استعرض الحرس الوطني مسيرته منذ إنشائه، وتطوّر قدراته، في تقرير أعد بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة، كاشفاً عن تحول القطاع من تشكيلات بسيطة إلى قوات عالية التنظيم والأداء داعماً لأمن الوطن واستقراره. ويعتبر الحرس الوطني إحدى الصفحات المضيئة لمنجزات هذا الوطن ونهضته وتطوره كتب سطورها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- عندما تولى عام 1382ه رئاسة الحرس الوطني وأستقطب العديد من الرجال ذوي الخبرة والدراية لوضع إستراتيجية لتحديث الحرس الوطني وتطويره، حتى سار بخطى حثيثة وثابتة نحو مدارج الرقي والازدهار، وفق سياسة اختصرها حفظة الله بقوله (نحن هنا في المملكة العربية السعودية نشعر شعوراً كاملاً بأمن هذا البلد واستقراره ووحدته، وهذا الشعور هو الذي يملي علينا دائماً أن نكون مخلصين له، وما الحرس الوطني إلا هذا الشعب، فهو الذي أقام بعرقه وجهده مع الملك عبد العزيز رحمه الله هذا الكيان الذي نقيم في ظلّه ونسعى إلى صونه بكل ما نملك). لقد بُنيت اللبنات الأساسية للحرس الوطني وأعيدت هيكلته وفق أحدث التنظيمات العسكرية، ووضعت الخطط لتأهيل القوى البشرية للقيام بالمهمة، حتى ترسّخت دعائمه، وعلت أركانه، مما مكنه من أداء واجبه، والقيام بمهامه العظيمة المتمثلة في الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه استقراره ومكتسباته الحضارية والتنموية، فحققت هذه المؤسسة أهدافها، وكانت دائماً الحصن المنيع والدرع الواقي للوطن والمواطن. الحرس الوطني: القيادة والبناء تولى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطني وهو الذي نشأ وترعرع في هذه المؤسسة العسكرية الحضارية، وواصل قيادتها إلى آفاق من النجاح، وحافظ على المكتسبات التي تحققت في هذه المنشأة طوال مسيرته، حيث صدر الأمر الملكي عام 1431 ه بتعيين سموه رئيساً للحرس الوطني بعد أن تولى العديد من المناصب خلال خدمته العسكرية ليتولى الإشراف المباشر على عملية التطوير والتحديث للحرس الوطني وليواصل تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في أن يظل الحرس الوطني مؤسسة عسكرية وحضارية شامخة تسهم بكل نجاح في تعزيز مسيرة البناء والتنمية في وطننا الغالي، وقد اعتاد سموه الكريم بتفقّد وحدات الحرس الوطني في مختلف مناطق المملكة للوقوف على جاهزية الوحدات ومتابعة تنفيذ هذه الوحدات للمهام والواجبات المناط بها كما يقوم سموه خلال جولاته التفقدية ولقاءاته الدورية بالالتقاء بمنسوبي الحرس الوطني والاستماع لاحتياجاتهم واقتراحاتهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم. الحرس الوطني درع الوطن وبما أن مهمة الحرس الوطني الرئيسة هي الحفاظ على الأمن الداخلي والدفاع عن الوطن مشاركاً مع بقية القوات العسكرية في هذا الوطن فإن ذلك يتطلب درجةً عالية من الاستعدادات، والقدرة على العمل بروح الفريق الواحد على مختلف المستويات لذلك ركز الحرس الوطني على التدريب الجماعي بدءاً بالمهارات الفردية للفرد ضمن الفريق وانتهاء بالتمارين الميدانية وتمارين القيادة والسيطرة على مستوى الحرس الوطني. ولهذا الغرض نفّذ الحرس الوطني ضمن خطط التدريب لهذا العام التمرين الميداني (ولاء وفداء 2)، وكان من أهم أهداف التمرين تفعيل القدرات والخطط والأعمال القتالية وتطويرها، وتقييم مهارات القادة والأركان في مجالات التخطيط والقيادة والسيطرة، واختبار ورفع جاهزية الوحدات المساندة في مجال الاتصالات والإمداد والتموين وتطوير إجراءات العمل المستديمة، والتدريب على عملية صنع القرار العسكري، والتعامل مع الأحداث المخططة والطارئة ورفع الجاهزية والوصول بها إلى قوة مناورة فعالة في جميع الظروف المناخية والبيئية. وقد نفّذ هذا التمرين بطريقة احترافية شهد بها المراقبين والمحكمين الذين تابعوا مراحل سير التمرين حتى مرحلة الختام والذي رعاه صاحب السمو الملكي رئيس الحرس الوطني وتم خلاله تكريم الوحدات المتميّزة والمشاركة في التمرين. كلية الملك خالد العسكرية ومع التقدم الهائل في تقنيات الأسلحة وإنشاء الجامعات والكليات العسكرية في العالم، كان لا بد من تطوير وحدات الحرس