ثر من 50 شخصاً وأصيب أكثر من 200 في وسط العاصمة دمشق اليوم الخميس عندما انفجرت سيارة ملغومة على طريق سريع مزدحم قرب مبنى تابع لحزب البعث الحاكم والسفارة الروسية.
وبث التلفزيون السوري لقطات لجثث متفحمة وغارقة في الدماء ملقاة في الشارع بعد الانفجار الذي قالت وسائل إعلام حكومية إنه نتيجة تفجير انتحاري نفذه "إرهابيون" يحاربون الرئيس بشار الأسد. وقال التلفزيون إن 53 شخصاً قتلوا.
وقال نشطاء إن معظم ضحايا هجوم اليوم الخميس على حي المزرعة في العاصمة من المدنيين وبينهم أطفال ربما يكونون من تلاميذ مدرسة تقع وراء مكتب لحزب البعث.
وقال نشطاء معارضون إن انفجار اليوم الذي وقع في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً (0900 بتوقيت جرينتش) أعقبه عدة انفجارات في أماكن أخرى بالمدينة.
وقالت امرأة تسكن في وسط العاصمة السورية إنها سمعت صوت ما بين ثلاثة أو أربعة قذائف صاروخية تمرق في الجو أعقبها دوي انفجارات. وذكرت أن واحدة على الأقل من هذه القذائف سقطت على حديقة عامة في منطقة أبو رمانة لكن أحداً لم يصب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقراً له أن السيارة الملغومة انفجرت عند نقطة تفتيش قريبة من مقر لحزب البعث على بعد حوالي 200 متر من السفارة الروسية.
وأضاف المرصد أن 56 شخصاً قتلوا بينهم 15 شخصاً من قوات الأمن السورية والباقون مدنيون. وقتل ثمانية آخرون في انفجار سيارة ملغومة في حي برزة شمال شرق دمشق وهو واحد من عدة انفجارات أعقبت انفجار المزرعة.
ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن دبلوماسي قوله إن الانفجار تسبب في تحطم نوافذ في مجمع السفارة الروسية التي تقع واجهتها على الطريق الذي شهد الانفجار لكن لم تقع إصابات بين العاملين.
وقال بشر الصبان محافظ دمشق ل"رويترز": إن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1.5 طن من المتفجرات.
وقال مراسل للتلفزيون السوري إنه رأى سبع جثث في مكان الحادث. وأضاف أنه أحصى 17 سيارة متفحمة و40 سيارة أخرى دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة بفعل قوة الانفجار الذي أحدث فجوة عمقها 1.5 متر في الطريق.
وقال التلفزيون السوري إن قوات الأمن اعتقلت انتحارياً قبل تنفيذه عملية وكان في سيارته خمس قنابل بلغ وزن إحداها 300 كيلوجرام.
وظل وسط دمشق بعيداً نسبياً عن الصراع الدائر منذ نحو عامين الذي أسفر عن سقوط نحو 70 ألف قتيل في أنحاء البلاد طبقاً لتقديرات للأمم المتحدة، غير أن العنف دمر عدة ضواحي في أنحاء العاصمة.
لكن مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على مناطق إلى الجنوب والشرق من دمشق يهاجمون العاصمة قاعدة سلطة الأسد منذ نحو شهر ونفذوا تفجيرات مدمرة أكثر من مرة على مدى العام المنصرم.
وأعلنت جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن عدد من تلك الهجمات وتقول إنها نفذت 17 هجوماً في أنحاء دمشق خلال النصف الأول من فبراير شباط منها سبعة تفجيرات على الأقل.
وفي مدينة درعا الجنوبية حيث اندلعت الانتفاضة ضد الأسد في مارس 2011 قال نشطاء إن طائرات حربية سورية قصفت الحي القديم في المدينة للمرة الأولى منذ بداية الصراع مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً.
وقال ضابط في كتيبة توحيد الجنوب التي قادت هجوماً للمعارضة المسلحة هذا الأسبوع في درعا إن المدينة تعرضت لما لا يقل عن خمس ضربات جوية اليوم الخميس.
وقال عبدالله مسالمة الناشط في المدينة عبر موقع "سكايب": "هجمات المعارضة على عدد من نقاط التفتيش الكبيرة في حي السعد وإعلانه منطقة محررة هو الذي أدى لرد الفعل هذا".
ويقول مسؤولون إن تصاعد حدة القتال في جنوب سوريا خلال الأسابيع الماضية أدى إلى زيادة حادة في تدفق اللاجئين إلى الأردن المجاور. وقال مصدر عسكري أردني إن 4288 لاجئاً وصلوا إلى الأردن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها.
وقال مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي تتخذ من دمشق مقراً لها إن نايف حواتمة الأمين العام للجبهة أصيب بجروح طفيفة في انفجار في مسجد بجوار مكتبه.
وقال طلال أبو ظريفة المسؤول في الجبهة ل"رويترز" في غزة إن شظايا زجاجية تسببت في جرح طفيف في يد حواتمة.