المرشد الإيراني علي خامنئي أطلق صيحة (بايخة) قديمة سبقه إليها القذافي حين أراد أن يسجل موقفا سياسيا من المملكة فدعا إلى إدارة إسلامية دولية للحج.!! العالم كله، بمن فيه ملالي طهران، يعرف أن الحرمين الشريفين يقعان تحت السيادة الكاملة المعترف بها للمملكة. ويعلم أن الحكومة السعودية صرفت على مكة والمدينة وكل المشاعر المقدسة مليارات الدولارات في عملية تحسين وتطوير متصلة للخدمات منذ عهد الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، إلى عهد الملك سلمان، يحفظه الله. بل إنني أزعم أن جميع ملوك المملكة فضلوا، حين كان هناك مفاضلات في الصرف على مشاريع التنمية، أن يعطوا الأولوية والأفضلية لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المدينتين المقدستين لإضافة مزيد من التيسير على الحجاج والمعتمرين. وهناك، كما نعلم ويعلم الإيرانيون، عدد من الأجهزة السعودية الحكومية الضخمة مسخرة على مدار العام لإجراء البحوث والدراسات وتنفيذ مشاريع جديدة على أعلى المستويات التقنية، سواء في الإنشاءات أو النقل أو غيرهما. في مقابل كل هذا الفعل السعودي الكبير والمشهود في مكة والمدينة بشكل عام وفي الحرمين الشريفين بشكل خاص ماذا ستفعل إيران لو تسلمت إدارة مواسم الحج والعمرة.؟! كل ما ستفعله، حسب دلائل أفعالها في أكثر من مكان، أنها ستدشن منابر للطائفية وتحرض المسلمين على بعضهم، وستبذل كل ما تستطيع لإراقة الدماء وحفر خنادق الموت في سبيل تحقيق وصية الخميني بتصدير الثورة. أي أن البلد الحرام في موسم واحدة من أكبر عبادات المسلمين سيتحول إلى ساحة فوضى وتنابز وتقاتل على الهوية المذهبية التي لا تجيد إيران ولا حلفاؤها من خونة العرب غيرها. لم يكن النظام الإيراني بناء ولا حتى في إيران؛ فضلا عن تدميره وتخريبه لكل مكان حلت فيه يده وأجندته من لبنان إلى العراق وسوريا واليمن. وبالتالي إذا كان المتحدث مجنونا فإن المستمع يجب أن يكون عاقلا. وعقلاء المسلمين، بل وعقلاء العالم، لا يَرَوْن في صيحة المرشد سوى سفاهة إيرانية جديدة لن تغير في حقيقة أن مكة والمدينة في الأراضي السعودية وأن السعوديين يبذلون في سبيلهما وفي مواسمهما جهدا فائقا لا ينكره إلا أعمى أو متربص. [email protected]