الوطني عسكريا، لتكون قوة نظامية تساير تطور العصر، وتستطيع القيام بواجباتها خير قيام، وتوج هذا التوجه بإنشاء كلية الملك خالد العسكرية قبل 28 عاما، وتمثل الكلية النظرة العسكرية الحضارية الشمولية التي يتبناها الحرس الوطني في مجالات التعليم والتدريب والتربية العسكرية وإعداد القادة العسكريين الشباب، حيث تواصل كلية الملك خالد العسكرية القيام بدورها في إمداد وحدات الحرس الوطني بالضباط المؤهلين من خريجي الثانوية العامة والجامعيين حيث احتفلت الكلية هذا العام بتخريج الدفعة الثالثة والعشرين من الطلبة الجامعيين وعددهم 45 طالباً جامعياً من مختلف التخصصات، والدفعة الثامنة والعشرين من طلبة الكلية وعددهم (232) ضابطاً لينضموا في مسيرة البناء ويسهموا مع زملائهم في نماء الحرس الوطني وازدهاره. المشاريع التنموية في الحرس الوطني سجل الحرس الوطني نجاحاً في مشروعات الإسكان لمنسوبيه، وأنفق المليارات عليها من خلال المدن السكنية، فأنشئت المدن السكنية العملاقة في مناطق المملكة المختلفة، والمزودة بالخدمات المساندة من مساجد، ومدارس ومستوصفات، وملاعب، وميادين للخدمات، وأسواق مركزية، ومراكز رياض للأطفال، ومكتبات عامة، وأندية ترفيهية، واجتماعية، ومحطات إطفاء، ودورات مياه عامة، ومبان للضيافة، ومحطات خدمة للسيارات، ولسد احتياجات منسوبي الحرس الوطني مستقبلاً صدرت التوجيهات بالبدء بالمرحلة الثانية من إسكان الحرس الوطني والتي تتكوّن من سبعة عشر ألف ومائتي فله سكنية للأفراد والضباط، وخمسة عشر مرفقاً تعليمياً جديداً ستنفذ في كل من الرياض والهفوف والدمام وجدة والطائف وينبع والقصيم وحائل. وعاش الحرس الوطني وثبات عملاقة في مجالات الخدمات الطبية من خلال إنشاء المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وتطورت هذه الخدمات لتصل إلى مدن طبية عالمية تجرى فيها أدق العمليات، ويتم فيها إجراء الدراسات حول الأمراض المستعصية، ولفت الحرس الوطني الانتباه بنجاحه في إجراء عمليات فصل التوائم، حيث يتم نقل حالات من الداخل والخارج لإجراء عمليات الفصل بأيد سعودية، وقد شهد هذا العام إضافة جديدة لمسيرة الحرس الوطني المتميزة في تقديم الخدمات الصحية المتطورة وتوفير أقصى متطلبات الرعاية الصحية حيث اطلع سمو الأمير متعب بن عبد الله على مخططات وتصاميم العديد من المشاريع الطبية المستقبلية والتي تتمثّل ف مستشفى النساء والولادة التخصصي بالرياض بسعة 300سرير ومركز طب وجراحة الأعصاب والإصابات بجدة بسعة 176 سريرا ومستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بجدة بسعة 350 سريرا ومستشفى الحرس الوطني التخصصي بالطائف بسعة 300 سرير ومستشفى الحرس الوطني التخصصي بالقصيم بسعة 300 سرير. تبلغ سعتها الإجمالية 1426 سريراً. مهرجان الجنادرية رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ أكثر من ربع قرن المهرجان، فهو صاحب فكرته وراعيه الأول منذ أن انطلق كسباق للهجن، ثم تطور شيئا فشيئا إلى أن أصبح مهرجانا بفعالياته المختلفة، بل اعتبر واحدا من أبرز المهرجانات الثقافية في المنطقة العربية، وملتقى حوار ثقافي وفكري واسع بين كبار المثقفين والمفكرين والأدباء العرب، ونبعت فكرة المهرجان باعتبار أن الثقافة هي أحد المحاور الأساسية التي ينهض عليها التطور في البلاد، ومن أجل ترسيخ القيم والعادات وجمع شمل المثقفين العرب، والتحاور في ما بينهم من أجل الخروج بصياغة فكرية تخدم الأمة، وخلال السنوات ال25 الماضية توسع المهرجان وأصبح يعرف بمهرجان الجنادرية، وحقق شعبية واسعة على الصعيد الداخلي، وسمعة كبيرة على الصعيد العالمي لكونه نشاطا ثقافيا وفكريا، يرتبط ارتباطا وثيقا بمجمل الظروف الثقافية والمناخ الفكري السائد في المنطقة العربية. الحرس الوطني في خدمة ضيوف الرحمن وللحرس الوطني مساهمة متميّزة مع بقية قطاعات الدولة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على أمنهم، ويتشرّف بتقديم هذه الخدمة النبيلة لهم، حيث يتم تجنيد كافة الإمكانيات الأمنية والإرشادية والصحية والإعلامية ويستنفر كافة طاقاته لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام.