اليمنيون أكثر من غيرهم، لا يستغربون حرص دول التحالف العربي، على أن تنهي مشاورات الكويت، الاقتتال، الذي جاء به الحوثيون والمخلوع صالح، بعد أن انقلبوا على الشرعية ممثلة في الرئيس هادي، فنهبوا الأسلحة الثقيلة والخفيفة، واحتلوا المحافظات والمديريات، وفجروا المنازل على رؤوس أهلها، واتخذوا من المدارس والمستشفيات ودور الأيتام مخازن لأسلحتهم. نجحت دول التحالف في تمديد فترة التفاوض أسبوعا آخر، بعد موافقة دولة الكويت الراعية لهذه المشاورات، ووافقت الحكومة الشرعية على بنود الاتفاق التي طرحها المبعوث الأممي، فتنفس الشعب اليمني الصعداء، إلا أن الانقلابيين كعادتهم في كل مرة قتلوا فرحة شعب أذاقوه العذاب بأنواعه، ورفضوا المقترح الأممي، ليؤكدوا للعالم أنهم غير جادين في هذه المشاورات، وأن نواياهم خبيثة، ولا يريدون خيرا لليمن وشعبه. مواقف دول التحالف المشرفة مع اليمن خصوصاً السعودية، وحرصها على إنجاح المشاورات، وفي المقابل تعنت الانقلابيين، وعدم قبولهم للحلول التي وضعت على طاولة المشاورات، وإن كانت تحتاج إلى موقف أممي ضاغط، لإجبارها على الخضوع للقرارات الدولية، والمرجعيات الإقليمية المعترف بها، إلا أن دولا عربية وإسلامية، مطالبة بأن تسجل حضورا أكبر تدين من خلاله الانقلابيين، وعدم رضوخهم للقرارات الأممية، لأن العالم أصبح يدرك أكثر من أي وقت مضى، أن الشعب اليمني ضاق ذرعا بمماطلتهم في هذه المشاورات، ونواياهم في الاستحواذ على السلطة، حتى وإن كان الثمن بالنسبة لهم آلاف الأبرياء من الشعب اليمني. وفي الوقت الذي كان العالم يترقب إعلان الأممالمتحدة التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع في اليمن، مارس الحوثيون والمخلوع صالح ألاعيبهم المكشوفة، والتي كان آخرها إعلان المجلس السياسي، الذي أثار سخرية الشعب بمنظماته وهيئاته، وحتى شيوخ القبائل، الذين أعلنوا رفضهم لهذه الخطوة، التي يحاول المخلوع العودة من خلالها إلى السلطة، ليستمر في مراوغاته التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه اليوم. وأمام هذه المواقف المتعنتة من الانقلابيين، الهادفة إلى إجهاض كل المساعي لإيجاد الحلول المناسبة التي تخرج اليمن من أزمته، لا بد أن يعي هؤلاء أن عليهم تسليم السلاح، والمحافظات التي احتلوها بالقوة، وأن يقبلوا بعودة الشرعية إلى كل المحافظات وفي مقدمتها صنعاء لتمارس دورها في بناء يمن جديد دمره الانقلابيون، الذين دمروه تنفيذا لأجندة إيرانية هدفها زعزعة أمن واستقرار المنطقة. يقول قيادي يمني، إن السعودية التي تقود التحالف ضد الانقلابيين، كانت ومازالت مع الحلول السلمية في اليمن، ولكن بما يتوافق مع القرارات الدولية وتحديدا مع قرار 2216، الذي يجب أن يلتزم بها الانقلابيون. وأوضح أن الشعب اليمني لن ينسى مواقف السعودية لدعم المشاورات في الكويت، بالتنسيق مع دول التحالف والدول ال 18 الراعية لعملية السلام، مطالبا الشعب اليمني بأن يتوحد للوقوف في وجه الانقلابيين وتحجيمهم، والعمل ومهما كان الثمن على طردهم من العاصمة صنعاء، التي أوهموا بعض البسطاء بأنها لا يمكن أن تسقط. لافتا إلى أن السعودية ودول التحالف لا تريد استمرار الحرب، وتبحث عن حلول سلمية، إلا أن الصبر إلى أن تستنفذ الحلول المنطقية، سيتحول إلى وبال على الانقلابيين.