حذر سماحة مفتى عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، من أن يكون سفك الدماء هو وسيلة للتعبير عن حب المسلمين لرسولهم الكريم صلي الله عليه وسلم وحث على "أن نتخذ الموقف الإسلامي الصحيح" بشجب الفيلم المسئ له. وفي تصريحه عبر الحلقة الإستثنائية من برنامج "الثامنة" التي خصصت للحديث عن الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، قال المفتي: "هذا الفيلم السيء الذي أثار حماس الأمة الإسلامية، حقيقة فيلم سيئ وخبيث وحقير لا قيمة له، ولكن أوتي به في وقت ما لمصلحة ما كما يرى، ولكن الحمد لله المسلم موقفه منه استنكروه ورفضوه وشجبوه". وتابع: "أوصي إخواني أن يكون الإنكار والنقد لهذا الفيلم على بابه، ولكن لا يسفك فيه دم وليس فيه عدوان ولا ظلم، أنما يكون نقد هذا الفيلم وبيان فساده وخطأه وخلله، وأنه معادي للإسلام وأن هذا إساءة لسيد الأنام وعلينا أن نتخذ الموقف الإسلامي الصحيح بشجب هذا الفيلم والتنديد بد دائماً وأبداً، واعتقاد أن من أعده ووافق عليه أنه مسيء ظالم وعاصي لله مرتكب ذنب عظيم ووزر كبير". وشدد المفتي على ثقة المسلمين بدينهم ونبيهم وقال: "نرجو من الله أن يكون الأخوان على ثقة بدينهم ونبيهم، وأن محبة نبيهم أنما باتباع سنته وشريعته والرد على من افترى عليه، ولكن أحذرهم من أن تكون وسيلة لسفك الدماء ووسيلة يستغلهم الحاقدين ليضربوا بعضهم البعض ويحيوا الطائفية والعنصرية، من أجل ضرب الأمة وتفريق شملها والحط من قيمتها". وكشفت الحلقة الاستثنائية التي ناقشت الفيلم المسيء للإسلام، عن إصدار المجلس العالمي لحقوق الإنسان بالأغلبية قانونا يجرم ازدراء الأديان والإساءة للأنبياء منذ فترة، لكن رفضته أمريكا والدول الأوربية، بحجة عدم المساس بحرية للتعبير. كما أجمع المشاركون في الحلقة على ضرورة الحوار بين الشرق والغرب لتفعيل هذا القرار، وشجب هذا الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديم من قاموا به للمحاكمة في أمريكا. وطالب ضيوف الحلقة الشعوب المسلمة بنصرة لرسول الله ضد الإساءات للمصطفى عليه الصلاة والسلام بالاقتداء بهدية والاستنان بسنته ونشر فضائله والتعريف بسيرته وإذاعة قيم الإسلام وتعاليمه، حتى لا يجرهم الغضب الخطأ بالخطأ أكبر وأفدح منه، بذلك يكونوا قد حققوا بعض أهداف هذا الفيلم المسيء كما حدث في ليبيا بقتل السفير الأمريكي هناك، الذي لم يرتكب آثما، بل كان يؤكد في حواراته السابقة على أن الدين الإسلامي دين تسامح لا دين إرهاب كما يدعي البعض، أو يتعرضوا للمنشآت العامة بالحرق والهدم على غرار ما حدث لبعض السفارت الأمريكية والأوربية في مصر واليمن والسودان. وتحدث عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان الشيخ عبد العزيز الفوزان عن سعادته بتواجد السفير الأمريكي والألماني في الحلقة، ووصف تواجدهم دليلاً على اهتمامهم بالقضية. وطالب الفوزان أن يكون هناك معالجة حقيقة لهذه المشكلة، وحل نهائي للإساءة للإسلام حول العالم. وأضاف الفوزان قائلاً: "ما حدث في ليبيا من قتل وفي مصر وفي السودان من اقتحام للسفارات هذا لا يرضاه الإسلام". وذكر أن هناك جماعات إسلامية متطرفة هي من استخدم هذه القضية للقيام بالعمليات الإرهابية، وللأسف أندفع بعض الشباب المتحمسين لهذه العمليات الطائشة. وأكد الفوزان أن هذا الفيلم رفضه كل العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي والقيادات الأخرى، والإسلام هو أول من كفل حقوق الإنسان حتى في غير المسلم. وشدد الفوزان في حديثه أن في الإسلام من قتل معاهد لا يدخل الجنة، ولكن السؤال هنا لماذا غضب هؤلاء الشباب وقاموا بما قاموا به، وهذا ما يجب أن نعالجه لإيقاف الإساءات ضد الإسلام. من جهته ثمّن سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في الرياض جيمس سميث، ما تقوم به الحكومة السعودية ممثله بخادم الحرمين الشريفين ومنظمتي المؤتمر الإسلامي والتعاون الإسلامي. وأوضح سميث عبر البرنامج أنه تلقى العديد من الاتصالات والرسائل الإلكترونية والنصية من أصدقائه السعوديين وأفراد المجتمع الدبلوماسي، وأنه ممنون للتعازي التي وصلته في الحادثة التي وقعت للسفارة الأمريكية في بنغازي، وأنه سعيد بما سمعه من سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عندما تحدث عن نبذ العنف.