حصلت "سبق" على نص المقال الذي كتبه الدكتور محمد بن يحيى النجيمي "الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي" رداً على مقال رئيس تحرير صحيفة "الوطن" جمال خاشقجي حول رأي الشيخ سعد بن ناصر الشثري في إجابته على متصل ببرنامج "الجواب الكافي" في قناة "المجد" عن الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. وقد أكد الدكتور النجيمي, أنه كتب مقاله رداً على الأستاذ جمال خاشقجي عملاً بحرية الرأي والتعبير, ويستغرب من القول إن توجيهات صدرت من وزارة الثقافة والإعلام- على حد تعبير الدكتور النجيمي- بمنع نشر الرد, على تلك المقالات وقال: الواجب ألا توقف الردود حتى يرد الطرف الأخر على ما أثير من أكاذيب وخزعبلات. ويعتبر الدكتور النجيمي أن هذه المقالات التي حاولت النيل من أحد أعضاء هيئة كبار العلماء هو نيل من المؤسسة الشرعية, وممن عينها, وأن هذا يصب أيضاً في إطار استهداف الرموز الدينية والوطنية, خاصة أن جمال خاشقجي وأمثاله لن يكتبوا حرفاً واحداً عمن يسمون أنفسهم بدعاة الملكية الدستورية, كما أن الدكتور النجيمي يعد القراء الكرام بالرد على ما أثاره الدكتور أحمد العيسى في نفس جريدة "الوطن"يوم أمس- الجمعة- والتي رفض رئيس تحريرها نشر مقالي والردود عليهم خوفاً من كشف عواره. وقال الدكتور النجيمي إنه خص "سبق" لما لها من مكانة بمقاله الممنوع من النشر, وفيما يلي نص المقال: قال تعالى:{ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } (83) سورة النساء
حطب الفتنة الفتنة لها وجهان وجه يلتذ به بعض الناس ويظهرون في صورة الإصلاح والمصلحين, ووجه منكر وخبيث يعرفه أهل الإختصاص بها، كما قال علي رضي الله عنه "كلمة حق أريد بها باطل" لما قالت له الخوارج "لا حكم إلا لله" ولما ظهرت السبئية- نسبة إلى عبد الله بن سبأ- بالحق المفقود المسلوب من آل البيت وأنهم الوصاة وهم هؤلاء يطعنون فيمن يظهرون لهم والولاء ظاهراً, وأمرهم إلى الله لكن الفتنة لها وجه حسن, كصورة امرأة سرعان ما تصبح عجوزاً شمطاء, لها مخالب كمخالب المنايا، كما روى أهل السير وأسباب النزول, عن رجل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يقول معتذراً عن الخروج للجهاد, إن بنات الأصفر يخشاهن من الفتنة, فقال لا تنفتني فأجاب الله عنه "ألا في الفتنة سقطوا". زعمت في مقالك أن الشيخ يشوش على هذا المشروع الكبير, وقبلها ذكرت شأن الغوغاء والعامة, ثم عرجت بأن التشويش من شيخ شاب كبير إلى آخر كلامك. فأقول من المشوش على العامة والبسطاء المنتقص من العلماء الذي يقلب موازين الأمور؟ فبالأمس سمعنا سمو النائب الثاني سمو الأمير نايف لما تكلم عن جريدتكم الموقرة فقال "أنتم في صحيفة الوطن لكم توجه سيئ, ونوايا لا أعرف لماذا تبرزها صحيفتكم, فأرجو أن يتغير هذا التوجه لما هو واجب عليها, أما أن تستكتب الأخبار التي ليس لها أساس من الصحة وحسب أهوائها ضد العقيدة وضد الوطن, فهذا لا يليق بأي صحيفة ولا بأي مواطن يعمل حتى كان كاتباً أو محرراً ". فجاءت في نفوسنا بعض الشكوك، لعل الأمير وصله أمر سيئ عنكم ولعل كذا وكذا، ولكن سرعان ما انقشع الظلام وذهب الغلس, وانفلق الصبح لذي عينين انفلق الصبح عن بُعد فهم هذا الأمير وثقب نظره لذلك استحق الثقة من خادم الحرمين الشريفين, فهو رجل الأمن الأول منذ سبع وثلاثين سنة, فهو ذو حس أمني عالٍ دقيق, وهذا الحس الأمني ظهر في كلمته عن