استمرت موجة الغضب والاحتجاجات في بعض الدول الإسلامية على خلفية الفيلم المسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). في مصر حشدت جماعة الإخوان المسلمين أنصارها في مليونية أمس "الجمعة" بميدان التحرير وأمام المساجد الكبرى بمحافظات مصر تعبيرا عن غضب الشعب المصري تجاه الفيلم المسيء. وأكد المهندس جهاد الحداد، مسؤول العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة، أن المليونية التي دعت إليها الجماعة جاءت للاحتجاج ضد الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تستهدف إشعال الموقف الملتهب بسبب الاحتجاجات بمحيط السفارة الأمريكية، وإنما التعبير عن غضب الشارع المصري إزاء هذا الفيلم، في الاتجاه الصحيح وبطريقة سلمية، ودون انتهاك للقوانين الدولية. باكستاني يحرق العلم الأمريكي خلال تظاهرات ضد الفيلم المسيء للرسول الكريم (الاوروبية) وشدد الحداد على إدانة جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة للأحداث التي شهدتها السفارة الأمريكية بالقاهرة، والتي أكد عدم مشاركة الجماعة فيها سواء من بدايتها أو في نهايتها. كانت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة دعيا إلى مليونية بعد صلاة الجمعة أمس بميدان التحرير وأمام جميع المساجد الكبرى في المحافظات للتنديد بالفيلم المسيء. كما دشَّن نشطاء مصريون إسلاميون، أمس حملة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تحمل عنوان "اعرف نبيّك"، رداً على الفيلم. وتهدف الحملة، بحسب القائمين عليها، إلى التعريف بمراحل حياة الرسول بداية من مولده قبل أكثر من 14 قرناً مروراً بحياته قبل النبوّة، فقيامه بنشر الإسلام وحتى وفاته. وأكدوا أن الحملة التعريفية بالنبي لا تقتصر على تعريف غير المسلمين بالرسول وأخلاقياته، بل أيضاً بتعريف المسلمين الذين لا يعملون وفق تعاليم الإسلام وسنة الرسول، فيما طرحوا سؤالاً يقول "يا من تدَّعي محبته (الرسول) أين أنت من سنَّته؟). اما في تونس فقد دفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية استثنائية بالقرب من محيط السفارة الأمريكية بمنطقة البحيرة شمال تونس العاصمة تحسبا لمظاهرات متوقعة. وعاين مراسل "يونايتد برس انترناشونال" انتشار العشرات من السيارات الأمنية التابعة لقوات الأمن والتدخل، والحرس الوطني (الدرك)، إلى جانب عدد من السيارات العسكرية من نوع "هامر" بمحيط السفارة. كما نصبت السلطات الأمنية التونسية عدة حواجز على الطريق المحاذي للسفارة الأمريكية، فيما توزع العشرات من رجال الأمن في محيط المنطقة وهم في حالة استعداد. وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي دعوات إلى التظاهر السلمي أمام مقر السفارة الأمريكية احتجاجا على الفيلم وسط ارتفاع وتيرة الغضب لدى مختلف الأوساط السياسية، وصولا إلى أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين طالبوا سلطات بلادهم باستدعاء السفير الأمريكي لدى تونس لإبلاغه رفض تونس واحتجاجها الشديد على الاعتداء على الإسلام ونبيّه. وتخشى السلطات التونسية من اضطرابات أمنية، علما وأن العشرات من التونسيين تظاهروا يوم الأربعاء الماضي أمام مقر السفارة الأمريكية، رافعين شعارات منددة بأمريكا وأحرقوا علم الولاياتالمتحدة. وحاول المتظاهرون في حينه اقتحام السفارة الأمريكية ما دفع قوات الأمن المدعومة بوحدات من الجيش والحرس الوطني (الدرك)، إلى استخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. في اليمن اطلقت قوات الأمن المركزي اليمنية الرصاص الحي بكثافة لتفريق متظاهرين تجمعوا بالقرب من السفارة الأميركية عقب صلاة الجمعة تنديدا بفيلم مسيء للنبي محمد، فيما لم يسجل سقوط ضحايا. وقال احد المحتجين ل "يوناتيد برس انترناشونال" إن "المحتجين انطلقوا باتجاه السفارة الأميركية من مسجد الفردوس القريب وهو أحد اكبر مساجد الجماعات السلفية في اليمن.. غير أن قوات الأمن المركزي أطلقت النار بكثافة وحالت دون وصولهم الى حرم السفارة الأميركية". واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي لإحباط محاولة اقتحام السفارة الأميركية. ويقوم الأمن المركزي بحملة لصد المحتجين مستخدماً العصي والهراوات وخراطيم المياه ما أدى الى وقوع عدد من الجرحى. في غزة شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة في عدة مدن فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس تنديداً بالفيلم الأميركي المسيء للنبي محمد. ونظمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، مسيرة حاشدة انطلقت من مساجد المدينة وتمركزت في ساحة المجلس التشريعي وسط هتافات منددة بالإساءة للنبي محمد. ورفع المشاركون لافتات من بينها "إلا رسول الله" و"لبيك يا رسول الله". وشهدت مختلف مدن القطاع مسيرات مماثلة وحاشدة دعت لها حركة حماس، تخللها حرق أعلام أميركية