رحبت الولاياتالمتحدة بقرار الرئيس المصري محمد مرسي تعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيراً للدفاع خلفاً للمشير حسين طنطاوي الذي أحيل على التقاعد، فيما كلف مرسي الوزير الجديد اختيار قادة القوات الجوية والدفاع الجوي والبحرية والاستخبارات الحربية والشرطة العسكرية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني قوله ان «من المهم ان يعمل العسكريون والمدنيون معا في شكل وثيق لتسوية المشاكل الاقتصادية والأمنية التي تواجهها مصر». وأضاف: «نأمل بأن يخدم إعلان الرئيس مرسي (التغييرات) مصالح الشعب المصري ويتيح الحفاظ على علاقات جيدة مع دول الجوار». واعتبر كارني تعيين السيسي الذي قضى سنة في الولاياتالمتحدة للحصول على زمالة كلية الحرب العليا في العام 2006، موضع ترحيب. وقال: «توقعنا من الرئيس مرسي التنسيق مع الجيش لتسمية فريق الدفاع الجديد، وسنواصل العمل مع القيادة المدنية والعسكرية في مصر لتطوير مصالحنا المشتركة الكثيرة». وشدد على استعداد الولاياتالمتحدة لمساعدة مرسي والجيش في العمل على وقف هجمات المتشددين. وقال: «نثني على المشير (حسين) طنطاوي لخدمته، خصوصاً خلال الانتقال الصعب من عهد الرئيس (السابق حسني) مبارك عبر الانتخابات». وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل أمس ان الوزارة تنوي مواصلة «شراكتها» الوثيقة مع الجيش المصري. وقال: «نتوقع ان يقوم الرئيس مرسي بتغييرات داخل الهيكلية العسكرية ويعين فريقاً جديداً». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة وخصوصاً وزارة الدفاع تتطلع إلى مواصلة علاقة وثيقة جداً مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة... نعرف وزير الدفاع الجديد، إنه يأتي من صفوف المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونعتقد بأنه يمكننا مواصلة الشراكة القوية التي أقمناها مع مصر». واستقبل مرسي السيسي والقادة الذين أقالهم أول من أمس، باستثناء طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان، وناقش معهم تكليفات مناصبهم الجديدة. وذكر بيان للرئاسة أن لقاء مرسي والسيسي تناول أيضاً «تطورات الأوضاع في سيناء ورفح وما تقوم به القوات المسلحة من تمشيط لبؤر الإجرام هناك». وقال إن مرسي «أشاد بالدور الوطني للقوات المسلحة وإسهامها الفاعل في المرحلة الماضية في عملية التحول الديموقراطي، ووجَّه بضرورة الاهتمام البالغ بالحالة الإدارية والمعنوية لأفراد القوات المسلحة من ضباط وجنود، وأعطى توجيهاته بتحسين الأوضاع المعيشية لكل أفراد القوات المسلحة في القريب العاجل». وفي ما بدا أنه انخراط لقادة أسلحة الجيش المقالين في مهام مناصبهم الجديدة، استقبل مرسي رئيس هيئة قناة السويس قائد القوات البحرية المُقال الفريق مهاب مميش، لعرض خطط تطوير المجرى الملاحي للقناة، كما استقبل رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع قائد قوات الدفاع الجوي المُقال عبدالعزيز سيف الدين. وأدى قائد القوات الجوية المُقال الفريق رضا حافظ اليمين أمس أمام الرئيس وزيراً للدولة للإنتاج الحربي. وأدى تواري طنطاوي وعنان إلى انتشار إشاعات رددتها وسائل إعلام عن وضعهما قيد الإقامة الجبرية، وهو ما نفته الرئاسة والجيش. وقال الناطق باسم الرئاسة ياسر علي: «على العكس، تم تكريمهما بمنحهما قلادة النيل وقلادة الجمهورية وتعيينهما مستشارين للشؤون العسكرية في رئاسة الجمهورية ليكونا ضمن الفريق الرئاسي». وأوضح أن الدافع إلى اتخاذ القرارات الأخيرة هو «استكمال أهداف الثورة وضخ دماء وكفاءات وخبرات جديدة وزيادة فاعلية مؤسسات الدولة». ونفى ما تردد عن أن طنطاوي وعنان علما بنبأ إقالتهما من وسائل الإعلام، مشيراً إلى أنه «تم إبلاغهما بالأمر مسبقاً». ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مسؤول عسكري قوله ان قرارات التغييرات «اتخذت بالتنسيق مع القوات المسلحة وبعد التشاور معها». وذكرت صفحة رسمية تابعة للمجلس العسكري على موقع «فيسبوك» أن «المشير طنطاوي والفريق عنان يمارسان حياتهما بصورة طبيعية ويمارسان وظيفتيهما الجديدتين اللتين كلفا بهما كمستشارين لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة». من جهة أخرى، استمرت عمليات الجيش والشرطة في سيناء وسط توعد قبيلة السواركة ثاني أكبر قبائل شبه الجزيرة بمطاردة مسلحين متشددين قتلوا الشيخ خلف المنيعي، وهو من وجهاء القبيلة، وابنه على خلفية إهداره دم قتلة الجنود المصريين عند نقطة الماسورة العسكرية جنوب مدينة رفح الحدودية. وكان المنيعي عائداً من مؤتمر نظمته قبيلة السواركة لدعم القوات المسلحة والشرطة في حربها ضد الجماعات المسلحة والتنديد بالمتشددين، حين تربصت به مجموعة مسلحة عند منطقة الخروبة في المدخل الشرقي لمدينة العريش وأطلقت عليه وابنه الرصاص، فقتلا في الحال.