاياتالمتحدة وبريطانيا مثل كثير من الضباط في الجيش الذي يحصل على مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار سنوياً من واشنطن.