جريدتكم الموقرة, وما مقالكم الذي جاء في الصفحة الأولى مع صورة الشيخ الفاضل الشثري, إلا من حطب الفتنة ووقودها, والذي يستشعره رجل الأمن والمصلحون, ومن يعرف الفتنة ونارها، وباعتباري رجل أمن سابقاً وأعمل في مؤسسسات أمنية عديدة شممت رائحة الفتنة وأعادتنا للمربع الأول في وقت نلم فيه الشمل، فبسمك أرميك ومن كنانتك أغزوك, ومن دارك أحور عليك, فأنت إتهمت الشيخ بالتشويش وهذا سوء أدب، فالتشويش صفة الصحافيين, والخبط الإعلامي والسبق الصحفي, وأظن الشيخ الشثري , لا يعرف عنه شيئاً, وكذلك قناة "المجد", ولعل هذا قد يكون من تصفية الحساب مع قناة "المجد" مع حرصها على نفع البلاد والعباد وهذا بعد نظر ثانٍ من الأمير نايف, مرة أخرى لينبه الذين تسميهم العامة والغوغاء لم ينتفعوا به كقناة "المجد"، فعجباً لهذا البهتان فقناة "المجد" أن تُسَاءل- على حد قولك- وكذلك يُسَاءل من يزكها!! فهي فتحت باب الفتنة على الجامعة فلتتحمل قناة المجد المسؤولية كما يقول الخبير الصحفي فضيلتكم يا أستاذ جمال خاشقجي؟ لأنها مشوشة لغبار الرؤى والرأي, وأقول كذلك من يزكيه؟ فهنيئاً لك أخي على الحس الأمني العالي, نحسدك عليه, وأقول نحسدك ولا نغبطك، فيا أخي زعمت أن الشيخ وصل لمنصبه هذا دون توصيه من سابقيه, وإنما بدعم من ملك البلاد، فأقول ماذا تقصد بمن سبق الشيخ هل تقصد العلماء الذين يعرفون للناس منازلهم، فيعني أن الشيخ سعد تبوأ هذا المنصب ولم يدعمه سابقوه فقد تقصد أنه ليس أهلاً لم يزك من قبل أهل الخبرة بل اختاره الملك. والعجيب أنك بررت اختياره بتبرير عجيب مقلوب، أن الملك يعطي الفرصة للشباب, لا لأنه يستحق ذلك, أليس هذا ذماً للملك أو مدحاً بما يشبه الذم؟ ثم ذكرت قميص عثمان رضي الله, وسبئية هذا الزمان فهؤلاء لعلك تقصد أن هؤلاء أظهروا خلاف ما يبطنون, فهؤلاء رفعوا قميص عثمان لا للثأر لولي أمر المسلمين مع غض النظر عن صوابهم أو خطئهم, بل رفعوه لهدف آخر أنت تزعمه فهم رفعوا شعاراً وأرادوا آخر؟ فأنت كذلك رفعت شعاراً, وأردت دثاراً "شتمت زيداً وأردت عمراً" الكلام لك واسمعي يا جاره؟ وافق شن طبقة والسبيئة أخبث وأضل, رفعوا شعار الظلم لآل البيت, وهو ابن الفتنة وابن اليهود وأراد هدم الإسلام, فهل الشيخ الشثري رفع قميص عثمان وشعار الفتنة، كبرت كلمة تخرج من أفواهكم أن تقولوا إلا تشويشاً, "رمتني بدائها وانسلت"، وقديماً رفعت الخوارج لا حكم إلا لله، حكمت الرجال في القرآن, والقاعدة تقول حكومة موالية لغير المسلمين يجب الخروج عليها وقتالها، فلماذا هذه الإثارة التي رميت الشيخ بها، هلا عملت بما نصحت به, مع أن كلام الشيخ كلام عام نصح عام, وهذا جائز, ويفعله فضيلته المفتي وغيرهم نصح أخوى من أولاد لأبيهم وراعيهم, ليقينهم أنه يريد الخير ويقصد الصلاح, لا مثلك يكثر من اللفظ والغوغائية والعامة ثم السبئية وقميص عثمان؟ فمن المشوش بربك؟ من تكلم بحب وأدب ونصح نصحاً عاماً كما كان يفعل السلف؟ أم من يضع صورة الشيخ في الصفحة الأولى بخط مختلف ثم يشير للصفحة في الداخل فمن المشوش من رفع شعار "الشراه القاعدي" كما كان يقول الخوارج؟. ألم يقل الملك "... ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا علىٌ بالنصح ". فهؤلاء العلماء كالشثري وغيرهم, نفذوا وصية حبيبهم وولي أمرهم ولم يبخلوا بالنصح له, كما أمر- حفظه الله- في أدب وتجمل، بل الشيخ يدعو كل واحد ليساهم محتسباً في خدمة الجامعة فلماذا لم تذكر كلام الشيخ الذي قال فيه "وفي هذا المقام أني أحث كل من كان لديه على هذه المساهمة أي في دعم الجامعة فيها سواء كان بتقديم علم أو تقديم خدمات فنية أو إدارية, فإن هذا من القربات لأن الجامعة أنشئت على هدف جميل, ولذلك السعي للمساهمة فيها بكل ما نستطيع قربه ومن ذلك محاولة إبعاد كل ما يكون سيئاً إليها من سمعة أو كلام ". ثم إنك لم تكن دقيقا في نقل كلام الشيخ, بل الأدهى والأمر أن المحرر في اليوم التالي, قبل نقله لنص كلام الشيخ قال "إنك لا تجد فرقاً كبيراً بين ما كتب رئيس التحرير وبين ما قاله الشيخ"، وأنا أقول الفارق كبير فالشيخ لم يقل هذه العبارة التي نقلتها يا خاشقجي" التحرك لوقف الاختلاط وفصل الجنسين في كل مرافق الجامعة مؤكداً أنه لا يجوز لأنه مدعاة لما هو أكبر من ذلك ويترتب عليه مساوئ متعددة ويجر للسفور والذنوب ولا بد أن يتبعه مصاحبة من الجنسين لغرض المصلحة الدراسية ومصاحبة كل منهما الآخر وسوء ينتج عن هذا الاختلاط ابتزاز وتصوير ومنكرات نحن ومجتمعنا في غنى عنها ". فأين التحري والدقة وأنت رئيس تحرير وتنقل من موقع إلكتروني, ولا تعود لنص كلام الشيخ, وإذا كان الغرب أمي قوم...... وقد قال الله تعالى "وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". أما مسألة الاختلاط, فالكلام فيها كثير جداً, تكلمنا فيه في أكثر من موضع, وليس من المناسب الكلام فيه الآن، وهل من منهج السلف صور الفاتنات في صحيفتك في نفس صفحة صورة الشيخ وعلى اليمين يا عيني على السلفية الليبرالية؟، ثم أريد أن أعلق على نقطة واحدة في موضوع الاختلاط وهو هل يمكن أن تتقدم الأمم في العلم والحضارة ولا يختلطون أم أن العلم والحضارة لا يكون إلا بالاختلاط, نعم لعلهم لا يفهمون المسائل المعقدة في الكيمياء والطب وغيرها إلا في وجود الجميلات وشم الروائح الجميلة, ربما أنتم أهل الثقافة والفن والرأي والحرية تفهمون أكثر منا في هذا الباب...؟؟؟ فأعود وأذكرك أن الملك قال كما قال الشيخ سعد الشثري في مقاله الذي طمرت كلمات منه في انتقاد ونشر صور النساء في الصحف, لماذا تشوش على كلام الملك وفعلت ما هو أقبح من كلام ونصح على الملأ؟ لماذا لا تطيع كلام إمامنا خادم الحرمين الشريفين الذي يؤمن بالمستقبل؟ لماذا العناد، أم هم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟، لماذا لا تلتزم بتوجيهات النائب الثاني التي قال فيها "أما أن تستكتب الأخبار التي ليس لها أساس من الصحة وحسب أهوائها ضد العقيدة والوطن فهذا لا يليق بأي صحيفة" أليس نشر الصور السيئة ضد الوطن والعقيدة وضد كلام ولي أمر المسلمين, ومخالفة للنائب الثاني والتشويش على المؤسسة الشرعية ويهيج شباب "القاعدة" الذين يتذرعون بأن المؤسسة الدينية تهان أو أنها لا قيمة لها موالية للسلطان, والذي يسمح بالصور الخليعة في الصفحات الموقرة, والجرائد الناشرة للثقافة, فأنت تهدم كما يهدم تنظيم "القاعدة" الإرهابي, وتوجد لهم ذريعة وتشعرهم بأن حتى توجيهات الملك لا قيمة لها فبلاد بلا حكومة يفعل فيها الصحافيون ما يشاءون، بفعلك هذا؟ كأنك تقرر هذا فإن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم؟ وأخيراً رحم الله ولي أمر المسلمين, الذي قال انصحوني ولا تبخلوا علي بالنصح, والنائب الثاني الذي حذر من حطب الفتنة ومن قميص عثمان, وسبئية الصحافيين؟ رحم الله ولاة أمرنا, وحفظهم وأبقاهم للأمة مشعلا للنور والهدى.