وإسرائيلية. ونظم مصلون في باحات المسجد الأقصى بالقدس مظاهرة تنديداً بالفيلم الأميركي رغم الإجراءات الإسرائيلية المشددة التي جرت لمنع أية مظاهرات. وجرت دعوات لمسيرات مماثلة في مدينة نابلس وبعض مدن الضفة الغربية لذات السبب. كما خرج عدة آلاف من المسلمين في مظاهرة مناهضة للولايات المتحدة بعد صلاة الجمعة في دكا عاصمة بنجلاديش احتجاجا على فيلم مسيء للنبي محمد. وذكر أنور حسين نائب قائد الشرطة أن أكثر من عشرة آلاف شخص خرجوا بعد صلاة الجمعة في مسيرة من مسجد بايتول مكرم الوطني إلى مقر السفارة الأمريكية التي تقع في منطقة بريدهارا الدبلوماسية. وأضاف أن الشرطة أقامت حواجز أمنية للحيلولة دون وصول المسيرة إلى مقر السفارة مشيرا إلى اتخاذ إجراءات أمنية إضافية لحماية الدبلوماسيين الغربيين في دكا. اما في الاردن ووسط إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة الأمريكية بعمان، نفذ المئات من أعضاء التيار السلفي الجهادي في الأردن وقفة احتجاجية ضد الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. واحرق أعضاء التيار السلفي الاعلام الامريكية أمام مسجد الكردي القريب من السفارة الأمريكية بعد صلاة الجمعة، ورفعت أعلام التيار السوداء. وحاول بعض أعضاء التيار الغاضبين التوجه الى السفارة الأمريكية، الا ان اللجنة المنظمة التابعة للتيار السلفي الجهادي منعتهم، خوفا من ان لا يتدارك افرادهم وانصارهم انفسهم. وهدد القيادي في التيار محمد الشلبي الملقب بأبي سياف بأنه "إذا وصل السفارة فسيطلق عليها النار ويرجمها بالحجارة ". وفي شمال البلاد في محافظة اربد، نددت مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من امام مسجد الجامعة في وسط اربد بالإساءة الى النبي عليه الصلاة والسلام. وهتف المعتصمون "الرسول قائدنا وموسى وعيسى ومحمد قدوتنا للابد" و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود، هي هي هي امريكا راس الحية". ورفعت رايات السلفية الجهادية. في العراق تظاهر الاف في عدد من المدن الرئيسية بينها بغداد الجمعة مطالبين لليوم الثاني بطرد السفير الاميركي احتجاجا على الفيلم. وخرج المئات من اهالي منطقة الاعظمية في شمال بغداد بعد صلاة الجمعة في جامع الامام الاعظم الى الشوارع المحيطة للتعبير عن رفضهم للفيلم ويهم يهتفون "الا رسول الله ". وقال الشيخ عبد الستار عبد الجبار في خطبة الجمعة ان "الاميركيين يصدرون الديموقراطية ولا يعملون بها، فلو كان الفيلم يمس ديانتهم لانتفضوا ورفضوا ذلك". وقال الشيخ حميد الفهداوي احد منظمي التظاهرة "نطالب الحكومة بطرد السفير الاميركي ومقاطعة البضائع الاميركية والدولار على خلفية الفيلم المسيء للنبي والاسلام". وفي النجف جنوب بغداد، طالب امام صلاة الجمعة صدرالدين القبانجي خلال خطبة الجمعة في الحسينية الفاطمية "الادارة الاميركية بالاعتذار للمسلمين (...) وتسليم كل العاملين في هذا الفيلم الى محكمة اسلامية مختصة". في السودان استدعت وزارة الخارجية القائم بالاعمال الامريكي جوزيف ستافورد والسفير الالماني بالخرطوم رولف فيلبيرتس للاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام. واكدت الخارجية ان المساس بالنبي محمد هو خط احمر للسودان ولكل العالم الاسلامي حسبما ذكرت وكالة الانباء السودانية (سونا). وقال رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية في تصريحات صحفية انه غير مقبول مطلقا بان تكون حرية التعبير هي السبب في هذا الامر. واضاف "ان التعبير في تقديرنا له حدود وعندما تمس مقدساتنا ورموزنا الاسلامية هذا امر غير مقبول وسيؤثر على التواصل والعلاقات بين الشعوب". في ماليزيا شجب السيد محيي الدين ياسين نائب رئيس الوزراء الماليزي الفيلم (براءة المسلمين) المسيء للنبي وأمر السلطات الماليزية بمنع عرض هذا الفيلم في ماليزيا قاطبة. وقال: بالنسبة لنا كمسلمين لا يمكننا أن نقبل الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لأنه ذنب كبير ولا يجوز أن نسمح بالإساءة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام سواء في شكل الأفلام أو الكلمات أو الأقوال أو أي شيء آخر. الى ذلك طلب احد ارفع رجال الدين في كشمير الهندية من كل المواطنين الاميركيين "مغادرة المنطقة فورا" بسبب الفيلم المسيء للاسلام. وقال المفتي الكبير لجامو وكشمير بشير الدين احمد الخميس لوكالة انباء برس تراست الهندية ان على "المواطنين الاميركيين الذين يزورون كشمير المغادرة فورا لان هذه المشاهد آذت مشاعر المسلمين" ونقلت الوكالة عنه ان "الجميع يقبل عظمة النبي وكل محاولة لتشويه صورته لن يكون بالامكان التسامح معها" وفي سريناغار المدينة الرئيسية في كشمير الهندية قام حوالى سبعمئة من المحامين باعلان الاضراب الجمعة وهتفوا بشعارات ضد الولاياتالمتحدة من اجل حثها على منع الفيلم ومقاضاة اصحابه.