"ارتمى التائه في حضن الغريم" جازان نيوز :[ متابعة] - عبدالله السبيعي : أكد أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيرانى الخميس أن بلاده وقعت مذكرات تفاهم أمنية مع عدة دول خليجية من بينها الكويت وعمان وقطر ضمن إطار الدفاع المشترك. وأكدت وكالة الانباء الإيرانية أن المذكرات السابقة تعود بالنفع على تلك الدول وإيران وهي تمنع استخدام أراضي أي منهم لتهديد إيران والعكس .؟ واعربت الوكالة عن اعتقادها بأن الاتفاقية ستفتح الطريق أمام اتفاقيات مماثلة أخرى مع دول خليجية ، مشيرة إلى أن إيران تهدف من خلال إبرام المعاهدة الأمنية مع الدول الخليجية إلى إزالة الذريعة الكبرى لوجود عسكري أمريكي في الخليج.؟ ومن جانبها ، كشفت مصادر عسكرية إيرانية أن قوات الحرس الثوري الايراني أجرت مناورات الثلاثاء الماضي في الخليج العربي في إطار الاستعداد لاحتمال تعرض طهران لضربة عسكرية محتملة بسبب برنامجها النووي. تحتاج اتفاقية الدفاع المشترك المبرمة مؤخرا بين قطر وإيران إلى أكثر من وقفة.؟ فمن جهة، تعبر الاتفاقية عن ذعر قطري من انفجار الوضع بين إيران وأمريكا، والأخيرة تربض قيادة قاعدتها العسكرية في الشرق الأوسط في قطر.. وهنا تكمن المفارقة. ومن جهة، تعبر الاتفاقية عن اختلاف وجهات النظر داخل مجلس التعاون الخليجي تجاه التعامل مع الخطر الإيراني المهدد لأمن الخليج والذي يتوعد مرة بعد أخرى بإغلاق مضيق هرمز، ويجري مناوراته على مرمى البصر من دول الخليج المشاطئة له، وتارة ثالثة يدعي ملكية البحرين.. وتارة رابعة يتحدث مسؤولو طهران عن آلاف الخلايا الايرانية النائمة في دول الخليج. بعض دول مجلس التعاون تتعامل مع الغرور الإيراني النووي من باب "اليد التي لا تستطيع أن تكسرها بوسها". ويتمثل هذا التيار في عمان وقطر.. فيما يمثل تيار الصمود الذاتي المعتمد على المناورة السياسية والتحالفات العربية كل من السعودية والكويت والبحرين.. وإلى حد ما، الإمارات. وتظل مشكلة الإمارات هي الأعمق من بين كل دول الخليج حيث التغلغل الإيراني المهول في البنية السكانية ومجالات الاقتصاد إلى الحد الذي يتماهى فيه لونا الخطر الداخلي والخارجي.. ويأتي مثل هذا الاتفاق الإيراني القطري الذي أعلن عنه أمس الأول رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، اللواء حمد بن علي العطية، قبيل اجتماع رؤساء الأركان في مجلس التعاون في مارس القادم، وكذلك يأتي بعد زمن على اتفاقية بين أبوظبي وباريس وضع الفرنسيون بموجبها أقدامهم ولأول مرة في جزيرة العرب.. علماً أن أبوظبي فاجأت اخواتها عواصم الخليج بذلك الاتفاق. ومعلوم أنه عندما تبرم اتفاقية دفاع بين طرفين فارق القوة بينهما كبير؛ فإن ذلك لايعني سوى أن الأضعف استجار بالأقوى اتقاء لشره أو رجاء في نصرته. وإلا ماالذي بإمكان قطر أن تفعله لإيران اذا تعرضت الأخيرة لهجوم.. حتى قناة "الجزيرة"، نقطة القوة القطرية، أضعفها كثيرا انحيازُها المتكرر لإيران التي لم يعد يحترمها أحد! والمفارقة الأخرى هي أن الدوحة أبرمت مثل هذا الاتفاق في وقت يوشك فيه نظام طهران على التهاوي بفعل الاضطرابات الداخلية العميقة والمتصاعدة. وكذلك في وقت تبدو فيه دول الخليج في أمس الحاجة إلى تعزيز التعاون العسكري مع بعضهم. لا مع أعدائهم. لا ندري كيف يفكر هؤلاء.. أو ما هي المساحة داخل قطر التي تستوجب إنشاء سكة قطارات وأنفاق مترو بكلفة تزيد عن 36 مليار دولار!! الواجب قوله هو أن على المملكة العربية السعودية أن تحزم الأمور بشكل أفضل باعتبارها شيخة دول الخليج.. كذلك كان بإمكان مشاهد الارتماء التائه، أن تكون أقل حدوثاً لو أن جارهم "اليمن" انتصر على قلاقله الداخلية، واتفقت فيه السلطة مع المعارضة، وتعامل مع تمرد الشمال بحزم،