حصلت "سبق" على صورة من تقرير طبي صادر من مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، يؤكد العثور على مقص مكسور ببطن مواطن ستيني، تم نسيانه بعد عملية استئصال ورم سرطاني أُجريت له بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف. وتنشر"سبق" التقرير عن الحالة بعد أن شككت بعض الصحف في مصداقية الخبر، ولاسيما أن الشؤون الصحية بالطائف اعتبرت الأمر "تشخيصاً خاطئاً" وليس "خطأ طبياً"، وفقاً لما ذكره ناطقها الإعلامي.
وكشف أحد أبناء المواطن الستيني، الذي تُوفّي بمدينة الملك عبد الله الطبية بالعاصمة المقدسة يوم الاثنين الماضي، أن الشؤون الصحية بالطائف لم تطلبه أو حتى تتصل به.
وقال ل"سبق" إنه تقدم بشكوى، وإن أحد أبناء عمومته يُراجع تلك الشكوى، تمت إفادته بأنه سيتم بدء التحقيق الأسبوع الحالي.
وأبدى الابن استغرابه من أن والده تُوفي منذُ أسبوع "وما زالت (صحة) الطائف - على لسان ناطقها الإعلامي - تنتظر تقارير مدينة الملك عبد الله الطبية الذين أكدوا لي أنهم كانوا قد أرسلوها كاملةً".
وقال الابن إنه لن يصمت تجاه ما حدث لوالده، الذي اقتنع بأنه قضاء وقدر، ولكن هناك خطأ ونسياناً لمقص ببطنه؛ وهو ما سبّب له مضاعفات وغرغرينا؛ وتُوفّي بعد ذلك بسببها.
ولفت إلى أن وزير الصحة يتابع بنفسه الحالة، وأنه سيتواصل في دعواه ضد المستشفى حتى ولو لم تتواصل معه "صحة" الطائف.
وكشف الابن أن "الطبيب المُتسبب في نسيان المقص كان ضمن فريق، علمت من أقاويل نُقلت لي أنه قبل خمس سنوات تقريباً تسبب في خطأ طبي مُشابه تقريباً لما حدث لوالدي".
وأضاف بأن ذلك الطبيب - وهو مصري الجنسية - سافر لمدينة دبي، ثم عاد مرة أخرى للطائف "دون أن أتأكد من ذلك".
وكانت بعض الصحف الورقية قد تناقلت خبر "سبق" الذي انفردت به، وذكرت أن القضية يتداولها الناس، دون الإشارة للصحيفة، في سقطة مهنية من جانب هذه الصحف.
وأعلنت مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة الاثنين الماضي وفاة مريض، نُوِّم بالعناية المركزة لاكتشاف مقص طبي مكسور داخل بطنه، إثر عملية أُجريت له بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف.
وأُجريت للمريض عملية جراحية بالمدينة الطبية لاستخراج المقص الذي تسبب في غرغرينا أدخلته في متاعب صحية؛ وأُجريت للمريض الستيني عملية ثانية بالمدينة لاستئصال الغرغرينا من بطنه، لكنه تُوفِّي بسبب مضاعفاتها.
وكان المواطن "محيل عابد محمد القرشي" (68 عاماً) قد شعر بألمٍ شديد في بطنه، وتوجّه إلى مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف، وهناك تم استقباله، وأُجريت له الفحوصات الطبية، وشُخّصت حالته باكتشاف ورم بين الأمعاء والمستقيم، وخضع لعملية استئصال الورم عن طريق قص جزء من الأمعاء مع إجراء توصيلة لها، وأمضى قرابة الشهر منوَّماً بالمستشفى، يكابد الألم المستمر في بطنه، وقال الأطباء إن ذلك الألم أمر طبيعي نتيجة العملية لحين خروجه من المستشفى.
وبعد أسبوعين من خروجه اشتد ألم بطنه عليه؛ ما دفع أبناءه للتوجُّه به لمدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، وكان على موعد لأخذ جرعات من الكيماوي، وبعد أن أُجريت له الفحوصات الطبية اللازمة تم الكشف عن قطعتَيْن من مقص طبي مكسور داخل بطنه، إحداهما قريبة من الحالب، والأخرى بالجانب الأيمن، وكان الألم بسبب ذلك.
وتولى أطباء مدينة الملك عبدالله الطبية إجراء عملية للمواطن الستيني؛ لاستخراج المقص الطبي من بطنه، وتخليصه منه.