الأسبوع الماضي تحدثت بشكل مقتضب عن الاجتماع السري لقيادات تنظيم الإخوان الدولي في الحج، وهو الحدث الذي أشارت إليه مصادر مختلفة، في مقدمها أحد أشهر مسؤولي الجماعة في مصر، وأوضحت حينها أن الأجندة الخليجية الجديدة للتنظيم تستهدف الكويت والإمارات، إذ أكدت تصريحات الإخوانيين أن الكويت على أعتاب ثورة جديدة، في إشارة واضحة إلى ضرورة استغلال الإخوان للأحداث الحالية في الساحة الكويتية، فيما يسعى التنظيم لمحاولة تشويه صورة ملف حقوق الإنسان الخاص بالإمارات على المستوى العالمي، تمهيداً لشرعنة أي حراك إخواني جديد على أراضيها، هذا طبعاً بجانب محاولة تخفيف خسائر «الإخوان» المترتبة على انهيار فرعهم الإماراتي أخيراً، نتيجة التيقظ الأمني الذي أحبط مخططهم العتيق. في دول الخليج، كما في كثير من دول العالم الثالث، هناك مجموعات ممن يوالون التنظيم سراً، على رغم أنهم ليسوا «إسلاميين» أو منتمين رسمياً للجماعة، وينبع موقفهم هذا من عدائهم المستتر للأنظمة الحاكمة، واستعدادهم التام للتحالف مع الشيطان في سبيل إثارة الفوضى والقلاقل في بلدانهم، وسيجد المراقب بين هؤلاء «المثقف المنافق» الذي يسعى إلى تحسين صورته أمام جميع الأطراف، ليكون له نصيب من كعكة كل طرف، مهما كانت الظروف والنتائج، ومن بينهم أيضاً الكاتب الصحافي الطامح إلى كسب ود ورضا قيادات التنظيم من دون أن تنكشف موالاته لمرشد الجماعة علانية، وهو بذلك يضع نفسه في زاوية ضيقة تحوّل كتاباته مع الوقت إلى مجرد تبريرات متتالية لسياسات التنظيم مع تأكيده الدائم على عدم انتمائه للإخوان. النموذج الأخير سبق أن برز في مصر قبل الخليج، ويصفه إخواننا المصريون بفرقة «أنا مش إخوان... بس بص حضرتك»، كناية عن منهج الفرقة التبريري لكل ما تفعله الجماعة، ومحاولاتها المستميتة للدفاع عنها، وهي في نهاية المطاف فرقة تسعى بإشارتها لعدم انتمائها للجماعة إلى إقناع الآخر بصدقيتها، بينما جل أفرادها غارقون حتى آذانهم في المستنقع الإخواني. وكما أن هناك مرتزقة باحثين عن أي منفعة من التنظيم الدولي للإخوان، الذي تتلقى خزينته ملايين الدولارات من قوى سياسية معروفة في منطقة الخليج وخارجها، هناك بعض السذج الذين يحلمون ب «ديموقراطية إخوانستانية»، وهؤلاء لم يتعظوا ويعتبروا من أشباههم في تونس الذين تحالفوا مع «الإخوان» بعد سقوط النظام السابق، وكان نتيجة ذلك أن حصل أفراد منهم على نصيب من كعكة الحكومة الجديدة، لكن ما أن تجلت غيوم الفوضى السياسية حتى أخذوا يولولون ويستصرخون العالم لإنقاذهم وإنقاذ بلادهم من هيمنة الإخوان على مفاصل السلطة، متهمين «حزب النهضة»، وهو الفرع الإخواني التونسي، بالعمل الدؤوب لتسليم البلاد ورقاب العباد ل«صبيان» الجماعة. إن من يراهنون على نجاح مخططات التنظيم الدولي للإخوان في الخليج يعانون من جهل مركب بواقع المنطقة السياسي والاجتماعي، ولذلك فإن محاولاتهم الساذجة لمغازلة التنظيم بإطلاق شعارات من نوعية «أزعجتونا بالإخوان»، و«الإخوان كويسين بس أنا بدخن»، تفضح بشكل جلي عدم نظافة منهلهم ونياتهم، حتى وإن حاولوا إظهار العكس واتهام غيرهم بذلك. [email protected] @Hani_Dh