تستأنف اليوم جلسات الاستماع التي تعقدها الأممالمتحدة، وفتحت فيها المنظمة لأول مرة في تاريخها البالغ 70 عاما العملية السرية لاختيار أمينها العام المقبل. فقد ظهر المرشحون لتولي المنصب، بعد بان كي مون، أمام سفراء الدول الأعضاء، وسمح للسفراء بتوجيه الأسئلة لهم. وأتاحت المنظمة الدولية أمام جميع الدول الفرصة لسؤال المرشحين حول القضايا المختلفة، وكيف سيواجهون الضغط من الدول الكبرى، والإساءات الجنسية التي يرتكبها أفراد من قوات حفظ السلام الدولية، وتحسين الجهود لتحقيق السلام. وكان وزير خارجية الجبل الأسود، إيغور لوكسيتش، أول المرشحين الذين واجهوا أعضاء الجمعية العامة، وأشار في كلمته إلى تنوع بلاده العرقي والثقافي، وخبرته باعتباره رئيس وزراء، ووزير دفاع سابقا، في السعي لتولي المنصب. واستمعت الجلسة بعد ذلك إلى المرشحة الثانية، مديرة منظمة اليونسكو، البلغارية إرينا بوكوفا، ثم المرشح الثالث المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنتونيو غوتيريس. ووصف رئيس الجمعية العامة، موغينس ليكيتوفت الجلسة بأنها "لحظة تاريخية غير مسبوقة في الأممالمتحدة". حق النقض وبناء على ميثاق الأممالمتحدة، يختار الأمين العام للمنظمة بواسطة أعضاء الجمعية العامة ال193، بتوصية من أعضاء مجلس الأمن ال15. وكان هذا يعني عمليا أن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وهم الولاياتالمتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا وفرنسا، يتمتعون بحق النقض في اختيار المرشحين. ولا تعني جلسات الاستماع تغيير الإجراء المتبع في اختيار مرشح يُوصى به ليخلف بان، الذي تنتهي ولايته الثانية في 31 ديسمبر/كانون الأول. لكن رئيس الجمعية العامة قال الثلاثاء إنه يعتبر جلسات الأسئلة والأجوبة، التي ستستمر حتى الخميس، "تغييرا محتملا في قواعد اللعبة في الأممالمتحدة". وأضاف أنه "لو كان هناك عدد ضخم من الدول يؤيد مرشحا واحدا، فلا أظن أن مجلس الأمن سيأتي باسم مختلف." "ولكن إن كان هناك مرشحون كثيرون، وليس هناك واحد مفضل، فعندئذ تكون الكلمة الفصل لمجلس الأمن." وقد تداولت وظيفة الأمين العام للأمم المتحدة – تقليديا – أربع مناطق في العالم، هي آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا. وتقول مجموعة دول أوروبا الشرقية، بما فيها روسيا، إنها لم تتح لها الفرصة لشغل المنصب، وقد حان دورها. كما أنه لم تتول المنصب امرأة من قبل، وهناك 56 دولة تقود حملة من أجل اختيار أول أمينة عامة للأمم المتحدة. ويوجد حاليا ثمانية مرشحين: أربع نساء، وأربعة رجال، ستة منهم من أوروبا الشرقية، وهناك مرشح من أوروبا الغربية، ومرشح من منطقة آسيا في المحيط الهادئ. وإلى جانب المرشحين الثلاثة الذين وجهت إليهم أسئلة في جلسة الاستماع، يوجد أيضا، وزير خارجية مقدونيا السابق، سرغجان كريم، ووزيرة خارجية كرواتيا السابقة فيسنا بوزيتش، والرئيس السلوفاني السابق دانيلو تورك، ووزيرة خارجية مولدوفا السابقة، ناتاليا غيرمان، ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك، رئيسة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي.