نقلا عن شبكة أربييان بزنس : هاجم هاكرز "مخترقو مواقع إلكترونية" اليوم السبت موقع صحيفة "الوطن" السعودية وأغلقوا الموقع دفاعا عن عالم دين سعودي كان أقيل من منصب رفيع بعد انتقاده الاختلاط بين الجنسين في جامعة الملك عبد الله. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أقال الشهر الماضي الشيخ سعد بن ناصر الشثري من منصبه كعضو في هيئة كبار العلماء بالمملكة، فيما ترددت أنباء عن أن الشثري هو من طلب الاستقالة بعد ظهوره في قناة "المجد" التلفزيونية، في حديث انتقد فيه السماح بالاختلاط في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مثيراً عاصفة من الجدل في الأوساط الإعلامية السعودية. ووضع الهاكرز عبارة "لا إله إلا الله" فوق صورة للشيخ الشثري، وكتبوا تحتها "مع مشايخنا يا معشر النشاز، سماحة الشيخ سعد بن ناصر الشثري"، فيما لا يزال موقع صحيفة "الوطن" على شبكة إنترنت مغلقا حتى إعداد هذه المادة. وتعرض حديث الشثري لانتقاد إعلامي عنيف بدأه رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية الأكثر ليبرالية بين صحف المملكة جمال خاشقجي الذي انتقد كلام الشثري، متهماً قناة المجد التي استضافته ب"فتح باب الفتنة والتشويش على الجامعة"، بعدها توالت المقالات الصحافية الناقدة للشثري في عدد كبير من الصحف السعودية والعربية، معتبرين أن القناة والشيخ الشثري تجاهلا الدور العلمي للجامعة وركزا على أمر آخر ليس ذا أهمية، "وهذا يقود للفتنة ضد الجامعة". وأمام هذه الحملة العنيفة ضده، رد الشثري بالقول أن ما نُقل على لسانه حول الاختلاط تعرض للتحريف والتزوير، مؤكداً دعمه للجامعة، وتحدث في ردّ أرسله للصحف والمواقع الإلكترونية عن إيمانه "بعظم دور هذه الجامعة وعظم الأهداف التي أنشئت لأجلها". وكتب الهاكرز قصيدة في الصفحة الرئيسية تمتدح موقف الشيخ، وأضافوا " صراحة نحن لا نعلم الفرق بين الفرقة الضالة من التكفيريين وبين الطابور الخامس أحصنة طروادة من الليبراليين فكلاهما يطعن في العلماء ويصفونهم بأقبح العبارات، ولا حول ولا قوة إلا بالله" كما وضعوا نصا لآية قرآنية "ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن"، وختموا بعبارة "أيها الشيخ الشثري إنما نحن في صفك، والمخلصون كثير، لكن صوت النفاق اليوم هو الذي يدوي في صحافتنا، فهم من القديم "إن يقولوا تسمع لقولهم" ، لكن باطلهم قصير المدى وشيك النهاية وخزائنهم تنفذ،ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يعلمون". ولم تعرف هوية الهاكرز الذي وقعوا باسم فريق "المسلم" وكتبوا "نسأل الله الإخلاص والنصر وأن تصل رسالتنا بإذن الله، تم الاختراق نصرة للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله". وتعد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية صرحا تعليميا هائلا بما تحتويه من مختبرات ومعامل ومكتبات صممت ونفذت على أحدث المستويات الهندسية في العالم، وتضم الجامعة أربعة مراكز بحوث علمية متخصصة تهتم بدراسة الاحتياجات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطوير الصناعات المستقبلية. ويمنع الاختلاط في الجامعات السعودية بين الجنسين، وهو ما يتفق مع عادات وتقاليد المجتمع السعودي التي يشكل الإسلام الجانب الأكبر منها، لكن جامعة الملك عبد الله هي أول جامعة في المملكة تسمح بالاختلاط. وتمنح الجامعة درجات علمية في الدراسات العليا فقط إذ ستكون خطة الأبحاث هي أساس البرامج التعليمية على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه في 11 مجالا دراسيًا هي الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، والعلوم البيولوجية، والهندسة الكيميائية والبيولوجية، والعلوم الكيميائية، وعلوم الحاسوب، وعلوم وهندسة الأرض، والهندسة الكهربائية، والعلوم والهندسة البيئية، والعلوم والهندسة البحرية، وعلوم وهندسة المواد، والهندسة الميكانيكية. ويمثل مشروع الجامعة الذي أقيم في مركز ثول على ضفاف البحر الأحمر بالقرب من محافظة جدة بتكلفة عشرة مليار ريال وعهد بتنفيذه لشركة أرامكو السعودية على مساحة 36 مليون متر مربع وشاركت في وضع تصاميمه الهندسية مجموعة من الشركات المحلية والعالمية ، طرازاً متناسقاً بين العمارة التقليدية والتصميمات العصرية التي وضعت للمحافظة على كفاءة استخدام الطاقة والحد من الآثار البيئية الضارة. وكان الملك عبدالله افتتح أخيراً وبحضور عدد من الرؤساء والملوك العرب والأجانب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، وتهدف الجامعة إلى مساعدة البلاد على التنافس عالمياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتحتضن الجامعة العملاقة أحد أسرع أجهزة الكمبيوتر في العالم. وامتدح علماء دين سعوديون كثر مثل إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس والمشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" الشيخ سلمان العودة، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي افتتحت مؤخرا غربي المملكة، معتبرين أنها جاءت في حقبة سلاحها العلوم والمعارف، دون أن يتطرقوا لمسألة الاختلاط فيها والتي أثارت جدلا كونها أول جامعة سعودية تبيح الاختلاط بين الجنسين في المملكة المحافظة.