جمّدت الحكومة التركية كل أرصدة المخلوع صالح في البنوك التركية، وغيرها من المؤسسات المالية، بما في ذلك الخزائن، والتي تصل إلى 60 مليار دولار -أي ما يساوي الناتج المحلي الإجمالي اليمني السنوي- خلال سنوات حكمه، تمشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي، في وقت أعلن فيه رئيس هيئة الأركان العامة اليمني، أن الجيش قام بصد عدد من الخروقات التي قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، منوها بجاهزية القوات لكل الخيارات. واستمع اللواء المقدشي خلال تفقده الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة نهم إلى الشرق من العاصمة صنعاء، إلى شرح مفصل عن الموقف في الجبهة والخروقات المستمرة التي تقوم بها الميليشيات، وحث وحدات الجيش على مزيد من اليقظة والحذر، وردع كل محاولات الميليشيات الانقلابية لخرق الهدنة. فيما جدد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، حرص الحكومة على إحلال السلام الشامل، الضامن لعودة الدولة ومؤسساتها، وتثبيت الأمن والاستقرار للشعب اليمني الصابر، الذي لن يتحقق إلا بالاستناد على المرتكزات الثلاثة، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ القرار الأممي 2216، الرامي إلى انسحاب المليشيات الانقلابية من المدن وتسليم السلاح للدولة، بينما لا تزال مباحثات السلام اليمنية التي ترعاها الاممالمتحدة في الكويت، وكانت من المقرر ان تبدأ الاثنين، معلقة أمس الخميس، بانتظار وصول وفد المتمردين الحوثيين وحلفائهم، بحسب ما افادت مصادر دبلوماسية. وقالت الحكومة التركية في جريدتها الرسمية، أمس الخميس، إنها جمدت أرصدة المخلوع صالح، تمشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي. وأضافت إنها جمدت كل أرصدة المخلوع في البنوك التركية، وغيرها من المؤسسات المالية، بما في ذلك الخزائن. وكان محققون عينتهم الأممالمتحدة، قد أبلغوا مجلس الأمن بأنهم يشتبهون في أن المخلوع صالح، كون ثروة تصل إلى 60 مليار دولار -أي ما يساوي الناتج المحلي الإجمالي اليمني السنوي- خلال سنوات حكمه الطويلة، وشارك في مخطط للاستيلاء على السلطة عام 2014. من ناحيته، جدد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، موقف الحكومة الحريص على إحلال السلام الشامل، خلال ترؤسه اجتماعا دوريا لمجلس الوزراء بالرياض، والذي وقف خلاله المجلس أمام آفاق السلام الدائم والمأمول من مشاورات الكويت التي كانت من المقرر أن تنعقد يوم 18 أبريل الجاري، والتي تأخرت بسبب تأخر وفد الانقلابيين من الحضور في الموعد المحدد. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن المجلس استمع إلى تقرير من الوفد الحكومي المفاوض في المشاورات عن سير الأعمال التي قام بها الوفد منذ وصوله الكويت، والتوقعات المستقبلية لسير عملية المفاوضات. وأشاد رئيس مجلس الوزراء بالروح الكبيرة التي تحلى بها الوفد وحرصهم على إحلال السلام، مثمنا الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الكويت في سبيل إنجاح المشاورات، وحجم الاهتمام الكبير الذي توليه في محطات تاريخية كثيرة هدفها إحلال السلام والأمن والاستقرار لليمن. إلى ذلك لا تزال مباحثات السلام اليمنية التي ترعاها الأممالمتحدة في الكويت، وكانت من المقرر أن تبدأ الاثنين، معلقة الخميس بانتظار وصول وفد المتمردين الحوثيين وحلفائهم، بحسب ما افادت مصادر دبلوماسية. وقال دبلوماسي غربي رفض كشف اسمه، «بحسب آخر المعلومات، من غير المتوقع وصول وفد المتمردين الى الكويت قبل مساء اليوم». واضاف: «نتيجة ذلك، قد ترجأ المباحثات مجددا، ولا تبدأ قبل اليوم الجمعة». وكان الوفد الحكومي الموجود في الكويت منذ مطلع الاسبوع، حذر في بيان، من انه سيغادر ما لم تبدأ المباحثات صباح أمس. وجاء في البيان: «إن وفد حكومة الجمهورية اليمنية يحملهم (المتمردين) كامل المسؤولية أمام شعبنا الصابر وأمام المجتمع الدولي عن إفشال المشاورات في حالة عدم بدء انعقادها صباح الخميس». واضاف الوفد انه سيكون «مضطرا بعد ذلك للمغادرة بعد أن أعطيت لهم الفرصة الكاملة وتحلينا بالصبر الكافي حرصا منا على تحقيق أي خطوة من أجل السلام وحقن دماء أبناء شعبنا». وكان الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للمخلوع صالح، امتنعوا بداية عن الحضور الى الكويت، واعلنت الاممالمتحدة في حينه «تأخير» انطلاق المباحثات.الا ان الحوثيين عادوا ووافقوا على المشاركة، وغادروا بعد ظهر الاربعاء مطار صنعاء باتجاه سلطنة عمان في طريقهم الى الكويت. ومع ان موعد وصولهم الى الكويت لم يحدد، رجح مسؤولون الاربعاء ان تبدأ المباحثات الخميس، ومساء الاربعاء، واصلت مليشيات الحوثي خروقاتها للهدنة، وقاموا باطلاق صاروخ كاتيوشا عند مدخل مدينة مأرب (شرق صنعاء) التي تسيطر عليها قوات الشرعية. واشارت مصادر عسكرية الى ان معارك دارت الاربعاء على جبهات عدة، منها نهم شمال شرق صنعاء، والجوف (شمال) وتعز (جنوب غرب) والبيضا (وسط). من جهته، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على تنفيذ المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل في مشاورات الكويت، وأكد على ثوابت ومرتكزات المشاورات الأساسية المتمثلة في تنفيذ القرار 2216 واستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وتناول خلال ترؤسه اجتماعا استثنائيا لمستشاريه، بحضور نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، عددا من القضايا والموضوعات المتصلة بالشأن اليمني، ومشاورات السلام بالكويت، وموقف الحكومة الجاد من أجل السلام من خلال تواجد وفد الحكومة اليمنية للمشاورات في الكويت. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الرئيس هادي إشادته بصبر الوفد الحكومي للمشاورات في الكويت وتحليه بالتأني والحكمة رغم عدم حضور وفد الانقلابيين حتى اللحظة. وقال إن الوفد يدرك أن هناك قضية ووطنا يحرص عليه بعيدا عن الأجندة الخاصة والمشروعات الضيقة، مؤكدا على عمق العلاقة الأخوية والمصير المشترك والتلاحم المصيري الصادق بين اليمن ودول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.