أمر قاض عسكري أمريكي بإجراء فحص طبي للمتهم "عبدالرحيم الناشري"، المشتبه به الرئيسي في الاعتداء على المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول"؛ لتحديد ما إذا كانت المعاملة التي لقيها أثناء احتجازه لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) قد تركته قادراً من الناحية العقلية على المثول أمام المحكمة، لمحاكمته بتهمة تدبير هجوم على المدمرة الأمريكية كول. وذكرت "رويترز" أن القاضي أمر أيضاً بنزع مكبرات الصوت من الطاولة التي يجلس عليها الدفاع؛ لتهدئة مخاوف من احتمال تنصت رجال المخابرات على أحاديث خاصة وسرية بين المحامين وموكليهم في محاكمات جرائم الحرب في جوانتانامو.
وبدأت يوم الاثنين جولة جديدة من الجلسات الإجرائية التي تسبق بدء المحاكمة الفعلية في القاعدة البحرية الأمريكية في جوانتانامو بكوبا التي نقل إليها الناشري عام 2006 بعد أن ظل محتجزاً في سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية طوال أربعة أعوام.
وتوقفت الجلسة نحو ثلاث ساعات لإعطاء محامي الدفاع فرصة للتشاور بشأن تخوفهم من احتمال تنصت أحد على أحاديثهم الخاصة والسرية مع موكلهم.
وثارت هذه المخاوف الأسبوع الماضي بعد أن اتضح أن شخصاً من خارج قاعة المحكمة قطع لفترة وجيزة الدائرة التلفزيونية المغلقة التي تبث الصوت والصورة لمناطق مشاهدة عامة خلال جلسة إجرائية خاصة بخمسة سجناء متهمين بتخطيط الهجمات التي نفذت بطائرات ركاب مخطوفة على الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر عام 2001.
ويجري البث بفارق 40 ثانية عن الوقائع الفعلية خلال الجلسة، ويستخدم ضابط أمن بالمحكمة يجلس إلى جوار القاضي زرًّا لوقف البث لدى الكشف عن معلومات سرية.
وثار غضب القاضي العسكري الكولونيل "جيمس بول" من أن يتمكن شخص أو جهة خارج قاعة المحكمة من قطع بث الدائرة التلفزيونية المغلقة، وأمر بفصل زر وقف تشغيل البث الموجود خارج القاعة.
وفي ذات الشأن أعلن رئيس الادعاء في قاعدة غوانتاناموالأمريكية أن تكاليف الدفاع عن الناشري بلغت حتى أمس أكثر من 560 ألف دولار، أي حوالي ضعف المبلغ المخصص لقضية مماثلة أمام محكمة فدرالية.
وأعلن الجنرال مارك مارتينز عن هذا المبلغ في بيان نشر على هامش مثول الناشري أمام محكمة عسكرية استثنائية في غوانتانامو، حيث يواجه عقوبة الإعدام لكونه المشتبه به الرئيسي في الاعتداء على المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" الذي أوقع 17 قتيلاً في اليمن العام 2000.