تنتهي اليوم الخميس الدورة الأولى من جلسات الاستماع للمرشحين الرسميين لخلافة الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، بعدما أطلقت الجمعية العامة للمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية آلية جديدة لاختيار الأمين العام المقبل في محاولة لتعزيز الشفافية، وتقوية دور الجمعية العامة، بدلاً من احتكار الدول الكبرى في مجلس الأمن عملية الاختيار بكل مفاصلها. وشكلت هذه الجلسات اختراقاً إجرائياً غير مسبوق في تاريخ الأممالمتحدة التي درجت على اختيار أمنائها العامين، (8 حتى اليوم)، من خلال توافق الدول الكبرى، لا سيما الولاياتالمتحدة وشركائها في مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وبموجب الآلية الجديدة، تقدم الدول مرشحيها إلى منصب الأمين العام في شكل رسمي، ثم يخضع المرشح/ المرشحة لجلسة استماع من ممثلي الدول الأعضاء (193 دولة)، في جلسة علنية، للتعرف إلى مواقف الأمين العام المقبل للأمم المتحدة وأولوياته. وتوالت الجلسات ابتداء من صباح الثلثاء وتعاقب المرشحون، وعددهم 9 حتى الآن، على اعتلاء منصة جلسة خاصة في قاعة تضم ممثلين عن الكتل الإقليمية في الجمعية العامة، إضافة إلى ممثلين عن دول مفردة بينها دول دائمة العضوية في مجلس الأمن. ويطغى على التوقعات في شأن خلف بان كي مون زخم دولي لاختيار امرأة لتولي المنصب للمرة الأولى، ما عبر عنه وجود أربع مرشحات من أصل 9 مرشحين حتى الآن. ولا تزال البلغارية إرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة «يونيسكو»، مرشحة جدية في السباق. كذلك انضمت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك إلى اللائحة، وهي تتولى حالياً رئاسة برنامج الأممالمتحدة للتنمية. وقالت بوكوفا الثلثاء أن خبرتها الطويلة «لسبع سنوات على رأس منظمة يونيسكو، وتجربتها في العملية الانتقالية في بلدها بلغاريا إلى دولة ديموقراطية عضو في الاتحاد الأوروبي» بعد انهيار جدار برلين «تشكل مزايا تؤهلها لتولي المنصب». وشددت في كلمتها على أهمية تعزيز «التنوع الجغرافي» في تولي الوظائف الرفيعة في الأممالمتحدة، وعلى ضرورة اعتماد استراتيجية وقائية في تجنب وقوع الأزمات وتعزيز دور الأممالمتحدة في الوساطة وحل النزاعات والتنمية والمساواة. ويملك المرشح البرتغالي أنطونيو غوتيريس سمعة جيدة كابن للمنظمة الدولية، وآخر مناصبه فيها كان توليه المفوضية العليا للاجئين بين عامي 2005 و2015. ودافع غوتيريس الثلثاء عن رصيده في السنوات العشر الماضية على رأس المفوضية، معتبراً أن على الأممالمتحدة أن تعمل على «استباق الأزمات لتجنب تكرار الكوارث التي يشهدها العالم وأبرزها حالياً أزمة اللاجئين». وأعلن أن من أهدافه نزع السلاح النووي بالكامل من العالم. كما أكد أنه في حال انتخابه أميناً عاماً، فإنه سيستخدم صلاحياته كاملة «لتعزيز المبادرة، في حال فشل مجلس الأمن في معالجة الأزمات». ويضم نادي المرشحين الرسميين أيضاً دانيلو تورك الرئيس السابق لسلوفينيا، وفسنا باسيك وزيرة الخارجية السابقة لكرواتيا، وإيغور لوكشيك رئيس الوزراء السابق لمونتينيغرو ووزير خارجيتها الحالي، وسرجيان كريم وزير الخارجية السابق لمقدونيا، وناتالي غيرمان وزيرة خارجية مولدوفا، ويوك جيريميتش وزير خارجية صربيا السابق. وطوال عمر الأممالمتحدة لم تحصل أي من دول كتلة أوروبا الشرقية على فرصة تبوؤ أحد مواطنيها منصب الأمانة العامة، وهو ما تأمل دول هذه الكتلة وخلفها روسيا، بأن يتغير في دورة الانتخاب المقبلة، على رغم عدم وجود نص أو قانون بذلك. وتستمر ولاية الأمين العام بان كي مون حتى نهاية السنة.