قال محللون إن دول الخليج تخشى الحراك السياسي للإخوان المسلمين، باستثناء قطر، وحذروا من أن هذا التباين يؤثر سلباً على مشاريع التقارب والاندماج بين هذه الدول. وقال الخبير في شؤون المنطقة فادي عساف لوكالة "فرانس برس": "لقد تحول الحذر واليقظة إزاء الإخوان المسلمين في بعض دول الخليج إلى الخوف بعد وصول الجماعة إلى السلطة في مصر وتونس". وأضاف مدير "ستراتيجيك برسبكتيف" للأبحاث، ومقره بيروت، أن "السعودية حذرة كثيراً من النفوذ الإخواني المتصاعد والساعي للاستيلاء على كافة المنابر، خصوصاً الأزهر بحيث قد يصبح التنظيم منافساً للمملكة على الساحتين الإسلامية والعربية". وتابع عساف أن "الإمارات قررت المواجهة المباشرة مع الإخوان، ولم تتردد أمنياً وقضائياً... فما تجرأ عليه الإخوان في الإمارات لم يتجرؤوا على فعله بعد في السعودية". وحول الدور القطري، أوضح عساف أن الدوحة "تحترف تصدير التناقضات أو على الأقل تعرف كيف تبقيها بعيدة عنها، وتراهن على تحالفها مع الإخوان لكي تركب موجتهم وتسخر إمكانيات هائلة لمساعدة الإخوان في التمدد في كل الاتجاهات". وتابع مشيراً إلى أن "قناة الجزيرة التي تخدم النهج الديني والاجتماعي والسياسي للإخوان وإمكانيات لوجستية ومالية واقتصادية ودبلوماسية.. لكن، هذه السياسة تضع قطر بمواجهة الخليجيين". وعبّر عساف عن اعتقاده أن "التباين في النظرة للإخوان المسلمين بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والكويت من جهة أخرى، بدأ يؤثر سلباً على مشاريع التقارب والاندماج بين دول الخليج". وقال: "يبدو أن مخاوف السعودية والإمارات والكويت من نفوذ الإخوان المتصاعد قد يبلور تحالفات متناحرة ضمن البيت الخليجي والعربي والإسلامي الواحد، كتحالف بدأ يظهر بين قطر ومصر وتركيا وآخر بين باقي دول الخليج والأردن". وقال عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث ل "فرانس برس": إن "الخطر يكمن في قيام أحزاب الإخوان الحاكمة بتوفير الدعم لجماعات الإخوان في منطقة الخليج". وأضاف أن قطر "وجدت في الإخوان حليفاً يؤثر في توجهات الشارع العربي، ويمتلك قدرات تنظيمية وانتشاراً جغرافياً من الممكن أن يخدم مصالحها عبر التعامل من وراء ظهر الحكومات". ورأى أن قطر تريد "خدمة المصالح الأمريكية في تدجين وتطويع الإسلام السياسي عبر التحالف مع الفكر الإخواني لمقارعة أخطار السلفية الجهادية والتكفيرية التي أظهرت قدرة فائقة على التعامل مع ضغوط الدول الغربية والأنظمة الحاكمة". لكن خالد الدخيل الباحث والأكاديمي يقول ل "فرانس برس" إن "دول الخليج تواجه محلياً الإصلاح السياسي، وإقليمياً تداعيات ما يعرف بالربيع العربي أي حكم الإخوان في مصر وتونس". ورأى الدخيل أن "التخوف (من الإخوان المسلمين) مبالغ فيه... وإذا كان الفكر الإخواني يشكل تهديداً فإن الشكل الوحيد لمواجهة وصولهم إلى الحكم هو البناء الداخلي سياسياً، واقتصادياً، وتعليمياً". ولفت الدخيل إلى أن "الفكر الإخواني المتدين الإقصائي موجود بسبب الفراغ السياسي والدستوري في المنطقة، فالاقتصار على الشكوى من الإخوان وعدم القيام بشيء داخلياً يفتقد إلى الكثير من الحكمة". وتعتقل السلطات الإماراتية العشرات من الإخوان المسلمين المتهمين بتلقي أموال من الخارج بغرض التآمر لقلب نظام الحكم، كان آخرهم عناصر نسائية و 11 مصرياً متهمين "بتدريب" إسلاميين محليين على كيفية الإطاحة بحكومات عربية. ويشن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان حملة شرسة على المرشد الروحي للإخوان الداعية المصري القطري يوسف القرضاوي، مهدداً باعتقاله في حال زيارته الإمارات. ويعبر عن اعتقاده بأن "الإخوان يتحركون في الكويت أملاً في أن تتيح لهم الانقسامات الفرصة لكي يحسنوا موقعهم السياسي والاجتماعي". وتشهد الكويت منذ فترة احتجاجات يعتبر الإخوان من أبرز محركيها، تطالب بإصلاحات سياسية تحد من سيطرة العائلة الحاكمة آل الصباح على مقاليد الأمور في دولة غنية بالنفط.