لأول مرة في تاريخ الأممالمتحدة يخضع المرشحون لمنصب الأمين العام لاختبار جماهيري يلزمهم بالإجابة على ألف سؤال جمعتها المنظمة الأممية من 70 دولة، إضافة إلى أسئلة أعدها ويطرحها دبلوماسيون حاليون وسابقون. وفرضت الجمعية العامة آلية أكثر شفافية لاختيار موظف إداري رفيع، منها تقديم رسالة ترشيح وسيرة ذاتية وتصريح بالمعتقدات ومقابلة مع دبلوماسيي 193دولة. وبدأ ثمانية مرشحون منهم أربع سيدات التنافس على قيادة المنظمة الأممية متسلحين باللغات، ومحاربة الإرهاب، فهل تتخلى الأممالمتحدة عن شروطها السابقة ( الاستقلالية، الشخصية القوية، السلطة المعنوية،المهارات السياسية والدبلوماسية)لصالح اشتراطات أحدث؟. ومَثُلَ أربعة رجال وأربع سيدات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسات غير مسبوقة لسماع برامجهم والاطلاع على أبرز مؤهلاتهم. ويعد وزير خارجية مونتينيغرو (الجبل الأسود) إيغور لوكسيتش، أصغر المرشحين ( 39 عاما)، والذي قدم نفسه على أنه يمثل ( بلدا صغيرا، تاريخه صاخب). وتحدث عن أبرز التحديات ومنها (الإرهاب، اللاجئون، نزع الأسلحة وحقوق الإنسان) ويجيد لوكسيتش الانكليزية والفرنسية. ومن بين المرشحين الأوفر حظا مديرة اليونيسكو البلغارية إيرينا بوكوفا ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك التي تتولى رئاسة برنامج الأممالمتحدة للتنمية والمفوض الأعلى السابق للاجئين البرتغالي انطونيو غوتيريس. ورئيس سلوفيانيا السابق دانيلو تورك ووزراء خارجية لدول أوروبية سابقين أو حاليين هم فيسنا بوسيتش (كرواتيا) ونتاليا غيرمان (مولدافيا) وسرجان كريم (مقدونيا). وتتواصل جلسات الاستماع للمرشحين ثلاثة أيام، إذ يتاح لكل مرشح الإجابة على أسئلة الدبلوماسيين أولا ثم المجتمع المدني في جلسة تستمر لساعتين عبر اتصال بالفيديو. وتم إشراك المجتمع المدني لأول مرة من خلال طرح 1000سؤال من 70 دولة. وسيتم اختيار الأمين العام الجديد عقب مشاورات مغلقة تجريها 15دولة عضوا في مجلس الأمن، ولا سيما الدول الخمس دائمة العضوية (الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، فرنسا وبريطانيا) علما بأن ولاية الأمين العام الحالي بان كي مون ستنتهي في أواخر هذا العام بعد 10أعوام مليئة بالقلق. وحسب رئيس مجلس الغرفة التجارية العربية الفرنسية الدكتور صالح الطيار فإن اختيار شخصية الأمين العام مرتهنة بالمساومات بين الدول الكبرى. ولم يعد المنصب يعد مغريا كون الأمين العام الجديد سيرث ملفات معقدة تتعلق بالنزاعات في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، وتمدد الإرهاب وانتشار التطرف في المجتمعات، والتمييز ضد المرأة، والعنصرية، وأزمة اللجوء، والفقر، والجوع، والتشّرد، والتغيير المناخي، وفضائح الاعتداءات الجنسية. ومن المتوقع أن تشغل المنصب امرأة، بعدما شغله ثمانية رجال منذ 1945.