ناشد مواطن المسؤولين في وزارة الصحة فتح تحقيق موسَّع مع مستشفى الملك فهد بالباحة؛ مؤكداً أن المستشفى تسبَّب في موت ابنيه بعد أن أخطأ في إسعاف أحدهما، وتشخيص حالة الآخر، وإحالته لمستشفى ليس به وحدة متخصصة بالحروق، وذلك إثر تعرضهما لحادث مروري ببلجرشي غرة ذي الحجة الماضي. وقال ل"سبق" المواطن محمد علي آل داحش الغامدي: "تعرَّض ابناي الاثنان لحادث مروري في الثاني من ذي الحجة الماضي، صاحبه احتراق للمركبة التي كانت تُقلهما مع رفقائهما؛ ما نتج منه حروق في جسد ابني (ثامر) -رحمه الله- بنسبة 55%؛ فتم نقله إلى مستشفى الملك فهد بالباحة، الذي يفتقر إلى وحدة متخصصة بالحروق، وعند سؤال مدير العناية المركزة عن حالة ابني أوضح أن حالته خطرة، وليس به أي كسور عدا كسر بالساق، ولم يُعمل له أي تجبير في مستشفى الباحة، مع رفض المستشفى القاطع طلب تحويله إلى مستشفى متخصص في ذلك، أو إعطاءنا تقريراً رسمياً بحالته دون تدوين عبارة (على طلبه)، ولسان حالهم يقول: انتظر موته!".
وأضاف آل داحش: "بعد خمسة أيام من المطالبة المستمرة والإلحاح في الطلب منحني المستشفى تقريراً بحالة ابني؛ فقمت فوراً وأنا أسابق الزمن بإرساله إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بمحجر جدة، فوافق على طلبي في اليوم التالي، عبر طائرة الإخلاء الطبي".
وتابع: "عند وصوله إلى مستشفى الملك عبدالعزيز فُجع الكثير من الأطباء الذين استقبلوا الحالة، مع تأكيدهم أن المريض لم يتلقَّ أي إسعافات أولية، وأنه يعاني كسراً في يده اليمنى، وكسراً في ساقه اليمنى، وأن لديه فقر دم حادًّا جداً، وأن الحروق والجروح لم يتم التعامل معها بما تقتضيه سلامة ومصلحة المريض من تنظيف وعناية، إضافةً إلى الخياطة التي وُضعت على العين، والتي كانت في مجملها –بحسب الأطباء- أخطاء وانتهاكات في حق المُصاب، وتسببت في بتر أصابع يده اليمنى وقدمه اليمنى بسبب ال(غرغرينا) التي بدأت في نهش جسد ابني وقتها، وتُوفِّي بعد وصوله لمستشفى الملك عبدالعزيز بتسعة أيام".
وتابع آل داحش "بعثت ببرقية شكوى لمعالي وزير الصحة - حصلت (سبق) على نسخة منها - تضمنت هذه الانتهاكات في حق ابني (ثامر) وشقيقه (مازن)، الذي تعرض هو الآخر لإهمال كبير في إسعافه من مستشفى الباحة، حتى أننا اشترينا المضادات الحيوية من خارج المستشفى المركزي الضخم؛ لعدم توافرها مع خطورة الحالة، وتُوفِّي بعدها باثنتي عشرة ساعة".
وختم آل داحش حديثه قائلاً: "هذه شكواي التي بعثتها لوزير الصحة، وهذا هو حالنا في مستشفى الملك فهد بالباحة، وابنايْ لن يعوضني فيهما أموال الدنيا مجتمعة، ولكن لإيقاف هذه المآسي والإهمال والأخطاء الطبية التي تحدث؛ فكم من مريض مات لمثل هذا الإهمال، ولم يستطع أقاربه إيصال معاناتهم! ولإبراء الذمة كذلك".